-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 21-04-2020 09:45 AM     عدد المشاهدات 372    | عدد التعليقات 0

بالأزمات .. التهويل والمبالغة .. تغيب للحقيقة .. وإرباك للمجتمع

الهاشمية نيوز - تعدّ المبالغة والتهويل وقود الكذب بل أكثر من ذلك لكونهما ربيبتي الشائعات وآفة استقرار المجتمعات حيث الأرباك والارتباك.

كما أن قيمة الشفافية يجب أن تكون في مستوى التداول بين الجميع . فيما من المهم في وقت الأزمات هو الشفافية والوضوح في الأخبار وبخاصة التي تتعلق بالصحة العامة.

بدوره مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان علق على الامر بالقول.

كثيرة هي القضايا والمشكلات التي تواجه العالم و المجتمعات أو الأسرة والفرد. منها مزمنة أو بسيطة، أو يومية روتينية. ومهما كانت هذه القضايا والمشكلات فإن من المهم التعامل معها والعمل على معالجتها.

و حتى يمكن معالجة أي قضية فإنه من المهم أولا ملاحظتها والاعتراف بوجودها ثم تحديد حجمها، ومدى انتشارها ودرجة تأثيرها، ثم البحث عن الحلول المناسبة وطريقة التعامل مع هذه الحلول وتطبيقها على أرض الواقع.

ومن الضروري أن يتم تحديد المشكلة بما يتناسب مع حجمها وأثرها بشكل واقعي بعيدا عن المبالغة والتهويل. وفي المقابل لا ينبغي التقليل منها او التهوين من حجمها وأثرها وخطورتها.

إلا ان الملاحظ في كثير من الأحيان أن البعض يلجأ الى التضخيم والتهويل؛ ما يعكس صورة غير حقيقية عن الموضوع مدار البحث أو المشكلة أو القضية التي يراد التعامل معها. الأمر الذي ينعكس سلبا على إمكانية إيجاد الحل المناسب عدا عن الآثار الأخرى.

وفي هذا المجال يقول مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية: للأسف إن المبالغة أو التهويل أسلوب معتمد بل هي نمط تفكير عند البعض، سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة للمتابع سواء كان التويل مقصودا أو غير مقصود، فإن الاثر السلبي يقع على الجميع.

ويقول سرحان: إن المقصود بالمبالغة هو تضخيم الأمور أكبر من حجمها والزيادة عليها وهي يمكن ان تكون في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية. وهذا يعني إبعاد الأمر عن حقيقته والتعامل مع شيء مختلف عما هو على أرض الواقع، وربما أن هذا الأمر الجديد لا يرتبط بالقضية الأساسية إلا من حيث المسمى.

ويقول سرحان: المبالغة قد تتحول عند البعض إلى أسلوب وسلوك يغلب على جميع تصرفاته وفي جميع الظروف سواء في أوقات الفرح أو الحزن، والرضا والغضب. في الكلمات والتعبير وردود الأفعال أو التصرفات والأفعال.

وحول الأسباب التي تدفع الأشخاص او المؤسسات الى تهويل الأمور يقول سرحان: في الأغلب فإن المطلوب هو التأثير في الآخرين وقناعاتهم باتجاه معين، وصرفهم عن الحقائق لاهداف معينة.

ويقول: على سبيل المثال فان بعض المشكلات الاجتماعية يتم تضخيمها أكبر بكثير مما هي، إما لأسباب عاطفية أو للتأثير على الرأي العام ومتخذ القرار، وفي كل الأحوال فإن هذا التهويل وإن كان ظاهره يحقق بعض النجاح للقائمين عليه إلا أن حقيقة الأمر ليست في صالح المجتمع. وقد تكون النتيجة عكسية وهي تفاقم هذه المشكلة وانتشارها.

ويضيف سرحان: أننا بحاجة الى إتباع المنهج العلمي في التعامل مع القضايا أو المشكلات. والذي يقوم على الدراسات والإحصاءات الرقمية، وهو علم له أصوله وقواعده التي تعتمد المنهحية الصحيحة، وهي ليست انتقائية أو عشوائية في اختيار عينة الدراسة أو موجهة من شخص او جهة.

ويضيف سرحان: أن هذا التعامل أثبت فشله في معالجة المشكلات وإيجاد الحلول لها. فكم من قضية تم التعامل معها بالتهويل والتضخيم وما زالت قائمة بل ربما ازدادت انتشارا. والخاسر هو المجتمع الذي يريد حلولا لمشكلاته

ويقول سرحان: من أسباب التهويل عند الأشخاص هو عدم الثقة بمصادر الأخبار والمعلومات والقائمين عليها بسبب تجارب سابقة مع هؤلاء أو تعارض ما يطرحون مع الواقع المعاش الذي يلمسه هؤلاء. فمثلا يشاهد الناس حدثا معينا أمام أعينهم او ينقل لهم من ثقات، فيأتي من يقول غير ذلك، بل أحيانا ينفي وقوع الحدث نقسه. عندها يفقد الأشخاص القريبون من الحدث الثقة بما يقال ويلجأون الى التهويل والتضخيم في كل الامور الأخرى

كما أن تأخر نشر الحقائق والمعلومات الصحيحة أو التلاعب فيها، أو الغموض وعدم الوضوح يؤدي أيضا الى أن يتحدث كل شخص بما يريد.

ويقول: أحيانا يلجأ بعض الأشخاص أو المؤسسات أو الجهات الى تضخيم بعض القضايا وحسب ما يناسب الرغبة لاغراض شخصية أو لصالح هذه الجهات للتاثير على الرأي العام وكسب تأييده وتعاطفه.

والأخطر أن يكون ذلك ممنهجا.

وفي المقابل يتم التقليل من شأن بعض الأمور حتى لو كانت ذات أهمية لتنفير الناس منها وإبعادهم عن الحقيقة. أو المبالغة في الانتقاد وتضخيم بعض الأخطاء والعيوب وتصويرها على أنها تجلب الكوارث وهي في واقعها أخطاء من الممكن وقوعها، بهدف اغتيال الشخصية وتشويه الصورة.

ويقول هنا: يميل البعض إلى التقليل من قيمة الأمور الإيجابية وتضخيم أثر الأمور السلبية.

وأحيانا تكون المبالغة بهدف التقرب والتزلف لتحقيق مصالح شخصية.

ويحذر سرحان من خطورة التهويل والتضخيم قائلا : إن التهويل يؤدي إلى تغييب الحقائق ونشر اليأس والإحباط في النفوس وعدم القدرة على العمل والإنجاز. بل يصل الى حد التخويف ونشر الرعب في النفوس، كما أنه لا يساهم في حل المشكلات ويعيق الاصلاح ويضعف الكفاءة في التعامل مع الأزمات. إضافة الى إرباك الجهات المختصة وإعاقة عملها.

وحول دور الإعلام يقول سرحان: للاعلام ووسائل الاتصال والتواصل دور كبير في تضخيم الأحداث والمشكلات وعليها مسؤولية كبيرة خصوصا وقت الأزمات. وكما هي مسؤولية المؤسسات الإعلامية هي أيضا مسؤولية الأفراد خصوصا مع تعاظم دور وسائل التواصل الاجتماعي.

والتهويل والتضخيم له أشكال متعددة منها تكرار الموضوع لفترة طويلة وبصور متعددة، واختيار عناوين خادعة تترك أثرا في النفوس. أو القراءة غير الصحيحة للأرقام والإحصائيات واعتماد الانتقائية في ذلك، فقد يركز على جزء من الإحصائية ويترك آخر بما يتناسب مع الرغبة والاتجاه المراد توجيه الراي العام اليه.

ويختم سرحان حديثه بالقول: ان التهويل والمبالغة مرض، وان التعامل مع القضايا والمشكلات يجب أن يتم بموضوعية وواقعية واتزان واعتدال، وعدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها. فالتهويل والمبالغة خطيران على المجتمعات وخصوصا في الأزمات.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :