الإجازات الطويلة تؤثر على الساعة البيولوجية للإنسان

الهاشمية نيوز - كثيرا منا يسمع عن الساعة البيولوجية وتأثيرها على ساعات النوم الخاصة بالإنسان . فيما يوجة معظم الأشخاص مستويات من النعاس والنوم طول اليوم . وذلك نتيجة لاختلافات الساعة البيولوجية . فيما تعرف الساعة البيولوجية بأنها آلية فطرية تتحكم في الأنشطة الفسيولوجية للكائن الحي والتي تغيير في دورة يومية أو موسمية أو سنوية.



بدورها الدكتورة هند البريزات الباحثة في علم الاجتماع علقت على الامر بالقول .

كثير من الناس يفرحون لمجرد حصولهم على إجازة ان كان مخططا لها أو غير مخطط لها إما بسبب الظروف الجوية أو لأسباب شخصية أو لأسباب طارئة مثل ما نمر به حاليا من ملازمة للمنزل بسبب الظروف الطارئة في المملكة. وفي المقابل هناك الكثير من الناس يشعرون بالضيق والانزعاج ويتذمرون كثيراً من الاجازات الطويلة خاصة إذا لك يكن لديهم أي هواية أو أعمال منزلية يملؤون بها وقت الفراغ الكبير. ان الاجازات الطويلة لها جانبين من التأثير على الأفراد مثل أي ظاهرة أحدهما يحمل الايجابيات والآخر السلبيات فالعطلة الطويلة للبعض هي فرصة للراحة والنوم وتصفية الذهن بالابتعاد عن ضغط العمل والارهاق وتنفيذ الأوامر أو عن الأشخاص السلبيين خارج أسوار المنزل كما أنها فرصة للبعض لقضاء الكثير من الحاجيات وإنجاز المهام العائلية أو الشخصية والتقرب من أفراد العائلة ومشاركتهم الأحداث والأحاديث خاصة أولئك الذين لديهم ساعات عمل طويلة واجازات قليلة الا أن هذا قد يؤدي الى انزعاجهم اذا طالت الاجازة لأنهم غير متعودين على الجلوس في المنزل طويلا.

كما أن العطلة الطويلة قد تقلل من المهام للأبوين خاصة فيما يتعلق بتجهيز الأطفال للمدارس وايصالهم وارجاعهم فهنا تصبح المهمة مقتصرة على رعايتهم بالمنزل ولكنه أيضا قد يشكل ضغط كبير على الأبوين حيث أن الأطفال اذا لم يكن هناك أنشطة أو واجبات دراسية يملؤون بها الوقت فان المنزل قد يتحول الى ساحة صراع بسبب عدم الانتظام بالنوم في ساعات محددة ولأن وقتهم أغلبه سيكون اما في اللعب داخل المنزل أو تناول الطعام أو اللعب بالخارج مما يفسد انضباطهم وقد يؤدي الى انجرافهم في المشاكل وتشكيل ضغط على الأبوين الأمر الذي قد يؤدي الى حدوث مشاكل عائلية بنسب أكبر لأن الجميع جالس في المنزل ولا يوجد لديهم ما يقومون به، لذا هنا تبرز أهمية انخراط الأفراد في الأنشطة المختلفة وتبرز أهمية الهوايات والعمل المنزلي وليس المقصود به أعمال التنظيف والتصليح فقط وانما الأعمال الأخرى التي يمكن أدائها أو ادارتها من المنزل.

كما أن الاجازات الطويلة تؤثر على الساعة البيولوجية للإنسان، فيتعود الانسان على نمط يتسم بالسهر والفوضى وعدم الانتظام في ساعات النوم وتناول الطعام وعدم تحديد ساعات لمشاهدة التلفاز او اللعب بالخارج أو بالألعاب الالكترونية خاصة طلبة المدارس ولكن هذا أيضا ينطبق على الكثير ممن يصبح لديهم ارباك في روتين يومهم مثل الموظفين الذين يتطلب عملهم نظام الورديات، فكما تشير الدراسات أن الكثير يعانون من الصداع نتيجة تقلب الساعة البيولوجية والتي هي مسؤولة عن تنظيم العمليات الفيزيولوجية في الجسم، كما أن البعض يصبح لديهم توتر وعدم استقرار وشعور بالكسل والخمول واعتياد السهر الأمر الذي يؤدي الى الاعتياد على نظام غير صحي خلال الاجازات الطويلة يعمل على اضطراب الساعة البيولوجية خاصة عند العودة الى العمل او المدارس.

الاجازة ليست فقط راحة ولهو وزيارات وسفر. لا شك ان الانسان في حاجة ماسة للراحة الذهنية البدنية وذلك بالنوم وقضاء وقت أقل في أنجاز الأعمال المختلفة وقضاء الأوقات مع الأهل والأصدقاء اما بالخروج للمتنزهات او بالسفر بل هي فرصة أيضا لصقل المهارات وتنمية الشخصية وقضاء وقت عائلي ووضع خطط وأنظمة تتناسب مع طبيعة ومدة العطلة، كما أنها فرصة ذهبية للقراءة وتعويض ما تم خسارته من وقت بأداء أمور مفيدة للإنسان ومستقبله والتطوع المساهمة في خدمة المجتمع.