-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 10-06-2020 09:31 AM     عدد المشاهدات 418    | عدد التعليقات 0

خلّي بالك من نعم

الهاشمية نيوز -
يوسف غيشان

ما تزال تطن في أذني كلمة رائعة لنيلسون مانديلا المناضل الأفريقي العريق، وقد أطلقها بعد تخليه عن الحكم، ووجهها إلى خلفه وقادة حزبه، إذ قال:
_ إياك أن تحيط نفسك بأشخاص لا يعرفون سوى أن يقولوا نعم.

يا الله ما أجملها وما أصدقها وما أروعها من نصيحة، يستحق أن يحصل مقابلها على جميع بعارين الأرض، حسب المثل العربي الذي كان يقول: (النصيحة بجمل).
أيتها ال(نعم) يا قاتلة الحكّام ومبيدة الحضارات والإمبراطوريات، يا مدمرة التقدم والتطور يا حبيبة الجمود والتخلف وعشيقة العدم والانهيار. كان الجميع يقول لهتلر نعم فسقط وأسقط ملايين القتلى، وكان الجميع يقول لستالين نعم (عدا القتلى والمسجونين والمنفيين) فتغلغلت ثقافة النعم في الدولة السوفيتية الفتيّة حتى سقطت مثل ثريا هائلة، أصاب صدأ (النعم) الجنزير الذي كان يربطها بسقف الحياة.
سبارتاكوس قال لا للعبودية، دفع حياته ثمنا، لكنه دقّ المسمار الأول في نعش العبودية.
المسيح قال (لا) فأرسى قواعد دين نظيف من أوضار الحاخامات وعقد التفوّق العرقي.
محمد قال (لا) فحطم أصنام الكعبة، وبنى إمبراطورية، وصنع حضارة من قبائل بدوية.
كل أولئك الذين ثاروا في وجه المسلّمات قالوا (لا)، وكل أولئك الذين حاولوا مساندة البالي والقديم والجاحد قالوا نعم.
أما (النعميون) مجرد طابور خامس يحاول قتل روح الوطن وخيانته من الداخل , إنهم مثل جرذان السفينة التي تظلّ تنخر في قاعها حتى تغرق , وتكون أول من يحاول مغادرتها لكنها غالبا تغرق معها , ان لم تجد سفينة أخرى وقائدا آخر تقول له (نعم).






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :