-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 15-04-2020 09:50 AM     عدد المشاهدات 360    | عدد التعليقات 0

الكمّاشة

الهاشمية نيوز -
طلعت شناعة

قال لي انه « مُحاصَر « من زوجته. وأنها تتدخّل في كل شؤون حياته من اختيار ملابسه حتى « رسائل « الموبايل.

وأضاف : حتى عندما كنت اخرج من البيت لممارسة المشي.. كانت تشكّ فيّ.. وتظن أنني خارج كي ابعث رسالة.

سألته « هل لك علاقات تجعل زوجتك تفرض عليك الإقامة الجبرية..؟

قال : لا..طبعا.

لكن لي أصدقاء.. وهي تعتقد أنها أسماء وهميّة لنساء.

اشفقتُ عليه.. وشعرتُ ان الرّجل متزوّج « كمّاشة» وليس امرأة.

عدتُ للقاموس.. فوجدتُ أنّ « كمّاشة « اسم والمصدَر « كَمَشَ «..

والكمّاشة التي نعرفها.أداة صغيرة من حديد ذات فكّين ومقبضين مثبّتين معا ليعمل على نحو متعاكس في نزع المسامير.

وايام زمان..

قبل اختراع الأدوات المتطورة.. كان « الحلاّق « يخلع « السنّ « أو « الضّرس « ب « الكمّاشة «.

وفي لغة العصر والصحافة نقرأ تعبيرات لها علاقة ب « الكمّاشة « مثل :

المرأة العربية محاصرة بين « كمّاشة « ادّعاء الشرف والجهل والإشاعة.

وفي الحروب.. وجدتُ ان مصطلح « الكمّاشة « موجود ك « تكتيك «.. يُسمّى «الضربة المزدوجة «.

وهو مناورة عسكرية يقوم فيها الطرف المدافع بمهاجمة جناحي الطرف المهاجم في نفس الوقت الذي يهاجم فيه المهاجمون قلب الجيش المدافع، الذي بدوره يتراجع بانتظام حتى يتمكن جناحيه من تطويق المهاجمين. استخدم هذا التكتيك في بعض الأحيان بهدف عزل أحد الجيوش ومنع وصول التعزيزات إليه. تعتمد معظم معارك المشاة على هذا التكتيك العسكري، بل ويستخدم عادة في بعض معارك الطائرات أيضاً.

غالباً ما تنتهي المعارك التي يستخدم فيها هذا التكتيك، بالاستسلام أو تدمير القوة المحاصرة، وفي بعض الأحيان تتمكن القوة المحاصرة من اختراق الحصار عن طريق المهاجمة من الداخل، أو أن تفتح قوة صديقة ثغرة في الحصار بالمهاجمة من الخارج لتتمكن القوة المحاصرة من الهرب.

..

تخيّلوا حياة بعض الرجال المتزوجين.. مثل هذه «الحرب « ؟

تخيّل نفسك « مُحاصَرا « من زوجتك التي تتحوّل إلى « كمّاشة « فتّاكة..

طيّب ما في « هُدنة «..

عاد الرجل يسألني عن الحل..

قلت « ما الك الاّ مجلس الأمن.. والان.. مجلس الأمن مشغول بفيروس الكورونا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :