-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 08-01-2020 09:59 AM     عدد المشاهدات 277    | عدد التعليقات 0

البحث عن الدفائن في معان .. بين الحقيقة والسراب

الهاشمية نيوز - يشكل موضوع البحث عن الدفائن هاجسا للعديد من المواطنين من ابناء معان، الذين ينفقون مالا ووقتا في عمليات البحث على امل العثور على ذهب او تماثيل.
ولعل اكتشاف اخرين قبلهم بعض الدفائن وعملية الثراء التي رافقتهم جعلت من الكثيرين يصاب بداء البحث عن على مدار الساعة وبكافة الوسائل والطرق، دون التفكير بالمخاطر التي قد تنجم عن ذلك وانعكاساته الامنية والمالية او ما يمكن ان تشكله تلك الحفريات من مخاطر على البيئة.
وبالرغم من قصص وتجارب حدثت للاشخاص الباحثين عن الدفائن، بالموت اثناء عمليات التنقيب او وقوع الحوادث وما رفقها من اصابات وامراض، إضافة إلى حالة الافلاس التي قد تصيبهم، لم يتوقف ممتهنو الحفر عن التنقيب والاستمرار.
ويرى المواطن صالح ال خطاب ان ما يتداوله مواطنون من قصص عن الحضارات القديمة والآثار والتماثيل والذهب والأبخرة والاحتيال والسحب عن طريق الجن والزئبق الأحمر، كلام غير صحيح ولا يتعدى الكذب والاحتيال حيث يصدق بعض الناس تلك القصص ويدفعون أموالا للحصول على الكنوز والدفائن بتلك الوسائل.

وبين ان البعض لهم احدى الصفتين اما الطمع والجشع أو السذاجة المطلقة حيث لا يختلف اثنان على ان هناك حضارات قديمة دفنت بعض اموالها وممتلكاتها في اماكن معينة ولكن كانت قليلة ومحدودة ولا احد يعلم مكانها الا عن طريق الصدفة او وجود بعض الاشارات التي قد تدل عليها وهي قليلة ومحصورة في اماكن محددة في حين ان حضارات اخرى كثيرة انسحبت وممتلكاتها امامها ولم تترك وراءها الا القبور الفارغة.
ولفت ال خطاب إلى ان كل من يدعي تحديد مكان تلك الدفائن عن طريق الشعوذة والسحر والتبصر، دجال او نصاب كونه لو كان ما يقوله صحيحا فانه لن ينتظر الاشخاص لمشاركته بل سيسعى الى الحصول عليها وحده دون شريك، ناصحاً الاشخاص الذين لديهم الهوس والجنون في هذا الجانب ان يستثمروها في مجال آخر لأن هذا النوع من الاستثمار فاشل وعواقبه وخيمة.
وتحدث محمد الفناطسة احد المتابعين لهذا الموضوع عن الارصاد والابخرة وعمليات التنقيب عن الدفائن والطرق التي يتبعها بعض ما يسمى بالمشايخ والمشعوذين الذين يبحثون عن الدفائن والممتهنين في هذا المجال.
وقال إن القصة تبدا حين يتحدث الذين يدعون مقدرتهم على اخراج الدفائن بالقول (هذا الموقع غني بالموجودات ولكن مرصود بعبد اسود او بملك من الجن الاحمر او مرصود بأفعى او مرصود بقط اسود)، فيقول له الممتهنون وكيف نخلص من هذه الارصاد؟ فيقول لهم: نريد بخورا معينا وبه سأفك لكم هذا الرصد. ولكن هناك مشكلة فيقولون له ما هي المشكلة، فيقول هذا النوع من البخور غال جدا، فينتخي المستثمرون في هذا المجال بالدفع لهذا المحتال، ليشتري البخور وياخذ الآلاف ثم يأتي لهم بخليط من البخور، والذي لايكلفه نصف دينار في الغالب. ثم يفك ما يسم? بالرصد، فيبدأ الممتهنون بالحفر حتى يصلوا الى الماء في باطن الارض ولا يجدون شيئا، فيقولوا له: اين الدفين؟ فيقول: سحبه الرصد فيبدأ بغزل نصبة اخرى، تسمى التثبيت، وطبعا التثبيت له ابخرة اخرى واثمانها ستكون اعلى من السابقة، مبينا انه لا يوجد شيء اسمه رصد او حارس مال وهذه الادعاءات، كذب ودجل ونصب واحتيال.
واشار إلى ان كثير من الناس تعرضوا لعمليات نصب جراء الكذب الذي يمارسه دجالون وخسروا الاموال في حين ان اخرين ادت عمليات البحث عن الدفائن الى افلاسهم ودمار اسرهم.
من جهته اكد محمد الذيابات ان هناك دفائن كثيرة لازالت غير مكتشفة في الاردن والدليل على ذلك العثور بين فترة واخرى على تلك الدفائن من جهات مختلفة الامر الذي يجعل الكثيرين يبذلون الاموال في شراء الاجهزة والمعدات للحصول عليها.
واشار إلى ان علم البحث عن الدفائن له اشخاصه الذين لديهم الخبرة والدراية بشكل الاشارات والرسومات في اماكن مختلفة والتي تعد الفيصل في تحديد انواع الدفائن مثل العقارب او السلحفاة وبعض انواع الطيور وخف الجمل او حافر فرس او أجران حفرة صغيرة على شكل صحن محفورة في الصخر وغيرها الكثير من الاشارات لافتا إلى انها دلالة على وجود اشياء مدفونة قرب الرسومات.

وبين الذيابات ان الذهب التركي من اهم اهداف المنقبين عن الاثار الذين يقولون انه العملة الذهبية في الدولة العثمانية وكانت رواتب الجيوش من الذهب وعندما هزم الاتراك تركوا كل امتعتهم وكنوزهم هنا في بعض الكهوف وعلى جانبي مسار سكة الحديد بشكل لا يجلب الانتباه ووضعوا على بعضها الاشارات على امل العودة اليها ثانية.
ويسمح قانون الاثار حسب مختصين في الاردن لمن يرغب البحث عن الاثار والدفائن شريطة الحصول على رخصة من وزارة الداخلية بتنسيب من الدائرة على ان لايكون الموقع الذي يراد البحث فيه مسجلا وان يدفع مبلغ الف دينار وان يقوم بالعمل بحضور مندوبين عن الجهات المعنية.
في حين ان ذات القانون يعاقب بالحبس مدة لا تقل على سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة مالية لا تقل عن ثلاثة ألاف دينار وبما يتناسب مع قيمة الأثر كل من قام بالتنقيب دون الحصول على رخصة بمقتضى القانون أو تاجر بالآثار أو ساعد أو شارك أو حرض على ذلك أو لم يقدم للدائرة جدولا بالآثار التي يملكها أو في حيازته.
كما تطال العقوبة كل من أتلف أو خرب أو شوه اي اثار او سرق القطع الأثرية او تاجر بالقطع المقلدة على انها اصلية او امتنع عن تسليم الآثار التي اكتشفها او عثر عليها الى دائرة الآثار العامة سواء أكان يحمل رخصة تنقيب ام لم يكن يحملها.
ويذكر ان الأردن يحتوي أكثر من نصف مليون موقع اثري وفقا لتوقعات البعثات الأثرية التي درست المملكة سجل منها 27 ألف موقع اثري رسميا فقط فيما الموثق منها بمنهجية مدروسة لا يتجاوز عددها 10200 موقع وفقا لدائرة الآثار العامة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :