من فوائد موج البحر

الهاشمية نيوز -
الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: « هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ « سورة يُونس –الآية 22.

هذا الموج الذي ورد في الآية الكريمة له أثر كبير على السفن إذ يساعدها على التحرك والانطلاق ولا يعيقها عن التقدم الّا الظروف التي يصادفها فوق سطح البحر ومن هذه المعوقات تيارات المدّ التي تعبر عن طريق الأمواج، فعندما يقبل الموج ويقابل التيارات المدية اثناء اتجاهها: إما نحو الشاطئ في حالة المدّ، أو نحو البحر في حالة الجزر، وينشب حينئذٍ تصادم بين الموج وتيارات المدّ على طول الجبهة قد يصل اتساعها الى خمس كيلومترات وتصبح قيادة السّفن في مثل هذه الحالات متعذرة إذ يكون البحر مضطرباً عاصفاً وقد تغرق السفن وتتقاذفها الأمواج. وقد تنعدم الأمواج إذا ما قابلتها رياح معارضة أو تشدّ من أزرها وتزيد في سعتها عندما تهب الرياح اتجاه سير الموج. والله -سبحانه وتعالى- بقدرته يحملكم أيها الناس في البرّ مشاة على أقدامكم وركباناً على الدواب والسيارات وغيرها من الوسائل الحديثة للنقل. وفي البحر يحملكم على السّفن التي تسير على وجه الماء وتمخر عباب البحر حتى إذا كنتم في البحر على ظهور هذه السّفن، وجرت هذه السّفن بالريح اللّينة التي يهيؤها الله -سبحانه وتعالى- ويدفعها في أمان الى غايتها. حتى إذا فرح الركاب بتلك الريح الطيبة واطمأنوا اليها. وفجأة أقبلت عليها الريح الشّديدة العاصفة المدمّرة وأحاطت بهم أمواج البحر من كل الجهات، وأيقنوا أن الهلاك قد طوقهم وانه واقع لا محالة. في هذه الشدّة لا يجدون غير الله -سبحانه وتعالى- الذي ينقذهم ويخلصهم من غرق وشيك وقالوا داعين الله -عزوجل- لئن أنقذتنا يا الله ممن نحن فيه من الشّدة لنكونن من الشاكرين على نعمائك.

هذا وان الله -عزوجل- قادر على تسكين الرياح بحيث تتوقف السفن ولا تستطيع الحراك فيقول -سبحانه وتعالى-: « وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ* إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ» سورة الشورى- الآيتين 32و33.

وبعد: فإن هذا الموج له فائدة عظمى وأثر كبير على تحرك السّفن.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين