-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 08-10-2020 09:40 AM     عدد المشاهدات 395    | عدد التعليقات 0

ميزات جرش السياحية وطبيعة غاباتها تنتظر قرارات للنهوض بها

الهاشمية نيوز - تتميز جرش بإرث تاريخي هائل تحتضنه اسوار المدينة الاثرية، ويؤمه السياح من اقطار الارض لساعة او اثنتين وما يلبثوا ان يرحلوا، وعلى الشق الشرقي من المدينة يشاهد الجرشيون افواجا سياحية تمر عبر شارع الاثار المقابل لنوافذ منازلهم، والجفوة قائمة بين الشطرين الغربي والشرقي من المدينة، ومحاولات الربط بين المدينتين تتكرر، والنداءات تتردد دون استجابة.

ونمعن اكثر في وجود جرش على الساحتين العربية والعالمية فنجدها قد احتلت مساحات هائلة من الترويج، فهي الى جانب عراقتها وارثها التاريخي الذي يمتد الى عمق الوجود الانساني وما تعاقب عليها من حضارات عبر العصور والى يومنا هذا فنجدها المدينة الاميز على مستوى العالم. فهي الى جانب ذلك مدينة المهرجان السنوي للثقافة والفنون الذي ربا عمره على ثلاثة عقود وذاع صيته في ارجاء الدنيا، وهي المدينة التي توجت كمدينة للثقافة الاردنية قبل سنتين ونيف، وهي مدينة الديكابولس وفوق ذلك كله فهي اليوم ومنذ مائة عام مدينة الهاشميين التي تحظى دائما باهتمام ورعاية قيادتنا الهاشمية.

وحين تذكر اثار جرش يؤشر المتابعون على الغابات وما تحفل به من تنوع حيوي والتي هي قبلة المتنزهين في هذه الايام، ولكن ما نتمناه ان نسير مع اتجاه الريح لنمضي في هذا القارب الذي نعول عليه الكثير في تحقيق التنمية الشاملة الذي يعمل كل من جهته لتحقيقها، ولهذا فان هناك جملة من الافكار التي نأمل بان تؤخذ بعين الاعتبار لتحقيق نقلة سياحية حقيقية في محافظة جرش ومن ابرزها :

ان مدينة جرش الاثرية المسورة ليست هي مدينة الاثار وحدها وانما هناك العديد من المواقع الاثرية التي لا تقل اهمية عن قلب مدينة الاثار وكل ما تحتاجه ان توضع على خارطة السياحة في محافظة جرش.

كما تزخر جرش بغاباتها المتنوعة الاشجار الغابية كدبين وسوف وساكب وباب عمان وديغول وعصفور وغيرها الكثير وهي رغم الاحتياطات الاحترازية التي تقوم بها مديرية الزراعة الا انها تتعرض للابادة كل عام، فماذا لو تحققت فكرة ان يكون للجمعيات النشيطة في المحافظة دور في الحفاظ على الغابات من خلال اعطائها مساحات من تلك الغابات للاشراف عليها وتهيئتها لاستقبال السياح والمصطافين وفق ما اعلن عنه وزير الزراعة السابق باسم « اصدقاء جوار الغابة «

ايضا لدينا في المحافظة منتجات زراعية هائلة وعلى مدار الفصول، فماذا لو كان هناك مشاركات ومهرجانات للمنتجات الزراعية والاعلان عنها بشتى الوسائل الاعلامية المتاحة، كمهرجان الفواكه الطازجة والمجففة منها والزيتون مثلا، او وانواع العنب او الغراس التي تنتج في المشاتل والزهور، وبحيث تكون في اوقات محددة يتعارف عليها الناس.

كما يوجد لدينا الكثير من المواقع الدينية والمقامات والكثير منها مشهور ومعروف واخرى لم تعرف بعد وهي منتشرة البعض منها على رؤوس الجبال والاخرى في السهول والوديان، وكلها مواقع ذات اهمية تاريخية ومعرفية يمكن ان تعد بطريقة مناسبة والترويج لها واقامة نشاطات ثقافية وتوعوية، اضافة الى امكانية قيام القطاع الخاص باقامة استراحات بالقرب منها اذا ما كان الجهد منصبا لتحقيق التنمية السياحية خارج اطار مدينة الاسوار.

ولعل الاهم في المعادلة كلها ان تعدل مسارات السياح وان يتم ادراج مواقع كتلك التي اشرنا اليها تدريجيا فبعد حين سنجد اهتمامات اكثر بهذه المواقع لما لها من اثر كبير وتغيير في وجهات نظر الناس تجاه هذا القطاع الذي نحسبه علينا بانه ما يميز محافظة جرش.

ليس صعبا ان يتم تنزيل مستوى شارع وصفي التل عند تقاطع المصلبة مع الاثار وسقفه ليكون امتداد شارع المصلبة طبيعيا وبما يتناسب مع طبيعة المدينة الاثرية ليصل عبر شارع الجسر الاثري الى موقع الحمامات الشرقية والذي تتسع ساحاته للعديد لبعض الحرف السياحية القادمة من القرى وانواع المنتجات المحلية التي يتقنها ابناء المنطقة المحليين بايديهم وهي ما تستهوي زوار المدينة، وبالمناسبة فان تصويب عمل هذا الشارع ليس خياليا ولا يحتاج الى ارقام فلكية لتنفيذه لا بل بامكان بلدية جرش تنفيذه ضمن موازناتها المتواضعة.

نجد انه بات لزاما على كل المهتمين والقطاعات الرسمية والبلديات والغرفة التجارية والقطاعات الخاصة ومتخصصين ان تبادر الى اقامة مؤتمر سياحي في جرش وتناقش فيه معوقات السياحة وتضع التوصيات القابلة للتطبيق والعمل على تنفيذها حتى لو كلف الامر رصد مخصصات لها من خلال موازنة المحافظة لما لذلك من اثر كبير على مستقبل المدينة وابنائها.

ان الزيارات وحدها والنقاشات الفردية لن تؤتي ثمارها ان لم تجد تنسيقا جماعيا ومبادرات حقيقية تاخذ على عاتقها النهوض بهذا القطاع والذي من شانه ان يوفر فرص عمل حقيقية للشباب ويوفر دخلا للاسر وينمي القدرات ويغير الكثير من الافكار الراكدة عن قطاع السياحة، فهذا القطاع له مسالكه والطرق والوسائل التي تفضي الى نجاحه وتحويله الى ايقونة تتميز بها جرش باثوابها الاثرية والغابية والزراعية ومقامات الاولياء والانبياء على امتداد جبالها وسهولها ووديانها ومياه نهرها الخالد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :