-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 08-09-2020 10:30 AM     عدد المشاهدات 284    | عدد التعليقات 0

كيف نكصتم عن نجدة السودان

الهاشمية نيوز -
رمزي الغزوي

من قال إنَّ المبادئ لا تتجزّأ، أو حتى تتقسّم، أو تتفتت مثل حجر رملي عطشان. هي متغيرة إن لزم الأمر، أو تطلبت هذا أنفاقُ النفاق. المبادئ أحياناً تكون وجهة نظر انتقائية مزاجية، تتغير أو تتطور، أو تضمحل وتختفي. هذا زمن التيه والحيرة، والوجوه المتعدّدة. زمن الانفصام، وزمن يرى أن الحقيقة بستة أوجه كالمكعب، نقلّبها متى نشاء وكيف نشاء. وآخرون يرونها مرايا محدبة، لا تعطي صوراً صادقة أبداً.

فالمصيبة مصيبةٌ؛ إن وقعت على فلان، وهي لا تعني شيئاً حين يقع فيها علان. والتعاطف ينثال عنفوانياً حين يجرح لبنان، ولكنه باهت خافت خجول حينما تحيق الكارثة بالسودان. أي عالم هذا الذي نغرق فيه. عالم بوجوه واقنعة ومشاعر مضطربة متعاكسة ومتضاربة.

أوجعتنا بيروت حين أدماها انفجار المرفأ. وعشنا الوجع وبكينا وكأن صدى الانفجار في قلب عمان. لماذا سكت العالم عن هذه الكارثة وكيف نكص عن التداعي بالنجدة كما تداعوا لمساعدة لبنان؟ ما هذه الازدواجية البغيضة؟ كيف يمكن لوجع أن يوجع، ولوجع أن لا يوجع؟ كيف يمكن لمصيبة أن تبكي ولأخرى أن تدارى بغض الطرف؟ كيف يستقيم هذا أيها العالم المتذبذب المنافق.

الأشقاء في السودان يعيشون أوضاعا بائسة وخانقة ومؤلمة. الماء أغرق معظم ولايات البلاد. فأين التصريحات المتعاطفة؟ أحتى هذه تبخلون بها؟. وأين الأشقاء عن الأشقاء؟. أهذه هي الإنسانية وتراحمها؟. لم لمْ تتحرك ساكنة في العالم؟ لماذا ابتلع لسانه الثرثار؟. أين الدول الصديقة والشقيقة والرقيقة مرهفة الأحاسيس؟.

أصدقاء كثر قدموا إجابات عن تساؤلي ذاك. فمنهم من قال إنها العنصرية المقيتة المترسخة في وجدان الناس والمتدارية عن الأنظار، وتظهر في الأزمات والملمات، وعندما تشتد الكروب. وآخرون قالوا إن السودان بعيد عن العين، ولهذا فهو بعيد عن القلب، وثمة من قال إن السودان ليس لبنان.

السودانيون شعب محب لإخوانه يستحق أن يقف معه العالم. وهذا ما يشعرني بالخجل من موقف الإنسانية المفصومة، وبالقرف من نفاق المنافقين و(المزعبرين). فمن رواسخ الحياة أننا بشر يجمعنا الأحمر: فسواء كنا بيضا، أو صفرا أو سمرا، فلنا دم واحد ينحدر في كل العروق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :