-

عربي دولي

تاريخ النشر - 18-09-2020 10:23 AM     عدد المشاهدات 365    | عدد التعليقات 0

(المسعوديــة) .. إرث تــاريخـي يواجه خطر الاستيطان

الهاشمية نيوز - على مقربة من بلدة برقة شمال نابلس، تدور رحى معركة من نوع آخر بين أصحاب الأرض الشرعيين من جهة والمستوطنين ممن تساندهم قوات الاحتلال من جهة أخرى، لفرض السيطرة على منطقة «المسعودية» الأثرية التي تضم عدة مبان شيدها العثمانيون قبل أكثر من 100 عام.
وحسب تقرير محمد بلاص، كانت «المسعودية»، يوماً ما جزءاً من سكة حديد الحجاز ومخصصة للحجيج، وتصل بين دمشق والمدينة المنورة مروراً بفلسطين، ويحاول أهالي برقة المجاورة ترميم المكان وتحويله إلى متنزه للعائلات، في محاولة منهم للحفاظ على تراث يهدده الاستيطان.
وبدأ العمل في هذه السكة، العام 1900، خلال عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وجرى افتتاحها بعد نحو ثمانية أعوام، واستمر تشغيلها إلى أن دمر هذا الخط الحديدي العام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى.
ووفق مجلس قروي برقة، تقع محطة «المسعودية» على أرض تبلغ مساحتها نحو 26 دونماً تبرع بها الأهالي لصالح سكة الحجاز في زمن الدولة العثمانية، وهي ملك للدولة الفلسطينية الآن بعد أن كانت ملكاً خاصاً.
وتعود تسمية هذا المكان إلى عائلة مسعود، وهي عائلة فلسطينية من برقة كانت تمتلك جزءاً من أرض المحطة، ولا تزال تمتلك أراضي بجوار المتنزه، وتضم عدداً من المباني الحجرية بين أشجار معمرة، ويسعى مجلس قروي برقة إلى تحويل هذا الموقع إلى متنزه للعائلات، إلا أن الإجراءات الإسرائيلية تحول دون ذلك، لا سيما أن الموقع مقسم إلى جزأين: أحدهما في المناطق المصنفة «ب»، والآخر في المناطق المصنفة «ج»، بحسب اتفاقية أوسلو الثانية.
وبدأت بلدية برقة، في العام 2013، بترميم الموقع من خلال وضع مقاعد خاصة بين الأشجار وبناء وحدة صحية، وترميم أحد المباني، لكنها فوجئت بجيش الاحتلال يهدم الوحدة الصحية بحجة أنها تقع على أراض مصنفة «ج»، ومنع ترميم مبان أخرى بالحجة ذاتها، وسط مخاوف من الأهالي من السيطرة الإسرائيلية على الموقع، وتحويله إلى متنزه خاص بالمستوطنين.

وعادة ما تغلق سلطات الاحتلال موقع «المسعودية» في الأعياد اليهودية، وتفتحه أمام مئات المستوطنين اليهود الذين يشكو فلسطينيون من انتهاكاتهم للمكان.
وعادة ما يكثر زوار المسعودية، خاصة من العائلات الفلسطينية في الإجازات والأعياد، لا سيما مع تخصيص منطقة ألعاب للأطفال، فضلاً عن إنشاء بلدية برقة أسفل الأشجار المعمرة مقاعد من الإسمنت المسلح مخصصة لجلوس العائلات.
وتأثرت المسعودية بشكل كبير من ممارسات الاحتلال الذي حولها إلى ثكنة عسكرية لمدة خمس سنوات، وخلال تلك الفترة غير معالم المنطقة بتفكيك سكك الحديد التاريخية، فيما يمنع أي محاولات من الجهات الرسمية لترميم المنطقة للحفاظ على تاريخها، بالإضافة إلى إصدار قرارات متكررة بهدم متنزه المسعودية الذي يضم ألعاباً للأطفال ووحدة صحية وكافتيريا صغيرة.
وتقع، في رقعة خضراء بين سفوح بلدات شمال غربي نابلس، حيث تتربع مجموعة متلاصقة من الغرف القديمة كانت مخصصة لحارس القطار الذي يصل إسطنبول بالحجاز، شاهدة على معارك مرت ونشأت بها، ناهيك عن محاولة لسرقتها وتهويد عروبيتها.
وفي مواجهة أطماع الاحتلال وللحفاظ على الموقع، تم تشكيل لجنة لإعمار المسعودية مكونة من وزارات الحكم المحلي، والزراعة، والسياحة والآثار، والنقل والمواصلات، وسلطة البيئة، ومحافظة وبلدية نابلس، وبلدية سبسطية، ومجلس قروي برقة، وأنيطت بها مهمة الدفاع عن المنطقة وحمايتها من مخططات الاحتلال التوسعية الاستيطانية.
وحاول المستوطنون عشرات مرات الاستيطان في تلك المنطقة، إلا أن مجموعات من المقاومة الشعبية من أهالي سبسطية وبرقة وبزاريا وبيت إمرين وقفت أمام محاولات الاستيطان تلك.
«الايام الفلسطينية»






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :