-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 19-04-2020 09:53 AM     عدد المشاهدات 1137    | عدد التعليقات 0

شتوة نيسان .. تحيي الأرض والإنسان!

الهاشمية نيوز - فجأة.. أحتضنت الأرض زخات الشتاء الناعمة.

فجأة، عاد الناس إلى ملابسهم الثقيلة التي لم تكد تختبئ في الدواليب، حتى دعاها المطر المباغت للقاء في موعد مختلف. عودة تساقط حبات المطر، في طقس «نيسانيّ» جميل، عاد الأمل ليحيي الأرض والإنسان، ليثبت الرذاذ ما توارثته الأجيال من أمثال رددها أجدادونا وآباؤنا من أن «شتوة نيسان تحيي الإنسان».

ففي حين بدأ الناس يستشعرون قدوم الصيف بشمسه الحارقة وخلوه من قطرات الندى المحببة، وشرعوا يعدون العدة لاستقبال الضيف القادم، عاد نيسان ليذكرنا انه هو الآخر له نصيب في العطاء والخير، وها هي أمطار نيسان تفرح القلب والأرض في آن. شتوة نيسان كيف يراها الناس والمزارعون والأطباء بتأثيراتها الإيجابية وكذلك السلبية.

«بكير عالصيف»

الستيني منذر يرى أن الصيف ما زال بعيدا موضحا أن نيسان هو شهر خير بما يحمله من فائدة للزراعة والأرض والإنسان عموما. وعرّج عليوات في معرض حديثه عن شهر نيسان الى مثل يقول في نيسان الدنيا عروس والناس بتخفف الغطا واللبوس . وشرح عليوات المثل قائلا: إن الأرض في نيسان تكتسي بأجمل حللها في دلالة على فصل الربيع وازهاره الجميلة، وان انحسار البرد في هذا الشهر مدعاة للتخفيف من الثياب الثقيلة والأغطية الصوفية التي كان الناس يرتدونها ويعمدون إليها كوسيلة للتدفئة في الأشهر السابقة له. وزاد منذر العليوات: الكثير من الأجيال السابقة عمدت الى الشرب من مياه مطر نيسان وكذلك التداوي به بعد القراءة عليه .

الخميس الرابع من نيسان

فيما ينقل لنا البعض طقسا مميزا في شهر نيسان يختص بالخميس الرابع من الشهر حيث اطلق عليه الفلاحون في ما مضى اسم خميس الموسم، ويقال انه لا يباع فيه ولا يُصَنَّع حليب يوم وليلة، بحيث يقوم الفلاحون بحسب الروايات بنقع القمح وعصره لاستخراج النشا وطبخ الحلويات من الحليب مثل البحتة وهي من الأرز و الحليب، والهيطلية وهي الطحين والحليب، والمهلبية وهي من النشا والحليب ويتم توزيعها على الناس، ثم يُجَز في هذا اليوم صوف الضأن، ويتم غسل المواشي وصبغ ظهورها وهكذا يتم وداع الشتاء واستقبال الصيف.

«ختامها مسك»

ختامها مسك بهذه العبارة عبر المزارع تيسير، عن فرحته بشتوة نيسان والتي يعتبرها كثيرون من اخوانه المزارعين، أملا يغدق على محاصيلهم الحقلية واشجارهم البعلية التي لا تنفك ترجو مزيدا من هبات السماء وعطائها الذي لا ينضب. فهذا الشهر بحسب المزارعين هو ختام المسك لأشهر الشتاء، والذي في كثير من الأحيان يتوقف عليه نجاح الموسم الزراعي للزراعات الحقلية. وزاد ابو فروة ان المزارعين في الأردن ينتظرون شتوة نيسان بأمل لتصبغ بالخير على المحاصيل قبل ايام وأشهر الحر القادمة.

«زيادة الخير»

فرحة المزارع الأردني بشتوة نيسان بتسوا العدة والفدان .

هذه الشتوة تعود بالخير على المحاصيل الحقلية بحيث تعطي الأمطار دفعة لهذه المحاصيل من خلال زيادة نسبة الرطوبة في التربة وبالتالي زيادة المحصول الخضري بشكل عام. وفيما يخص الاشجار المثمرة فان هذه الأمطار تعمل على تحسين نوعية الثمار من خلال حصول التربة على نسبة رطوبة أكثر الأمر الذي ينتج عنه مردود ايجابي. وعن النباتات الرعوية فان لهذه الامطار فضلا في اطالة عمر فصل الربيع؛ ما ينعكس بالتالي على الثروة الحيوانية بصورة ايجابية تتمثل في زيادة فترة الاعتماد على المراعي الخضراء مبينا ان لها اثرا واضحا في زيادة الخصوبة وتساهم كذلك في السيطرة على بعض الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية.

اضافة إلى أن زيادة منسوب المياه في السدود من خلال هذا التساقط، تعطي حافزا أكبر للمزارع بما يخص المزروعات الصيفية. وعن النباتات الصحرواية قال العوران: هذه الشتوة تعمل على تحسين نوعية وجودة النباتات الصحراوية. وإن كان المزارعون يرون بأن شهر نيسان هو ختام الموسم الشتوي إلا أنهم ما زالوا يتطلعون الى مزيد من الخير والأمطار في الأيام القادمة.

«انتقال تدريجي»

ومن منظور طبي أكد أخصائي الأنف والأذن والحنجرة د. عبد الحميد عليان، ان تقلبات الطقس السريعة والحادة كالتي نمر بها في هذه الفترة غالبا ما تلعب الدور المباشر في نشوء التهابات الرئة وأمراض أخرى. وبين أن قدوم فصل الربيع وانتهاء الشتاء غالبا ما يرتبط بانتشار أمراض معينة مثل: حساسية العين والفم والأنف والحلق والصدر، وبعض الأمراض الفيروسية الأخرى كالغدة النكافية والحصبة والجدري. وينصح د. عليان الناس بالانتقال التدريجي من فصل الشتاء الى الربيع والصيف بما يخص الطعام والشراب والتدفئة بحيث يتم تجنب تقلبات الطقس، محذرا من ان الفترة بين الفصول الباردة والحارة تنشط فيها المسببات العضوية للأمراض مثل: الفيروسات والبكتيريا، إذ تنشط هذه المسببات وتتكاثر. ويضيف د. عليان ان تغير درجات الحرارة يجعل مقاومة الإنسان للأمراض ضعيفة، كما يؤثر في مداخل الأمراض مثل: الأغشية المخاطية في الأنف والجهاز التنفسي، كما تكبر مسببات أمراض الحساسية، بخاصة للأطفال، كما يكون كبار السن عرضة للإصابة بالانفلونزا ونزلات البرد الشديدة. ويحذر د. عليان من التسرع في تخفيف الملابس اعتمادا على الارتفاع في درجات الحرارة، مشيرا إلى أن تقلب الطقس ينبغي أن يجعلنا أكثر حرصا على ارتداء الملابس، وأن نرتدي دائما ما يتلاءم مع الأحوال الجوية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :