-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 24-01-2020 09:57 AM     عدد المشاهدات 361    | عدد التعليقات 0

مطاحن وسط المدينة .. نار وقهوة وهيل .. وقمرا نورت ليل ورا ليل

الهاشمية نيوز - على رائحة القهوة المنبعثة من شوارع عمان القديمة، تعطر المكان وتؤكد كرم وفادة اهلها، خاصة وان القهوة العربية كانت وماتزال للكيف والضيف، ورمزا للكرم والجود..
مطاحن تقبع في عمان تجسد تقاليد راسخة في النمط المتبع في اعداد القهوة وتحميصها، وتبرز هنا قائمة باعرق المطاحن العمانية التي بدأت هديرها منذ مطلع الاربعينيات من القرن الماضي وهي «البدوي» لاصحابها سعدي ودعدس في الدخلة المجاورة لمركز امن المدينة في شارع فيصل، و»الحمصي» في شارع الامام رضا بجانب البنك الاهلي، و»الشربجي» لصاحبها الحاج عبدالرزاق الشربجي، بجوار كشك حسن ابوعلي للثقافة بشارع فيصل، ثم مطحنة حسين المدني «الحجازي» في عمارة قردن بشارع فيصل وهو مغلق منذ فترة طويلة.
وحول تاريخ وتقاليد هذه المطاحن قال عضو المجلس المحلي لمحافظة العاصمة مازن الشربجي ان مطحنة والده المرحوم الحاج عبدالرزاق الشربجي موجودة منذ عام 1948 بنفس مكانها منذ التاسيس وقد استأجر والده المحل من مالكي العمارة مروان وسند ماضي، وكان في الطابق العلوي للمبنى البرق واللاسلكي «البريد» وكان مديره المرحوم عبدالعزيز ماضي، حيث كانت بدايات تحميص القهوة في المحل بواسطة ماكينة من الحجر القديم «الصوان» وهي موجودة للان، ومن ثم تطور الامر واصبحت عملية تحميص القهوة الخضراء تتم على بابور الكاز بناره الهادئة جدا، الامر الذي يمنح القهوة نكهة طيبة.
فيما يقول احمد الرحاحلة احد العاملين بمطحنة الشربجي انه ورث العمل بالمحل عن والده المرحوم عبدالرحمن الرحاحلة الذي عمل بمعية الحاج عبدالرزاق الشربجي منذ عام 1958 الى ان توفاه الله عام 1994 حيث اكد الرحاحلة ان في المحل تقاليد عريقة جدا لا تتغير ابدا مثل اعداد دلة قهوة سادة في كل صباح تقدم للضيوف والزبائن، وان الحاجة ام عصام الحكيم من اعرق العائلات الشامية زوجة المرحوم الشربجي لاتزال تحتفظ بتقاليد اعداد القهوة في بيتها التراثي بالدوار الاول باستخدام الدلال النحاسية التي يزيد عمرها على 200 عام وموقد النار «ابوالاحصنة».
بدوره يقول مجدي نجل المرحوم الحاج محمود سليم الحمصي مؤسس مطحنة الحمصي ان والده المولود في عمان عام 1914 منحدر من جذور تمتد الى مدينة حمص الشامية، قام بمنتصف الاربعينيات باستئجار المحل من مالك العمارة اسعد صابر باجرة سنوية مقدارها 100 دينار، وكانت عمان وقتها بلا كهرباء، مما كان يجعل والده يقوم بتحميص القهوة على الحطب، الى ان قام المرحوم محمد علي بدير بشراء اول مولد كهربائي في الاردن من طبيب عظام ايطالي كانت عيادته في عمارة بدير باول شارع الرضا وكان يستخدم المولد للاشعة السينية وعندما قرر العودة الى بلاده قام بدير بشراء المولد وكان ذلك ايذانا بانارة شارع الرضا.
واضاف لـ»الدستور» على اثر هذه النقلة النوعية التي شهدها الشارع قام والدي على الفور باستيراد محمص يعمل على الكهرباء من السويد، ومطاحن قهوة من المانيا وهي موجودة لدينا حتى الان وتعمل بصورة جيدة جدا.
وعن ابرز زبائن الحمصي قال ان المرحوم محمد علي بدير والشيخ عبدالله غوشه والدكتور سعد ابودية ورئيس بلدية معان د. اكرم كريشان وعبدالوهاب الطراونة «ابوحسين» والنائب عبدالرؤوف الروابدة الذي يعد اقدم زبون لدينا حتى الان ويحرص دوما على شراء القهوة الحلوة والسادة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :