-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 07-10-2020 10:57 AM     عدد المشاهدات 376    | عدد التعليقات 0

وطن وملك

الهاشمية نيوز -
د. أميرة يوسف مصطفى

أتطلع بملء العين للعين التي تطل علينا من عبد الله الملك الإنسان، وأقرأ في ملامحهما الحزن والإيمان، فعبد الله لا يحمل بين جنباته وطنا وحسب وإنما يحمل حرصا على هذا الوطن وحبا لشعب أحبه، ويحمل إصرارا على الوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان، ليس خوفا من جائحة تمخر عُباب المياه في كل أنحاء العالم، وإنما من حالِ اقتصادية تزداد في كل مرة سوءاً، ومن حال سياسيةٍ تجعل من وطننا هدفاً للركوع أمام متلازمات الإغراء التي تعد كبيرة مقابل التنازلات التي ستكون أكبر. أقرأ في عيون سيدنا الملك كيف لوطنٍ بحجم وطننا – كبير في قيمه وأهله وقيادته - أن يستعصي على كل المكتسبات، فالشريف الأول خسر مملكة تمتد من طوروس وحتى خليج عدن مقابل أن يستغني عن فلسطين وما تنازل أبداً، والحفيد يقدم في ذلك السياق عُمرا إن أصر العدو الغاشم على ضم جديد، ويقول: إن الهاشميين ما خانوا أو نصبوا فهم أبناء هاشم بن قصي جد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وأحد زعماء قريش وباني غزة هاشم، وغزة البحر التي أولاها عبد الله الملك عنايته واهتمامه.

أنظر إلى عيني سيدنا الملك فأقرأ مستقبلا لوطن لن يتراجع، ومستقبلا للأبناء سيكون مزهرا حتى وأن قست قلوب الأخوة من الأمة الواحدة واللغة الواحدة الذين لن يطالهم من عبد الله إلا الحب كديدن كل الهاشميين، فالهاشميون لا تخرج منهم دنية وإن كان يطالهم من بني جلدتهم الأسية. وأقرأ أسماءنا وأرقامنا في عيونك مليكي وما قد يحمله المستقبل لأجيالنا وأبنائنا وأحفادنا، فماذا عسى الملك فاعلا وهو يستشرف مستقبل هذا الإقليم إلا أن يستشرق شمس الوحدة العربية؟ فيجمع أخوة (هم أبناء وطن عربي) أو يجمع من استطاع منهم في وحدة صف وكلمة وموقف في عمان لأجل مصلحة تستقبل شعوبهم، وما زال عبد الله الملك يضع يده في يد كل زعيم عربي وإن كانت هذه اليد قد طالت عمان مدينة الورد والجمال برؤوس السهام.

أنظر إلى ذات الحزن أبا الحسين، وأتوجع ككل نشمية خرجت من رحم هذا الوطن فولدت على أرضه وتنفست هواءه واحتمت بسمائه، وتفيأت بأشجاره وجابت صحراءه، وعاشت نهاره وأمنت ليله، ستمر هذه السحابات الجافة سيدي وستأتي السحب الملآى بالمطر، وستبقى عمان أنظف عاصمة عربية وأجمل مدينة عربية، فهي المدينة التي احتضنت الهاشميين وبيارقهم عندما كانوا في طريقهم إلى دمشق لاستعادة المجد العربي.

كل الذين تفتقت قرائحهم يحلمون بلقائك يا سيد سادة العرب وابن سادتهم وحفيد نبيهم والدرة العصماء، وكلهم يمشون خلفك مِشية الرجال حين يواجهون الموت والحياة في آن معا، وكلهم يتمنون أن يكون وطننا أفضل الأوطان ودرة البلدان، ويعملون خلفك بخطى الواثق وعزيمة المطمئن، كيف لا؟ وهذه النظرة في عينيك يقرؤونها كما أقرأها ويكتبونها كما تكتبها سيدي، يا وطنا في وطن ويا عزيمة كل الرجال في رجل، كن مع الله ولا تبالي فكل الذين كانوا في الخندق معك ما استكانت لهم عين إلا في الدفاع عن وطن المهاجرين والأنصار، الوطن الذي نذرت نفسك إليه وفية لأجل أن يكون جسرا آمنا للذين يبنون وطنهم وقبرا للذين يريدون بوطننا السوء.

عبد الله، أيها الملك الإنسان أرى فيك وطنا استوطن القلوب، وأمنا وأمانا ساد في الأرواح، تشيع في قلوبنا الطمأنينة ونحن نرى ابتسامتك تحدث مستبشرة: أن الأردن ما زال بخير.




وسوم: #وطن


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :