الزراعة : 500 حريق اندلع العام الحالي بمناطق حرجية وغابات

الهاشمية نيوز - السنة اللهب وسحب الدخان المحملة بالسموم التي شهدتها غابات محافظة عجلون هذا العام بفعل الحرائق المتعددة وطالت الاخضر واليابس لم تجد من يوقفها سوى جهود جبارة واستثنائية من قبل كوادر واجهزة الدفاع المدني وكوادر الزراعة رغم قلة الامكانيات المتاحة لديهم في مجال أعمال الإطفاء وبعض طائرات سلاح الجو الملكي الأردني. وسجلت وزارة الزراعة، نحو 500 حريق اندلع خلال العام الحالي، في مناطق حرجية وغابات بمناطق مختلفة من المملكة. واوضحت الوزارة في بيان صحفي امس الاحد، أن الحريق الذي اندلع أمس الاول السبت، في محيط كلية عجلون، التهم نحو 500 دونم من الاراضي، حيث ساهمت سرعة الرياح ووعورة المنطقة ووجود الاعشاب الجافة في تفاقم الحريق الذي التهم اراضي مملوكة لمواطنين، وتحوي اشجار زيتون وأشجارا حرجية.
واضافت الوزارة إن 65 آلية من اطفائيات الدفاع المدني واطفائيات وزارة الزراعة من محافظات عجلون وجرش والبلقاء بالاضافة الى الكورة شاركت في عمليات الاطفاء.
وتبلغ مساحة الاراضي الحرجية في المملكة مليونين و7 آلاف دونم، اي ما يعادل نحو 1 في المئة من مساحة المملكة، فيما تبلغ المناطق الحرجية والغابات 8 في المئة من مساحة الاشجار في المملكة، وتبلغ مساحة الاراضي التي يتوافر فيها اشجار حرجية نحو 400 الف دونم، و450 الف دونم غابات صناعية، فيما تبلغ الاراضي الحرجية الجرداء نحو 259 الف دونم، بالاضافة الى 126 الف دونم صالحة للزراعة في حال توافر عوامل الاستدامة.
وتمتلك وزارة الزراعة، 14 مشتلا تنتج نحو 3 ملايين غرسة حرجية ورعوية سنويا، ونحو 42 محمية رعوية، منها 800 الف دونم في البادية يسمح بالرعي بها حسب الحمولة الرعوية، حيث تقوم الوزارة بزراعة نحو 20 الف دونم سنويا بالنباتات الرعوية.
حريق عجلون
ولعل الحريق الأخير في عجلون أمس الاول الذي امتد الى جنوب غرب كلية عجلون الجامعية لمسافات ومساحات واسعة والذي طال زهاء 500 دونم من الحراج والأشجار المملوكة خاصة الزيتون الذي ما زال دون قطف ذهبت ثماره ادراج الرياح وتعوض اهله الصبر والحرمان من هذا الموسم ، إذ إن هناك نحو 500 شجرة زيتون وربما اكثر بحسب شهود عيان، إلى جانب حرق مئات الاشجار المعمرة من غابات اللزاب والسنديان والبطم والقيقب وغيرها من الاشجار، وهذا يعني وبحسبة بسيطة لو أن كل دونم احترق منه 10 اشجار لكانت الحصيلة زهاء 5000 شجرة حرجية ومثمرة .
وكانت كوادر مديرية الدفاع المدني في محافظة عجلون أخمدت امس الاول السبت، بضع حرائق نشبت في مناطق قرب كلية عجلون الجامعية ومدرسة الأميرة عائشة وعرجان.
وقالت مصادر في مديرية الدفاع المدني، إن كوادر المديرية اخمدت الحرائق التي انتشرت بسرعة كبيرة نتيجة شدة الرياح ووجود الأعشاب الجافة بكثافة، مبينة أن الحرائق أتت على عشرات الأشجار الحرجية والمثمرة. وتابع محافظ عجلون سلمان النجادا عمليات إخماد الحرائق في مناطق المحافظة.
من جانبه قال مدير زراعة عجلون المهندس رائد الشرمان إن التحقيقات الأولية التي بدأت فجر امس الأحد بالتزامن مع اخماد الحرائق التي دبت في أحراج عجلون ليلة الخميس الماضي تشير إلى أن سبب «حريق عجلون» هو إهمال أحد المزارعين، الذي قام بإشعال نار أثناء عملية قطاف الزيتون.فيما امتدت النيران بسبب قوة الرياح التي أدت إلى اتساع رقعة الضرر .
ويقول المحامي مأمون الصمادي إن لديه قطعتي أرض مساحتهما زهاء 47 دونما مزروعة بالزيتون أعمارها ما بين 10- 50 عاما قد تعرضتا للحريق بصورة شبه تامة، لافتا إلى أن وجود كميات كبيرة من التراب التي وضعتها الزراعة للحيلولة دون دخول مافيات التحطيب للاعتداء على الغابات ساهم في تأخر وصول لودر لفتح الطريق وإزالة الأتربة وما إن وصلت الاطفائيات حتى كانت اشجار الزيتون قد احترقت .
وطالب المحامي الصمادي بضرورة أن يكون هناك توجه جاد لدى الزراعة لفتح الطرق المؤدية للغابات والحفاظ عليها .
وقال المواطن ابو لؤي الزغول أنه وافراد عائلته بذلوا جهودا مضنية للحيلولة دون امتداد الحريق إلى أرضه المزروعة باشجار الزيتون حيث قاموا بعمل خط نار ، لافتا إلى أنه لولا اطفائية الزراعة التي سلكت طريقا في غاية الصعوبة لكانت الأمور غير ماهو متوقع .
وأضاف أن هناك طريقا مرسومة بطول 200 متر عام 2013 وتم في عام 2016 قرار بفتحها لكن تباطؤ البلدية وتسويفها فاقم من الامور، مؤكدا أنه لو كانت الطريق مفتوحة لما وقعت هذه الكارثة التي طالت 500 دونم .
ولفت إلى أنه التقى محافظ عجلون سلمان النجادا الذي كان بذل أمس الاول جهودا كبيرة للسيطرة على الحريق حيث تم التأكيد على ضرورة فتح الطريق المذكور من قبل البلدية كون الأرض تقع ضمن حدود البلدية.
وطالب الزراعة بضرورة باتخاذ تدابير لحماية الغابات وتوفير وسائل الحماية لهذه الغابات .