-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 22-07-2020 10:47 AM     عدد المشاهدات 445    | عدد التعليقات 0

صدقتان .. كمثل صفوان وكمثل جنة

الهاشمية نيوز -
الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» سورة البقرة- الآية264و265.
يخاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين وينهاهم عن المنّ والأذى الذي يتبع الصدقة فهي باطلة عند الله ولا يستحق فاعلها الأجر ولا الثواب كالمرائي الذي يبذل ماله وينفقه ليراه الناس فيكيلون له المدح والثناء بأنه جواد معطاء وانه سخي كريم هذا المرائي لا يعمل لآخرته ولا يؤمن بالله واليوم الآخر، ولم تكن نفقته لوجه الله تعالى وقد شبهه الله -عزوجل- بالحجر الأملس الذي عليه شيء من التراب فإذا أصابه مطر شديد أذهب عنه هذا التراب فيبقى صلدا أملسا ولا يصلح أن يثبت عليه شيء فلا ينتفع به وكذلك المنافق المرائي يظن أن له أعمالاً صالحة فإذا كان يوم القيامة اضمحلت وذهبت وزالت منفقته لأنها رياء ورئاء. ففي الدنيا يصبح مبغوضاً عند الناس لتمننه عليهم، وفي الآخرة لا أجر له ولا ثواب ذلك لأن المن والأذى قد أبطلت صدقته. والله -سبحانه وتعالى- لا يهدي الذين كفروا بالله واليوم الآخر الى طريق الخير والرشاد. «وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ» هؤلاء المنفقون المؤمنون يبذلون أموالهم طلباً لرضى الله -سبحانه وتعالى- وذلك تمكيناً وتصديقاً ويقيناً لأنفسهم وإثبات صدق إيمانهم لطاعة الله -عزوجل- فمن يبذل ماله لوجه الله -سبحانه وتعالى- فإنه كمثل جنة في مكان مرتفع تربتها صالحة عظيمة الخصب كثيرة الإنتاج نزل عليها مطر غزير تعطي ثمارها مضاعفاً. وان لم يصبها المطر الغزير فيكفيها المطر الخفيف ورذاذه لجودة تربتها وحسن موقعها ولطافة هوائها. وإذا كانت الأرض في وهدة منخفضة لا يصل اليها آثار الرياح يقلّ انتاجها والله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه خافية وهو مطلع على جميع أعمال العباد مهما كثرت أو قلت يجازيهم عليها.
وبعد: فالإنفاق المقرون بالمنّ والأذى يرى في الظاهر أنه عمل من الأعمال البرّ وهو في الحقيقة ليس كذلك بل هو عمل مراء للناس فاذا كان يوم القيامة اضمحل كلّه وبطل. وأما المنفق المؤمن الذي ينفق ماله طلباً لرضى الله -عزوجل- فإن انفاقه نابعاً من قلب عامر بالإيمان فمهما كثر انفاقه أو قلّ، إذا كان لوجه الله -جل جلاله-، ازداد ثوابه. فالحسنة بعشر أمثالها ويضاعفها الله -سبحانه وتعالى- أضعافاً كثيرة كمثل هذا البستان الخصب الذي أقيم على ربوة مرتفعة فاذا جاء المطر الشديد عليها أحيا الله -عزوجل- هذه التربة وأخصبها فزاد انتاجها عما كانت تنتجه، وإذا ما أقبل عليها رذاذ المطر كفاها ونمّاها وبقيت غلّتها فهذه الجنة لن تبور، وكذلك عمل المؤمن كثيراً كان أو قليلاً فلن يبور ولن يضمحل بل يتقبله الله -تبارك وتعالى- ويجعله مضاعفاً ما دام خالصاً لوجهه تعالى لا يشوبه شرك ولا باطل ولا رياء.
* القدس






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :