-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 05-05-2020 10:41 AM     عدد المشاهدات 429    | عدد التعليقات 0

نكون أو لا تكون.!!

الهاشمية نيوز -
رشيد حسن

في الذكرى 72 لكارثة العصر.. كارثة فلسطين.. التي تخيم علينا ظلالها الكئيبة هذا الشهر شهر اعلان دولة العدو، في 15 أيار 48، نجد لزاما الخروج من التفاصيل.. والتأكيد على حقيقة الحقائق وهي : ان هذا الصراع المصيري الذي بدأ منذ مائة عام وعامين.. منذ وعد بلفور 1917، وما قبل.. ولا يزال.. وسيبقى.. هو صراع وجود.. وليس صراع حدود.. فإما ان نكون أو لا نكون. كما يقول احد أبطال شكسبير في رائعته الخالدة « مكبث»..!!

والحقيقة الثانية: وهي ان التنازلات العربية والفلسطينية المتلاحقة لم تقنع العدو بالتنازل عن أهدافه الإستراتجية، وهي احتلال كل فلسطين.. والتي اعلنها مؤخرا من خلال احتفاله بانجاز صفقة القرن» او بالاحرى عدوان القرن « فلسطين ارض إسرائيل من البحر الى النهر « كما ينص «قانون القومية» الصهيوني.. وها هو قد بدأ باستكمال فصول هذه الرواية بالإعلان عن ضم الضفة والمستوطنات الى كيانه الغاصب في تموز القادم. بعد اعلان القدس العربية عاصمة كيانه.ورفضه عودة اللاجئين..

شعبنا الفلسطيني عرف مسبقا بنوايا العدو، وأيقن وبعد وعد بلفور، بان العدو يعمل على احتلال كل فلسطين، وتحويل الشعب الفلسطيني الى أقلية غريبة في وطنه.. وخاصة بان صك الانتداب قد أوكل إقامة هذا الكيان الغاصب الى بريطانيا.. صاحبة الوعد المشؤوم..

ومن هنا فجر اكبر الثورات في التاريخ.. وقدم مئات الآلاف من الشهداء ولا يزال، وفق رؤية ثاقبة وإستراتجية واضحة تقوم على ان هذا الوطن لا يقبل القسمة على اثنين. وخاصة ان اليهود رفضوا ويرفضون التعايش مع الشعب الفلسطيني، ويرفضون حل الدولتين....

وبوضع النقاط على الحروف..

فابن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني، وافق شكليا على التقسيم، مستغلا القرار الدولي رقم 181 لإقامة الدولة الإسرائيلية، متخذا من هذا القرار قاعدة للتمدد والتوسع..فاحتل في حرب 48 اكثر من 78% من ارض فلسطين التاريخية والقدس الغربية، ضاربا قرار التقسيم 181 عرض الحائط.. وعل خطاه سارت حكومات العدو المتعاقبة فاحتلت باقي الاراضي الفلسطينية عام 67.. وأعلنت القدس الموحدة عاصمة اسرائيل.

العدو الصهيوني اعتمد إستراتجية واضحة تقوم على طرد اكبر عدد من الشعب الفلسطيني من وطنهم وإقامة الكيان الصهيوني على أنقاضه، فارتكب اكثر من «100» مجزرة ومذبحة لإجبار أكثر من 850 الف فلسطيني على الهجرة، اصبح عددهم اليوم اكثر من «6» ملايين فلسطيني في الشتات.. واغتالوا الكونت برنادوت الوسيط الدولي الشهير عام 48، لانه دعا الى عودة اللاجئين، كشرط ضروري لحل القضية وعودة النقب للدولة الفلسطينية بموجب قرار التقسيم 181.. واستغل اتفاقية « اوسلو « والتي لا تقل عن كارثة 48، في رفع وتيرة الاستيطان وتهويد القدس وسرقة الأراضي. فارتفع عدد المستوطنين الى مليون مستوطن، وبلغت مساحة الأراضي المصادرة في القدس 86% وفي الضفة المحتلة 68%.

باختصار..

العدو الصهيوني رفض ويرفض الاعتراف بالشعب الفلسطيني، ويرفض إقامة دولة فلسطينية على الأرض المحتلة عام 67، ويصر على تنفيذ جريمة العصر، ما يؤكد ان إستراتجية الشعب الفلسطيني التي أعلنها منذ وعد بلفور وهي رفض التقسيم، ورفض التفريط بشبر واحد من ارض فلسطين هي استراتجية وطنية صحيحة فالصراع مع العدو الصهيوني وكما ثبت خلال 100 عام صراع وجود، فالعدو يرفض التعايش مع الشعب الفلسطيني، ويرفض حل الدولتين، ويصر على نفيه من وطنه..

لقد وضعت الصحفية الاميركية «توماس هيلين» يدها على الحل السحري.. حينما دعت اليهود بالعودة الى البلاد التي قدموا منها.. ففلسطين هي وطن الشعب العربي الفلسطيني حصرا...ولا تقبل القسمة على اثنين.

المجد لشعب الجبارين القابض على جمر المقاومة والعودة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :