آخر قطعة

الهاشمية نيوز -
يوسف غيشان

هل نستطيع في ظل جائحة الكورونا، أن نستفيد منها على طريقة بيع (آخر قطعة)، لنبيع أرواحنا وهي آخر ما تبقى لنا، قبل ان ننشطب من دفتر الحياة؟ قد نجعل الثمن تركة لمن بعدنا، أو على الأقل نساهم في مراسيم جنائزنا وتكاليف الدفن، بعد أن تم الغاء المناسف والقهوة السادة والشو اسمو.

العديد من الروايات الكلاسيكية تناسلت في أوروبا تدور فكرتها حول شخص يبيع روحه للشيطان مقابل الخلود أو بعض الامتيازات الأخرى، لكنه يكتشف في النهاية ان صفقته خاسرة جدا مهما كانت الامتيازات التي يقدمها الشيطان خلال الفترة الانتقالية. وقد كان أفضلها وأجملها، حسب رأيي، رواية (فاوست) للروائي الألماني غوته.

قبل فترة طفر مواطن صيني فعرض على الانترنت روحه للبيع بما يعادل 85 دولارا فقط لا غير، وقد تلقى في الأسبوع الأول 59 عرضا بالموافقة... لا اعرف إذا اتفق الجماعة على شروط الاستلام والتسليم، أو تم رفع السعر نظرا لكثرة المتنافسين. لم أتابع القضية واعتبرتها مجرد مزحة.

لكني متأكد ان أي واحد من مواطني دولنا.... دول عدم المؤاخذة، لو عرض بيع روحه بدولار واحد لما وجد مشتريا واحدا.... لأن أرواحنا تولد مثقوبة أصلا، وغير صالحة حتى للاستهلاك الشيطاني.