-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 14-04-2020 10:18 AM     عدد المشاهدات 444    | عدد التعليقات 0

سرير من ورَق

الهاشمية نيوز -
طلعت شناعة

أيام دراستي الجامعية في مصر في بداية الثمانينات، استأجرتُ « شقّة « في « بد روم « أشبه بالشقق التي يسكنها « حُرّاس العمارات « هذه الايام.. وربما اسوأ.

كانت تتكوّن من غرفة واحدة وبداخلها حمّام.

ميزتها الوحيدة أنها « مستقلّة « وبعيدة عن الناس باستثناء جارتي المشاكسة التي كانت تتحرّش بي أملا بالزواج منها.

كنتُ وقتها « طالب/ طفران « وبالكاد قادر على تدبير نفقات معيشتي..

فرفضتُ تلك العلاقة وانكببتُ على الدراسة مكتفيا بسماع اغاني فيروز والخروج إلى البحر الذي كان لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مكان سكني في مدينة « بور سعيد «.

السرير الذي كنتُ انام عليه كان أشبه بسفينة مفككة. وكنت بالتالي عُرضة للكوابيس والأحلام المُزعجة.

ففكرتُ بطريقة تجعل السرير اقلّ سوءا..بحيث يكون مستويا كي احافظ على ظَهري من « مطبّات الفَرشِة «.

اعتاد بائع الصحف ان يمرّ عندي كل صباح واشتري منه « الأهرام والأخبار والجمهورية «..

واكتشفتُ أنني امتلك « كميات ضخمة من الصحف «..فقمت بترتيبها تحت الفَرشة بحيث تجعل السرير منبسطا وبدون تعرّجات ومطبّات.

وهكذا..

اما باقي الصحف..فكنتُ اجمعها وابيعها لرجل يشتري « الروبابيكا « اي « الخردوات القديمة « بمبلغ زهيد.. وكنت اشتري به « روايات الهلال « التي كانت تصدر كل اول شهر.

كان عندي « راديو « صغير اسمع من خلاله برامج إذاعة « مونت كارلو « و» الشرق الاوسط « واذاعة « القاهرة «.

بينما كان على الطاولة جهاز مُسجّل وحوله أشرطة كاسيت لـ فيروز وام كلثوم وعبد الحليم ونجاة الصغيرة.

كنت اعيش ظروفا صعبة ولا اعرف اي مستقبل ينتظرني.

وكنتُ اذهب الى البحر أشكو له همّي..

وكنتُ واعتذر عن التكرار، متصالحا مع نفسي.. وكما يقولون « على قد فراشي.. امدّ رجليّ «

اياااام

على رأي عادل إمام:

« سيبوني اعيّط «




وسوم: #سرير#من


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :