-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 30-03-2020 04:48 PM     عدد المشاهدات 1399    | عدد التعليقات 0

انقاذ فتاة في الأردن تخلت عنها أسرتها لأنها خضعت لفحص كورونا

الهاشمية نيوز - متخلى عنها في شارع مكة أحدى الشوارع الرئيسية في العاصمة عمان، وتهمتها أنها خضعت لـ”فحص الكورونا”، فرغم أن نتيجة ريف “اسم مستعار” كانت سالبة لمرتين لكن أقاربا لها رفضوا استقبالها إلى أن تدخلت إدارة حماية الأسرة.
ريف، فتاة يتيمة مصابة بإعاقة حركية وتقيم في منزل أحد اشقائها، أصيبت بأعراض إنفلونزا من ارتفاع في درجات الحرارة وسعال شديد دفع ذلك بـسرتها الى التوجه الى مستشفى الأمير حمزة لاجراء فحص الكورونا، حيث اظهرت نتائج فحصين اجريا في اوقات مختلفة عدم اصابة ريف بالفيروس.

بعد ثبات عدم اصابتها بالمرض وأن ما كانت تعاني منه مجرد اعراض انفلونزا عادية تم تخريج ريف من مستشفى الأمير حمزة ونقلها الدفاع المدني الى منزل احدى شقيقاتها، لكن شقيقتها رفضت استقبالها لتطلب الذهاب الى منزل احدى قريباتها والتي استقبلتها لكن بعد مغادرة الدفاع المدني قام أحد ابناء تلك السيدة بطرد ريف الى الشارع.
إلى ذلك، يقول الأمين العام للمجلس الاعلى لذوي الاعاقة الدكتور مهند العزة “اتصلت بنا (ريف) بعد أن طردتها عائلة قريبتها، كانت الساعة حوالي العاشرة ليلا، طلبنا منها أن تتجه الى اقرب دورية شرطة وتطلب منهم نقلها الى طوارئ المدينة الطبية”.
ويزيد “استقبلها قسم الطوارئ حيث امضت عدة ساعات، خاطب المجلس العديد من الجهات الرسمية لتقديم المأوى والمساعدة لها لكن الجهة الوحيدة التي استجابت كانت ادارة حماية الأسرة”.
و”توجهت كوادر ادارة حماية الأسرة الى طوارئ المدينة الطبية بعد منتصف الليل لمحاولة ايجاد حل لقضية ريف، بقيت ريف في طوارئ المدينة الى أن تمكنت كوادر الحماية باقناع احدى شقيقاتها، وهي تقطن في احد ضواحي عمان البعيدة من استقبال ريف”.
ويوضح العزة “تقيم ريف الأن في غرفة معزولة على السطوح في منزل شقيقتها التي تقوم حاليا برعايتها بعد أن تمكنت كوادر حماية الاسرة من اقناع الاسرة ان ريف لا تشكل اي خطر وأن ما اصيبت به مجرد انفلونزا عادية”.
يقول العزة تعكس حالة ريف واحدة من التحديات التي يواجهها الاشخاص ذوي الاعاقة خلال فترات الأزمات والأوبئة، لذلك هناك حاجة ماسة لوجود خطة وتوفير خدمات تقوم على نهج دامج وشمولي يراعي احتياجات الأشخاص ذوي الاعاقة.

وفي حالة ريف يلفت العزة الى غياب العقلانية في تعامل الاسرة مع شقيقتهم وهو ربما مرده عدم الوعي او الهلع والخوف الزايد، ويبين “يجب ان يكون التعامل بعقلانية فالوباء خطير لكن الهلع سيؤدي الى نتائج وخيمة، فرفض استقبال الأهل لابنتهم يشكل انتهاكا حقوقها في الحماية والصحة والرعاية”.
ويضيف “الاشخاص ذوي الاعاقة هم الأكثر عرضة للخطر في فترات الأزمات والأوبئة لكن للاسف هم الفئة التي يكون الاهتمام والالتفاف اليها أقل”، موضحا “يواجه الاشخاص ذوي الاعاقة صعوبة في الوصول الى المعلومة والتوعية والتي غالبا لا تكون متوفرة بسبل ميسرة تتناسب مع اعاقتهم، كما ان الخدمات المتاحة لا تتناسب مع احتياجاتهم”.
يلفت العزة الى الاحتياجات الخاصة لبعض الاعاقات كالاعاقات الحركية والذهنية والتي يكون فيها الشخص المحجور عليه أو المعزول بحاجة الى مرافق لصيق، وفي هذه الحالات يستحيل العزل بدون مرافق.
ويتابع “لا يمكن عزل ذوي الاعاقة الذهنية وفرط النشاطات الزائد بدون مرافق، وهذه ملاحظة قمنا بايصالها لوزارة الصحة بخصوص السماح بمرافق في هذه الحالات”.
وبيبن أن بعض الحالات تكون معرضة للاصابة بشكل اكبر، فمثلا ذوي الاعاقة البصرية يعتمدون بشكل اساسي على حاسة اللمس ما يجعلهم اكثر عرضة للمرض، كما أن بعض الاعاقات والامراض يصاحبها ضعف في الجهاز التنفسي كالشلل الدماغي والتصلب اللوحي ما يجعل هؤلاء الاشخاص اكثر عرضة للاصابة، وفي حالات اخرى تؤثر العلاجات التي يتناولها مصابي التوحد وفرط الحركة على جهازهم التنفسي ما يجعل هذه الفئات اكثر عرضة للمرض.
ويشير العزة الى اشكاليات اخرى كالية توزيع الخبز والتي لم تكن مناسبة للاحتياجات ذوي الاعاقة، او اقتصار فتح المحال على البقالات الصغيرة دون السماح بخدمة التنقل بالمركبات.
ويلفت كذلك الى حالة الضغط على خط خدمات الطوارئ في وزارة الصحة والدفاع المدني ما جعل تلك الخطوط أقل فاعلية من تلك التي كانت عليها قبل الأزمة”.
ويوضح “لذلك استحدث المجلس 5 خطوط جديدة بتقنية تصوير الفيديو لذوي الاعاقة البصرية الى جانب خط ساخن اخر للاعاقات الأخرى”.
وكان المجلس قد دعا في بيان صحفي له الاسبوع الماضي بضرورة التفكير بسرعة في آليات وتدابير الحجر الصحي في حال ظهور إصابة لدى شخص لديه إعاقة لا قدر الله، خصوصاً الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، بحيث يتم ضمان حصول هؤلاء الأشخاص على الرعاية الطبية اللازمة بفاعلية، وفي هذا الصدد قد يكون التفكير في إمكانية الحجر المنزلي ضمن ضوابط وشروط محددة ولحالات بعينها تتطلب طبيعة إعاقتها والتواصل معها تدابير خاصة يصعب توفيرها من قبل الكوادر العاملة في أماكن الحجر المعتمدة في مستشفيات وزارة الصحة؛
كما قام المجلس لأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بترجمة أفلام تتعلق بالتعريف بالفيروس وكيفية الوقاية منه وأعراض الإصابة به إلى لغة الإشارة ووضع الوصف الصوتي للمكفوفين، وتم تحميل هذه الأفلام على صفحة الفيسبوك وموقع المجلس



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :