تاريخ النشر - 28-07-2020 11:02 AM عدد المشاهدات 393 | عدد التعليقات 0
حين نرمي قلوبَنا إلى البحر!
الهاشمية نيوز -
ماجد شاهين
الآن ، أديرُ قرصَ المذياع « الراديو « و ألتقط ُ إذاعة ً عتيقة ً تبث ّ شجن َ ما بعد العصر أو ما بعد منتصف الليل .
الآن يمكن أن نسمع شيئا ً من غناء الوجد بمقامات الصبا أو الرصد أو بمقام الوجع .
لا يضرّ أن نسترجع وجعا ً في البال أو ينهض من بين ركامنا سؤال ٌ موجع ٌ أو حارقٌ .
..
المفيد والمثمر أن نعرف معنى السؤال و أن نفتح له بابا ً في الذهن والحياة .
الآن نقرص زر ّ الراديو ونحركه باتجاه شوقنا و نعود إلى الوراء وفق ما يشتهي كل ّ واحد فينا .
نعود إلى أغنية أو فاكهة أو نافذة أو سيرة أو برتقالة أو إلى آخر رشفة في كأس الشاي أو آخر طعم في الفم لــ ِ حبّةِ كرز .
..
الآن ، والآن وقتٌ ومكانٌ و ذاكرة ٌ و رفاق ٌ و عاشقون .. الآن نرمي قلوبنا و إنْ بدت تالفة ، نرميها هناك باتجاه الماء و البهجة و الشاطيء المكتظّ عن آخره بالحبّ و طيور البحر .
نرمينا و نتركنا هناك ليوم ٍ أو لنهار ٍ أو لساعاتٍ قليلة ، المهم ّ أن نشلح قمصان الجدران و نركض !
..
مهم ّ أن نخلع عنّا ما يكبّدنا خسائر فادحة في الروح والجسد .. لا لكي نتعرّى ، بل لكي نطلق الغناء والشدو و نترك عند البحر ما يجعل البحر رفيقا ً لنا .
..
ندير قرص الراديو و ننتظر أن يصعد البوح بلا شائبة فيه أو عنده ، نريده بوحا ً ناصعا ً كما ولدته أمّه أو كما دندنته أصابع العازفين الأوّلين .
الآن ، نحرّك القرص باتجاه القلب ،
الآن ، نرمي قمصاننا إلى البحر و نغسل ما علق بها من حكايات تالفة ،
الآن ، يصعد الغناء في أوّلِ نعاس ِ الشمس ،
الآن : يأخذ العازفون أماكنهم في المسرح و نحن نصعد بالغناء والحب ّ !
..
الآن ، ما الآن ؟
كلّنا في انتظار أن يتحرّك قرص المذياع وفي انتظار أن يكتظ ّ المسرح بالعازفين .