-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 11-05-2020 10:05 AM     عدد المشاهدات 339    | عدد التعليقات 0

إربديات : جائحة كورونا أعادتنا للزراعة البيتية والاكتفاء الذاتي

الهاشمية نيوز - مع أنفاس الصباح وقبل أن تبعث الشمس حرارتها تحمل ام عبدالله معولها الصغير لتعزق به قطعة أرض صغيرة تحيط بمنزلها لزراعة أصناف من الخضراوات لتلبي جزءا من احتياجات أسرتها، فجائحة كورونا علمتها الكثير وجعلتها تشعر بقيمة الكنز الذي تمتلكه، فالأرض كنز حقيقي يجب ان نحافظ عليه. تقول ام عبدالله لوكالة الانباء الأردنية (بترا)، انا من سكان بلدة النعيمة التي اشتهرت بالزراعة «ولكن صخب الحياة ابعدنا عن ارضنا وصرنا نستسهل حياة المدينة وأصبحنا نشتري كل ما نحتاجه، فجاء الحجر الصحي ليعلمنا ويوقظنا من غفلتنا ويجعلنا نستغل البيئة حولنا. وتضيف ام عبدالله ضاحكة، «قد لا تصدقي ان حبات الليمون من شجرة ازرعها بالحديقة اغلى من الذهب والماس حيث كنت اعد لأسرتي شرابا لتقوية مناعتهم ضد الفيروس اللعين الامر الذي جعلني اعيد حساباتي لاستغلال كل متر في قطعة الارض التي تبلغ مساحتها 100 متر مربع تقريبا». وترمي ام عبدالله نظراتها الى ارضها بعشق وحب، نعم شمرت عن ساعدي فمهدت انا وأولادي التربة بعد قطع الحشائش الضارة، قبل أن غرس بذور واشتال خضراوات مختلفة، أهمها البندورة والفلفل والباذنجان والبطاطا والكوسا وغيرها، مشيرة الى ان الزراعة المنزلية بدأت تلقى اهتماما لدى اهالي المنطقة بسبب توقف الأعمال والوظائف، وبسبب حالة الطوارئ التي أعلنت لمكافحة فيروس كورونا. وأضافت، «أخطط لتحقيق الاكتفاء الذاتي لمنزلي من أصناف الخضروات والفواكه، وعدم شرائها من الأسواق، وربما أتوجه لبيع ما يفيض عن حاجة المنزل ما سيعود علي بالربح المادي». وترى ام عبدالله، أن تراجع الأوضاع الاقتصادية، يجب أن يشكل حافزا لكل مواطن ليستثمر ما يملكه من مساحات زراعية، ليعمّرها ويزرعها، ويساعد في دفع عجلة النمو. ولم يكن الحال مختلفا لسيدات كثر من مناطق كثيرة في محافظة اربد فسيدات في مناطق لواء بني كنانة يعملن بجد اذ استصلحن الارض لزراعتها بالخضراوات. تقول زهور ام رامي: «بدأت بتعمير أرضي القريبة من المنزل، واستصلاحها وزراعتها في محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من أصناف الخضراوات والفواكه التي أزرعها». اما سميرة ام احمد فتقول: «ان حبي وعشقي للأرض جعلني ازرع ارضي بأصناف متنوعة مثل الفجل والسبانخ والملفوف الاحمر والبقدونس، وأقنعت العديد من السيدات لمشاركتي بذلك». وتضيف: «العمل في الأرض يشجع على الانتماء لها، مشيرة الى ان الظروف القائمة بسبب فيروس كورونا، كانت حافزا لدى كثير من العائلات للاستفادة من اراضيها المهملة. وتقول ام احمد ان جاراتي اللواتي لا يملكن ارضا زرعن على اسطح المنزل بأدوات بلاستكية فباتت العودة للأرض ضرورة ولعلنا بتنا نذكر قول اجدادنا «لا خير في بلد لا يأكل مما يزرع»، مثمنة دور الجمعيات في التشجيع على الزراعة البيتية كجمعية كفرسوم التي تقدم لهن الاسمدة والتربة الخاصة بالزراعة . جمعية كفرسوم التي تقوم بمبادرات تشجيعية يقول رئيسها عاهد عبيدات، لاحظنا ان كثيرا من الاهالي بالمنطقة وخصوصا السيدات وبالتزامن مع جائحة كورونا بدأن بالاهتمام بإصلاح اراض حول منازلهن وزراعتها بأشتال الخضراوات المختلفة الامر الذي دفعنا الى عمل مبادرة تحت شعار «مونتك في بيتك». ويضيف عبيدات، وزعت الحملة في لواء بني كنانة أكثر من 130 الف شتلة من الخضراوات على الأسر في اللواء لتحفيزها على استغلال المكوث في المنزل خلال هذه الفترة. ويتابع عبيدات، ان الظروف الاستثنائية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي نعيشها، دفعت لإطلاق المبادرة، وتقديم نمط جديد من العمل لدعم الاسر في إحياء فكرة الاقتصاد المنزلي الذي واكب محطات مختلفة في توظيف الوقت إيجابيا لاستغلال المساحات الزراعية الموجودة»، مشيرا الى أننا «نحاول أيضا تعزيز مفهوم الحديقة المنزلية في المدن. وبين أنه اذا لم توجد مساحات زراعية يمكن لكل أسرة أن تستعمل صناديق خشبية أو بلاستيكية للزراعة على أسطح المنازل، أو داخل الشقق السكنية»، موضحا ان الهدف من الزراعة البيتية هو تحقيق حد أدنى من الاكتفاء الذاتي لكل أسرة من الخضراوات، وتشجيع الاقتصاد المنزلي الذي هو جزء من الموروث الاقتصادي وتعزيز أدوات الصمود بالزراعة المنزلية التي تعد احدى تلك الأدوات المهمة. وفي السياق ذاته، يوضح عبيدات، أن جمعة كفر سوم وزعت اشتالا مثل البندورة والفلفل والباذنجان والكوسا وغيرها، مقدرا أن كل أسرة ستتمكن من إنتاج 400- 500 كغم من الخضراوات، بعد نحو 40-50 يوما، وان 50 مترا مربعا من الارض و15 شتلة من كل نوع من الخضار كفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي لأسرة عدد افرادها من 7 او 8 . الخبير الاقتصادي الدكتور مازن مرجي يقول: رب ضارة نافعة، فرغم ما جلبه وباء كورونا من خطر كبير على صحة البشر و آثار اقتصادية مدمرة على مختلف دول العالم المتقدم منها قبل الدول النامية، فإنه بعث على الجانب الآخر إرثا مضيئا من تاريخنا القريب مثل الزراعة وخاصة المنزلية، حيث عظم دور الانتاج الزراعي والتصنيع الغذائي، والرعاية الصحية، وتصنيع الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية.

(بترا) ربى الخصاونة






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :