الحكومة: الأوضاع مطمئنة ولا نتستر على أي معلومات

الهاشمية نيوز - قرر مجلس الوزراء امس الثلاثاء، وضمن الجهود المتخذة للتعامل مع فيروس الكورونا المنتشر عالمياً، وللحد قدر الإمكان من فرص وصوله وانتشاره في الأردن، اتخاذ مجموعة من القرارات الإضافية المرتبطة بالسفر.
فقد قرر مجلس الوزراء وبناء على تنسيب وزير الصحة، وقف السفر من وإلى لبنان ووقف السفر من وإلى سوريا باستثناء الشاحنات.
كما قرر المجلس إغلاق المعبر الشمالي وجسر الملك حسين والمعبر الجنوبي أمام حركة الركّاب المغادرين والقادمين، ويستثنى من ذلك الوفود الرسميّة والمعنيين بوسائل نقل البضائع وكذلك العمّال الأردنيين المستخدمين للمعبر الجنوبي.
وتضمنت قرارات المجلس التي أعلنها وزير الصحة الدكتور سعد جابر خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدولة لشؤون الاعلام امجد عودة العضايلة، عدم السماح للقادمين من دول فرنسا وألمانيا وإسبانيا بالدخول إلى أراضي المملكة اعتباراً من يوم الاثنين الموافق 16 / 3 / 2020 ، وعدم السماح للأردنيين بالسفر إلى هذه الدول.
كما قرر إيقاف المعابر البحرية مع جمهورية مصر العربية، وتخفيض عدد الطائرات القادمة منها بنسبة 50 بالمئة، والسماح بالسفر للحالات الضرورية فقط .
وقرر أيضاً وقف حركة الركاب من وإلى العراق عبر حدود الكرامة، مع الإبقاء على الحركة التجارية، وتستثنى الوفود الرسمية، ويعتمد مطار بغداد ومطار أربيل للسفر فقط.
وتضمنت قرارات مجلس الوزراء السماح للأردنيين القادمين من جميع هذه الدول بالدخول شريطة خضوعهم للإجراءات الاحترازيّة التي تتّبعها وزارة الصحّة، بما في ذلك الحجر المنزلي الذاتي لمدّة 14 يوماً.
وقرر المجلس استثناء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والأجانب والمستثمرين والمقيمين في المملكة عند تطبيق هذه الإجراءات، شريطة خضوعهم للإجراءات الاحترازيّة التي تتّبعها وزارة الصحّة.
كما قرر مجلس الوزراء وقف المؤتمرات الدوليّة والمحليّة في الأردن إلّا ما يسمح به مجلس الوزراء وخصوصاً الطبيّة منها وتتم مراجعة هذه القرارات كلّما دعت الحاجة.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الصحة الدكتور سعد جابر، مساء اليوم، «نشكر وسائل الإعلام الشريكة للحكومة بتوضيح الصورة الحقيقية ونقل أي معلومات تتعلق بالفيروس من خلال مصادرها الرسمية».
وأشار العضايلة خلال المؤتمر الذي عقد في دار رئاسة الوزراء إلى بعض الممارسات غير الحصيفة من قلّة قليلة عبر أدوات التواصل الاجتماعي، مثل:
ترويج مقاطع فيديو ومعلومات مغلوطة، تصدر عن أشخاص غير مختصّين مضيفاً:
«نأمل منكم أن تساعدونا في التصدّي لها والإشاعات المغلوطة التي تهدف إلى إرباك العمل الرسمي والمواطنين في مكافحة هذا المرض».
وشدّد العضايلة على أهمية استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الالتفات للإشاعات، قائلاً «نهيب بالجميع أيضاً عدم الانسياق وراء هذه المعلومات، واتّباع النصائح والإرشادات الصادرة عن الجهات المختصّة فقط.
وأكد أن التصريحات الرسميّة لوسائل الإعلام حول مستجدات الفيروس، تنحصر فقط بوزير الصحّة ومسؤول ملفّ كورونا في وزارة الصحّة وأيّ تصريحات تصدر عن جهات أخرى هي في إطار التوعية والإرشاد.
وجدّد وزير الدولة لشؤون الإعلام التأكيد بأن الحكومة كما تعهّدت من قبل، لن تخفي أي معلومة، ولن تتستّر على أيّ حالة أو إجراء «بل على العكس المصلحة العامّة والمسؤوليّة الوطنيّة والأخلاقية تقتضي أن نضعكم دائما في أي مستجدات والإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالمرض».
ولفت العضايلة إلى أن الحكومة نظمت ظهر اليوم جولة ميدانية لعدد من وسائل الإعلام لمستشفى الأمير حمزة بهدف الاطلاع على الموقع الجديد الذي عملت وزارة الصحة على إعداده للحجر والعزل الصحي في حال وجود حالات إصابة لا قدر الله.
وأَضاف: «كان لدينا صباح اليوم اجتماع مهمّ لمناقشة آخر المستجدّات للتعامل مع فيروس كورونا، كما ناقشنا في جلسة مجلس الوزراء اليوم هذا الموضوع، واتخذنا مجموعة جديدة من القرارات والإجراءات الاحترازيّة والوقائيّة تضاف إلى مجموعة إجراءات اتخذناها سابقاً تتعلق بالسفر والقدوم إلى المملكة».
وفي رده على سؤال حول تأثير فيروس كورونا على المخزون الاستراتيجي للغذاء، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة، أن المخزون الاستراتيجي الغذائي للمملكة مطمئن ولا يدعو للقلق، مبينا أن الحكومة بحثت هذا الموضوع خلال الأسبوع الماضي، وسيلتقي وزير الصناعة والتجارة والتموين مع وسائل الإعلام خلال الأسبوع الحالي للحديث عنه بشكل مفصل.
وفيما يتعلق بحجم الخسائر الاقتصادية على الأردن جراء انتشار المرض في عدد من دول العالم، قال العضايلة، إن الأوضاع الاقتصادية في المملكة مطمئنة، مبيناً أن الخسائر الاقتصادية في بعض دول العالم كبيرة، آملاً أن تزاح هذه الغمة قريباً.
وفي رده على سؤال حول قرار تعليم طلبة المدراس عن بُعد، أوضح أن هناك اجتماعاً في وزارة التربية والتعليم اليوم الأربعاء، مع المعنيين في الوزارة وشركات الاتصالات بهدف بحث تهيئة الأجواء الملائمة في حال كان هناك حاجة لا قدّر الله لهذا الأسلوب، مبيناً أن الحكومة ستدرس الأمر مراعية البنية التحتية والظروف في بعض المحافظات.
وكشف العضايلة أنّ هناك دراسة لوقف التجمعات، ومن ضمنها مباريات كرة القدم، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيناقش مع اتحاد كرة القدم.
وفي رده على سؤال، أكد وزير الصحة أنه لا تعطيل للمدارس والجامعات في هذه المرحلة، لافتا إلى أنه تم وضع مبادئ أساسية علمية بحيث إذا لم يكن هناك انتشار للمرض أو انتقاله داخل البلد لا يتم تعطيل الدراسة.
وقال «لدينا حالة واحدة تتماثل للشفاء ولا يوجد أي داع للتعطيل ولكن وضمن الخطط الاستراتيجية للحكومة فإنه يتم الاستعداد لأي طارئ ومنها التعليم عن بُعد».
وبشأن موعد مغادرة المصاب الأردني الوحيد للعزل الصحي، أشار وزير الصحة إلى أن نتيجة الفحص الذي تم اجراؤه للمريض كانت سلبية وستتم إعادة الفحص خلال أربعة أيام على الأقل حسب الممارسات العالمية التي تم انتهاجها في عدة دول وإذا كانت النتيجة سلبية أيضا فسيغادر المستشفى.
وحول قرار مجلس الوزراء المتعلق بمنع السفر من وإلى عدة دول، أكد وزير الصحة أن الوزارة تتابع وبتنسيق كامل مع منظمة الصحة العالمية والشركاء الوضع في هذه البلدان التي إما لها حدود مباشرة مع الأردن أو أن الوضع الصحي فيها غير معروف بشكل كامل، مضيفاً أنه وللحفاظ على الوضع الصحي في المملكة جاء هذا القرار.
ورداً على سؤال حول إجراءات الحماية والوقاية للكوادر الطبية، أكد وزيرالصحة أنه تم توزيع كمامات خاصة أردنية الصنع ذات مواصفات عالية على العاملين في الطوارئ والمتعاملين مع المرضى وهي تحمي من هم حول المرضى.
وبشأن السماح للعمال بالحركة عبر المعبر الجنوبي، لفت إلى أنه تم التوافق على تشديد الإجراءات الطبية وإجراء نوع من التقصي الطبي لهم.
وحول الحجر المنزلي، أكد الدكتور جابر أن الوزارة أعدت تعليمات للحجر الصحي وشروطه وضوابطه وسيتم نشرها على موقع الوزارة الالكتروني وتعميمها على وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن هذه المعركة ضد المرض تتطلب تضافر جهود الدولة والمواطنين.
ورداً على سؤال، أشار وزير الصحة إلى أنه تم اعتماد عدة مستشفيات في مختلف مناطق المملكة لغايات أخذ العينات من المرضى وإرسالها للمختبر الرئيسي في عمان وهي مستشفى الملك المؤسس في الشمال والجامعة الأردنية ومستشفى الوبائيات في عمان وحالياً يتم دعم المدينة الطبية لإجراء الفحوصات إضافة إلى مستشفى الكرك الحكومي ومستشفى الأمير هاشم بالعقبة، لافتاً إلى أنه سيتم تخصيص 2 بالمئة من الأسرة في المستشفيات لغايات العزل الصحي.
وزاد أن الشخص الذي لم يسافر أو يختلط بشخص قادم من دولة انتشر بها المرض فلا داع للقلق وغالباً تكون أعراض انفلونزا عادية أو رشح وزكام التي تكثر في هذه الأيام وتصل بين 10 إلى 15 ألف حالة، لافتاً إلى أنه تجرى فحوصات لأي مريض مصاب بالتهاب رئوي للتأكد من حالته.
وحول رفض دخول إحدى البواخر إلى العقبة، أشار وزير الصحة إلى أن الجهات المعنية أبلغت عن الباخرة قبل أيام وأنه سيحضر عليها 700 شخص من إيطاليا التي انتشر فيها فيروس كورونا، إذ كان من المفروض أن تصل إلى العقبة بحدود 24 إلى 25 آذار الحالي وهذه مدة حجر غير كافية حتى نضمن سلامتهم من المرض وبالتالي تم رفض دخولها للعقبة في هذه التواريخ «وهذا قرار من لجنة الأوبئة» .