-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 01-09-2020 09:16 AM     عدد المشاهدات 342    | عدد التعليقات 0

مواطن مطحون عَ الاخر

الهاشمية نيوز -
طلعت شناعة

إذا كان الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه يقول: «سافر ففي الأسفار خمس فوائد»، فقد اكتشفتُ أن «النزول الى وسط البلد» أيضا له عدة فوائد.
كانت والدتي رحمها الله تقول «إنت ـ تقصدني ـ، رزقك بين رجليك مثل الجاج» / الدجاج او الفراخ. وانا «محظوظ» لكوني أجد الأفكار التي أتناولها في الطريق، وكما قال الشاعر طَرَفة بن العبد: «ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا/ويأتيك بالاخبار من لم تزوّد».
فقد كنتُ قبل يومين في «ساحة الجامع الحسيني» بوسط البلد انتظر «المدام» بعد ان اختفت في «سوق البخارية»، واتفقنا ان أنتظرها في مكان «معروف». مين معروف ؟
واقترحنا «ساحة الجامع الحسيني».
وقد كان..
طبعا تأخرت «المدام» كما تفعل كل النساء خاصة الزوجات، وانشغلتُ بتأمّل الناس والكائنات في وقت المساء.
كان أمامي وحولي: بائع عسل، والى اليمين بائع ساعات «صينية» سعر الساعة دينارين. وكان ثمة «طرّيش» ينتظر زبونا يأخذه الى بيته لطراشتها.
ومباشرة على يمين ويسار باب الجامع كان بائع طواقي «طواقي حُجّاج» وآخر يبيع «خفاف»جمع خُفّ وهو حذاء من البلاستيك خفيف يرتديه المصلون داخل المسجد.
وعلى مقربة من الساحة كانت أصوات البائعين تتناثر بين عصائر ومشروبات ساخنة و»قصب سكّر» ورائحة الفلافل تزكم الانوف.
حتى الآن، ما دخلنا في الموضوع.
هذا استهلال.
حتى وقف رجل الى جواري واخذ يتحدث في «الموبايل» بصوت عالٍ دون ان يعبأ بمن حوله.
ولم أتبيّن إن كان الطرف الآخر على «الخطّ» زوجته أم أحد أقاربه ومما جاء في حديثه:
*والله ما بيظل من راتبي الاّ 100 دينار.
*الاسبوع الماضي خصموا عليّ عشر دنانير في «الدوام».
*معيش أحط بنزين.
*هيني في «البلد» بدي أشتري قميص من « البالة «.
*والله ما بعرف كيف بدي أكمّل باقي هالشّهر.
وكان يقلّب الموبايل بين الأُذن اليمنى وحين يتعب يعيدها الى الأُذن اليُسرى.
حسدته على «جُرأته» في طرح همومه على الملأ وفي مكان عام جدا.
ولكني في لحظة «خاصة» شعرتُ أن الرجل يعبر عن الاف الكائنات، انا واحد منهم.
شكرا للناطق باسمنا. مع إني ما بعرف مين هو.
ألم أقل لكم، «انزلوا الى وسط البلد»، ففيها «مليون فائدة»
انزلوا....!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :