-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 06-04-2020 09:32 AM     عدد المشاهدات 265    | عدد التعليقات 0

مع انتشار (كورونا) تباعد جسدي .. وتعاضد اجتماعي

الهاشمية نيوز - في مجتمعنا الأردني كثير من العادات الاجتماعية، بعضها جيد إيجابي وبعضها غير ذلك. والعادات الاجتماعية هي حصيلة موروث ثقافة المجتمع يتناقلونها جيلا بعد جيل، يصعب تغييرها، وهي تأخذ طابع القداسة عند البعض.

ومن هذه العادات ما يرمز الى المحبة والاحترام، كالجلوس بجانب الآخر في المجلس والمصافحة عند اللقاء، وعدم التقدم على الآخر عند المشي.

ويرى مفيد سرحان مدير جمعية العفاف ان انتشار فايروس كورونا وما صاحبه من حملات توعية مكثفة محليا وعالميا تقوم عليها الجهات الصحية وتتناقلها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الوقاية من هذا الوباء. كان التركيز عل ضرورة التباعد الجسدي بين الأشخاص، داخل المنزل أو خارجه. عند الجلوس أو المشي أو التسوق أو الاصطفاف في الطوابير أمام المحلات التجارية والبنوك والمخابز وغيرها.

وأن مسافة الأمان التي ينصح بها تقارب المترين. وهو سلوك وقائي يقوم على قاعدة» أن يتعامل كل إنسان مع الناس على انهم مصابون، ويعامل كل الناس على أنه مصاب»

وهذا السلوك دليل وعي وحرص على صحة الفرد والأسرة والمجتمع.

وهو سلوك غير مكلف ماديا بل الالتزام به من أكثر الأسباب التي تمنع انتشار الوباء كما يؤكد اهل الاختصاص.

ويضيف سرحان: مع التزام الكثيرين بالتباعد الجسدي

إلا ان ذلك لم يضعف من مشاعر المحبة بين الأشخاص سواء داخل الأسرة أو خارجها. بل على العكس من ذلك فإن هذه الظروف قد زادت قلوب الناس قربا

ومشاعرهم توحدا. فالجميع يعيش في مركب واحد.

عدوهم هذا الوباء الخطير .

ونرى التكافل الاجتماعي في أبهى صوره. حيث تفقد الأقارب والأصدقاء والجيران من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للاطمئنان على صحتهم واوضاعهم المالية.

والاستعداد كبير لتقديم العون والمساعدة.

والظرف الحالي دفع الكثيرين الى مراجعة انفسهم والتسامي على الخلافات وتجاوزها. باعتبار أن هذا الظرف الاستثنائي يتطلب التضامن والتعاون والتكافل، لا التباغض والكراهية. كما أن الشعور بأن هذا الوباء يمكن أن يصيب أي شخص سارع في تجاوز الكثير من الناس عن أخطاء الآخرين وإنهاء القطيعة معهم.

ويقول سرحان: ومع ظهور وباء كورونا برز مصطلح «التباعد الاجتماعي». والمقصود منه التباعد الجسدي بين الاشخاص. وإن كنا في هذا الظرف لا نريد ان نختلف حول المصطلح او دلالاته. فانه من المهم التأكيد أن التباعد لا يعني النفور . وأن تباعد الاجساد الهدف منه الوقاية من «كورونا» والحرص على النفس وعلى الآخر والمجتمع. وأن التباعد الجسدي لا يحمل أي معنى سلبي تجاه الآخرين.

ويؤكد سرحان أن التباعد الجسدي الوقائي لا يعني العداء مع أفراد الأسرة والاقارب او الزملاء والمجتمع.

وخلال الفترة السابقة لمس الجميع أن التباعد الجسدي قد ساهم في زيادة التعاضد الاجتماعي خصوصا مع فرض حظر التجول وعدم السماح للتنقل بالسيارات. وقد تمثل ذلك

في صور متعددة منها: التواصل عن بعد للاطمئنان على الآخرين، وتقديم المساعدات للفقراء او من اعتمد دخلهم على العمل اليومي.

والتسابق لتشكيل الفرق التطوعية.

ويختم سرحان بالقول: ان مجتمعنا الاردني الخير لن يزيده التباعد الجسدي إلا مزيدا من التعاضد الاجتماعي وظهور صور جديدة من التكافل. وتجذر للقيم الأصيلة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :