-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 01-05-2020 09:35 AM     عدد المشاهدات 373    | عدد التعليقات 0

عجلون : مقام الشيخ علي المومني مركز إشعاع لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم

الهاشمية نيوز - مقام الشيخ علي المومتي له مكانة خاصة عند ابناء عشيرة المومني في المحافظة( عين جنا وصخرة وعبين عبلين واهالي بلدة عين جنا عامة) وخارج المحافظة، كان على الدوام محط الاهتمام والعناية ومركزا مهما ونقطة إشعاع لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم لكافة مناطق المحافظة، فقد تخرج منه المئات من حفظة القرآن الكريم، منهم الان اكاديميون واساتذة الجامعات ومنهم من كان اعضاء في مجالس نيابية واخرين وصلوا لمراتب متقدمة يشار لهم في البنان .

فقد كانت فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حافلة بالدرس والعلم والتعلم في اروقة مقام الشيخ علي المومني .

وبحسب الكاتب الدكتور أحمد عويدي العبادي فالشيخ المومني واحد من قامات الأردن التاريخية الذي كان موصوفا ومعروفا بالتقوى والزهد وحب الخير للناس والفصل في النزاعات والحث على الكرم والمكارم والجهاد والكرامة والاجتهاد بالعمل والتقوى وحب الخير للأخرين، فبارك الله في ذريته، وكان صاحب سلطة روحية جعلته مهابا (بضم الميم)، له مكانه ومكانته الروحية والاجتماعية والوطنية والتاريخية، وكان موضع احترام وتبجيل كل من مر به أو عايشه من أهالي الأردن بعامة وعجلون بخاصة.

وعندما نتحدث عن الشيخ علي المومني فإنما نتحدث عن أولاده واحفاده الذي صاروا اليوم أكبر عشيرة اردنية تنحدر من جد واحد من حيث النسب، ونتحدث عن اسم المومني أيضا ، فالاسم أصلا هو الجنيد الذي كان أحد القادة في معركة حطين زمن صلاح الدين، وعندما انتهت المعركة بانتصار العرب المسلمين قام صلاح الدين فوزع العشائر الأردنية على الجبهتين الشرقية أي شرقي نهر الأردن، والغربية أي غربي نهر الأردن. فمن بقي من الجنيد وذريتهم في شرقي الأردن أطلق عليهم اسم المومنية بالجمع، والمومني بالمفرد، وهو اشتقاق من كلمة المؤمن وهو الشيخ العارف بالله علي السائح الجنيد المؤمن قدس الله سره وجعله من اهل الفردوس الأعلى ان شاء الله، ثم سمي وأحفاده المومني للمفرد والمومنية للجمع، بينما بقي أبناء عمهم الذين وضعهم صلاح الدين غربي النهر يحملون اسم الجنيد. كما ان الكثير من المومنية الأردنيين لا زال يحمل اسم الجنيدي ايضا.

وعندما نقرأ عن هذه العشيرة الكريمة العريقة تنازعنا الروايات المتعددة والتي في غالبها متناحرة متنافرة، وكل يدعي انه يملك الرواية الحقيقة ويعتبر ما سواه جاهلا وما سوى روايته باطلا. ويعود اسم المؤمن الى الجهاد والفروسية والرجولة والايمان والوطنية التي كان يتمتع بها الشيخ علي السائح الجنيد وأبناؤه، وكانت مساحة الأردن سبعة اضعاف المساحة الحالية، وبالتالي تحركوا من أرض أردنية الى أرض أردنية، قبل استقرارهم في جبال عجلون، ولكن بعض الكتاب لا ينظرون الى الأردن الا ضمن مساحته السياسية التي اوجدها سايكس بيكو عام 1916، وهي سدس مساحته الحقيقة

فالشيخ علي السائح المومني قدس الله سره واحد من أعمدة الأردن وتاريخه وهويته، حتى وان رغب البعض في إخراج الأردنيين زورا من هذه الدائرة والمجال، ضمن سياسة التجني على الأردنيين واقصائنا، في محاولة اخراج الزعامات الوطنية الحقيقية من دائرة التجذر في تراب الأردن، وادعاء الأعداء ان رحم الأردن عقيم لا ينتج العباقرة والقيادات والزعامات، وعليه ان يكون ضمن الخضوع لغيرنا.

وقد سطر الشيخ علي وأجداده وأحفاده مواقف مشرفة في دفاعهم عن هوية الأردن وترابه وشرعيته ووطنيته، وعن الإسلام عقيدة ومنهج حياة، وعن العروبة ثقافة وحضارة إسلامية كريمة،

وامتد أحفاد الجنيد (المومنية) في شمال الأردن حول قبر جدهم الأعلى الزعيم الروحي علي السائح المومني غفر الله لنا وله في عين جنة في عجلون، ثم امتدوا وتمددوا مع الزمن، وأصبحت منازلهم في صخرة وعبين وعبلين، وإربد والنعيمة، وفي أنحاء متفرقة من الأردن.

الشيخ علي السائح الجنيدي، فخر لكل أردني كما سائر القامات والزعامات الأردنية، وهو عنوان بارز من عناوين تاريخنا الأردني، قد اختار جبال عجلون الأبية العصية رفقة أهلها من بني عوف القضاعيين (من قضاعة الأردنية العريقة)، ونزل مع ذرِّيته بلدة عين جنَّة (عين جنَّا)، حيث لا زال ضريحه الى الان وكان مزارا له حرمته وقدسيته وهيبته في غابر الأيام، ولا زال، ثم توزَّعوا في عدة قرى في منطقة عجلون منها عبين وعبلين وصخرة والزرقاء وعمان واربد وغيرها. وكان الناس قديما يتقربون اليه بالقرابين والهدايا ويحلفون الأيمان في حوطته، ويقدمون النذور عنده، وكان أول مركز تحفيظ للقران في المنطقة

وكثير من عشائرنا الأردنية تنتهي بنسبها الشريف الى ال البيت ( ومنهم كاتب هذا المقال / نسبه حارثي حسني ) , وبموجب حجَّة لدى المومنية مؤرَّخة في عام 280 هجرية ومجدَّدة حديثا ومحفوظ أصلها لدى نقابة الأشراف التي كان مقرها طرابلس بلبنان , فان نسب المومنية يرجع إلى الحسين رضي الله عنه ابن علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) وبعد انتهاء الحكم العثماني انتقلت الوثائق جميعها إلى إسطنبول , وكان المومنية الأردنيون يتمتعون بميِّزة لدى الباب العالي العثماني كبقية الأشراف , فكانوا مُعفون من الجندية ومن دفع الضرائب , وكان لشيوخهم رواتب شهرية من الخزينة التركية , وكانت أبواب السلطان مفتوحة أمامهم .

وبموجب كتاب الفه الشيخ محمد سعيد الكردي شيخ زاوية الطريقة الشاذلية الجنيدي في إربد في الخمسينيات من القرن العشرين , ان الشيخ السيد الجنيد هو مؤسِّس الطريقة الصوفية الشهيرة المعروفة باسم الطريقة الشاذلية الجنيدي، ويذكر الكردي ان كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان، وكتاب ترياق المحبين لتقي الدين الواسطي أوردا نسب السيد الجنيد على النحو التالي: هو ابن موسى الشافعي ابن إبراهيم الرضا ابن علي المرتضى ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن زين العابدين ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه.

كما يذكر فردريك. ج. بيك في كتابه» تاريخ شرقي الأردن وقبائلها «أن لدى عشيرة المومنية حجَّة مؤرَّخة في 10 جمادى الأولى من سنة 1326 هجرية (منقولة عن نسخة قديمة يعود تاريخها إلى سنه 380هجرية (990م) تثبت أن جذور المومنية تعود إلى سبط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

وينقل بيك باشا عن أحد أجداد المومنية أن جدهم الشيخ علي السائح الجنيدي الذي استقر في بلدة عين جنَّا في منطقة عجلون قد تشكَّلت من أعقابه عشيرة المومنية التي تتوزَّع على بلدات صخرة وعبين وعبلين وعين جنَّا في منطقة عجلون.

لقد بقيت الوظيفة الروحية والاجتماعية في أحفاد الشيخ علي ثم الت إليهم وظائف سياسية عبر الزمن العثماني وما بعده الى يومنا هذا. وتتميز عشيرة المومنية بنسبة التعليم العالي بين أبنائها ذكورا واناثا منذ وقت مبكر في القرنين التاسع عشر والقرن العشرين، ووصل منهم من وصل الى مراتب عليا ومتقدمة في العلم والإدارة والقوات المسلحة والأمنية والسياسة والنشاط الاجتماعي، والتخصصات المتعددة في مجالات العلوم المتنوعة.

وتمتد العشيرة على سعة ربوع الأردن وفي الغرب والشرق، وأصبح اسم المومني عنوانا بارزا من عناوين الأردن لا تخطؤه العين ويجذب السمع والفؤاد، ولا يزداد مع الأيام الا قوة وانتشارا بسبب تميز أبناء هذه العشيرة في مجالاتهم المتعددة. وقد بقيت مشيخة المومنية في عقب الشيخ علي المومني، والت الى احفاده، وكان يسمى أحفاده دار الشيخ أو الباشا ويعطى لقب الباشا على بيت الزعامة في العشيرة وهم من أبناء وأحفاد الشيخ علي المومني

ان الشيخ علي المومني رمز وعنوان من عناوين الأردن وزعاماته وقاماته، وان حاول البعض النيل من ذلك الا أن الزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، رحمه الله .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :