-

كتابنا

تاريخ النشر - 27-04-2020 03:20 AM     عدد المشاهدات 758    | عدد التعليقات 0

هل الاعلام الأردني لايحمل من الوعي بذاته وبدوره

الهاشمية نيوز -

عند تشخيص الوضع القائم للمشهد الاعلامي الاردني، لايختلف اثنان بان هناك فجوة بين الأداء الإعلامي وبين ما شهدته الدولة الاردنية من تغيير خلال السنوات الماضية طال تفاصيل المشهد العام برمته ،اما على مستوى الشكل اوالوظيفة.
ومع الإشارة إلى حقيقة أن اعلامنا لا يعيش حالة من التكميم على شاكلة بعض الإعلام في كثير من البلدان العربية ، الا انه لا يعيش ايضا حاله الفاعلية والقدرة على المضي بالمشهد العام نحو ماهو مطلوب وافضل من حداثة وتحول مرتقب على شتى الصعد ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
وبعيدا عن التحامل ، من الخارج ومن الداخل ، يبدو الاعلام الأردني بانه لايحمل من الوعي بذاته وبدوره ومن ثم بمكانه ومكانته وحقوقه ما يكفي ليكون شريكا فاعلا ومؤثرا على مستوى التحولات والتحديات التي تواجه المجتمع ، تجليات ذلك واضحة، أن على مستوى المنتج الصحفي والإعلامي، أو على صعيد الإدارات وادوات التسيير، وهذا الامر لا يدرك تفاصيله الا الراسخون بحقيقة سير وتسيير المؤسسات الصحفية والإعلامية في الأردن ، فالمسألة في وضعها الراهن لاتخرج عن كونها حفظ للعلاقة القائمة بين ظاهر المشهد العام وتوازناته ، وان كان ذلك على حساب المبادرة والدور في قيادة الوعي العام ، او التاشير نحو منحنيات جديدة تتطلبها متغيرات حتمية في المشهد برمته . وبشكل اكثر وضوحا ، الخطر لايكمن في ضعف أدوات المنظومة الاعلامية في الفعل والممارسة الوظيفية لدورها، بل في عدم قدرة المنظومة في التأقلم مع المتغيرات الجارية ومتطلباتها ، وفي الوقت نفسه استحالة النأي عنها او الحد من تأثيراتها.
ان المطلوب لايقف عند تغيير الادارات والوجوه او تأسيس محطة او صحيفة ، مهما اغدقنا عليها من اموال او مسميات او تجهيزات، بل هو تجاوز تركة الماضي بكل هواجسه ومعاركه المزمنة بين السياسي والاعلامي ، فاصلاح المشهد الاعلامي الاردني يتطلب عدم فصله عن (المشهد الكلي) عامة ، والتأكيد الشديد على تجاوز علاقة الدونية، والتابع والمتبوع بين (السياسي والإعلامي) ، واقناع أصحاب القرار (الإعلامي/السياسي)، ان زمن التبعية ولى وانقضى ، وانه لم يعد من الممكن الحديث عن وجود الاستقرار لأي كيان سياسي دون تأمين منظومة اعلامية متناسقة تؤمن لذاتها الاستقرار وتدعم بناء علاقة سلسة بين مختلف الأطراف المجتمعية والسياسية .
اجزم ان الأمر لم يعد ترفا بل بات مسألة وجودية.

د. بشار الخرشة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :