العنانزه: المخاطر في كل مكان وتحول حياتنا الى ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية

الهاشمية نيوز - قال رئيس مجلس إدارة فرع نقابة المهندسين الأردنيين المهندس خالد عنانزه أن المخاطر في كل مكان وتحيط بنا وتحول حياتنا الى ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية.

وأضاف ان الخطر الأكثر وضوحًا اليوم هو فيروس يجتاح العالم ويجعلنا نبتعد عن الناس والاصدقاء والعائلة ، وكان هذا على الأرجح ظرفًا غير متوقع لنا ، ولا شك ان التفكير القائم على المخاطر يساعدنا على التأقلم. واذا كان هناك وقت له، فسيكون الآن. حيث يبدو العالم كله يغلق أبوابه لأن هذا الوباء يعطل الحياة والأعمال التجارية.. ولكن ما هي المخاطر بالضبط؟ يتم تعريف الخطر الآن على أنه" تأثير عدم اليقين على الأهداف "، والذي يركز على تأثير المعرفة غير الكاملة للأحداث أو الظروف على صنع القرار في مؤسساتنا او حياتنا . وهذا يتطلب تغييرا في الفهم التقليدي للمخاطر ويجبرنا على تكييف إدارة المخاطر مع احتياجاتنا وأهدافنا ". بعد أن ينتهي هذا الأمر - نأمل أن يتم ذلك قريبًا - سيكون هناك المزيد من المخاطر في المستقبل يجب وضعها في الاعتبار. وبالتالي ، فإن التفكير في المخاطر أمر مهم.

أدى غياب العلاج الفعال أو اللقاح مقترنًا بالنمو الهائل في الإصابة بالعدوى في أواخر شهر شباط ، إلى قيام العديد من البلدان بتنفيذ التداخلات غير الطبية مثل سياسات "البقاء في المنزل" إلى جانب تدابير التباعد المكاني او الجسدي مثل إلغاء التجمعات الجماهيرية وإغلاق المؤسسات التعليمية والأماكن العامة. قلل هذا النهج بشكل جماعي من انتقال العدوى وخفض معدل الإصابة .

التفكير القائم على المخاطرة هو شيء نقوم به على المستوى الشخصي تلقائيًا وفي كثير من الأحيان دون وعي ولكن المطلوب مراجعة هذا المفهوم ودمجه في نظام الإدارة بأكمله حيث يضمن التفكير القائم على المخاطر النظر في المخاطر من البداية وطوال نهج العملية ويجعل العمل الاستباقي جزءًا من التخطيط الاستراتيجي وغالبًا ما يُنظر إلى المخاطر بالمعنى السلبي فقط وقد لا يعرف كثير من الناس ان المخاطر ربما لها جانب ايجابي وهو ما نطلق عليه الفرص .

يمكن للشركات أيضًا اتخاذ خطوات داخل المنشآت لتقليل مخاطر فيروس كورونا وتنفيذ تخفيف مخاطر مكان العمل. باستخدام إرشادات إدارة السلامة والصحة المهنية ، وذلك بإجراء تقييم مخاطر لمنشآتها لتحديد المناطق ذات حركة المرور العالية، وقد تشمل هذه المناطق المصاعد وغرف الاستراحة وخطوط الإنتاج والحمامات.

وقال ستحتاج فرق البيئة والصحة والسلامة إلى إعادة تصميم هذه المناطق من خلال تطبيق مبادئ التباعد الاجتماعي لحركة الأشخاص والمسافة بين مساحات العمل، فعلى سبيل المثال ، يمكن إعادة تصميم مناطق تناول الطعام بحيث تكون محمية بشكل فردي بالحواجز المادية للاحتفاظ بمسافة آمنة من بعضها البعض. وقد يشمل نقل العمليات إلى مواقع بديلة لإزالة المخاطر. وأحد الأمثلة هو العمل من المنزل .

واكد ان دول العالم تسعى الان الى الحد من انتشار الفيروس وانتقاله بين عامة السكان (تسطيح المنحنى) وللسنوات القادمة للحفاظ على عدد حالات الإصابة الجديدة عند مستويات يمكن إدارتها لنظام الرعاية الصحية ، وربما السماح بالحصول التدريجي على مناعة السكان. ان وجود استراتيجية مراقبة قوية تستند إلى اختبارات محسنة ، والتي تراقب الوباء بشكل شامل ومستمر من خلال جمع البيانات وتراقب الكثافة والانتشار الجغرافي ، وتكشف عن فاشيات المستشفيات ، وتحدد وتراقب التغيرات في مجموعات الخطر ، وتوفر معلومات حول السكان حسب العمر، المناعة ، وقياس التأثير على أنظمة الرعاية الصحية ، ورصد التغيرات الفيروسية وقياس تأثير تدابير التخفيف والمسافة الجسدية (وتعديلاتها) من خلال المؤشرات والمعايير الوبائية المناسبة تشكل تدابير مهمة من التفكير المبني على ادارة المخاطر .

يشمل الاسلوب الاستباقي قدرة اختبار موسعة ومنهجيات اختبار متناسقة لغرض المراقبة الوبائية ، والكشف المبكر عن الحالات وعزلها ، والإدارة السريرية ، وتتبع الاتصال ، وحماية مجموعات المخاطر ، وتقييم مناعة السكان ، واستراتيجيات العودة إلى العمل. ، وتطوير وتكثيف القدرة التشخيصية المستمرة لـ COVID-19 ، ووضع خطط اختبار مناسبة ، ، واكتشاف الحالات النشطة ، ، وعزل الحالات ، والحجر الصحي وقد تسهل الأدوات والتطبيقات الإلكترونية. ذلك .

ان الحياة قبل وباء كورونا ليست كالحياة بعده وتجري الان على مستوى العالم توقعات وتحليلات قابلة للقياس الكمي للمخاطر السياسية والاقتصادية والتشغيلية والأمنية الناشئة على الاف الشركات والمنظمات حول العالم من خلال مراقبة وتغطية المخاطر العالمية وتحديد وتقييم الآثار الحالية لـ COVID-19 على عملياتهم وانشطتهم ، والتنبؤ بكيفية تغير ملفات تعريف المخاطر الخاصة بهم في الأشهر القادمة ، وتطوير استراتيجيات أكثر مرونة ومربحة للمستقبل . ويبدوا ان العالم الان يستعد فعلا للتفكير القائم على المخاطر.