-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 18-12-2019 09:37 AM     عدد المشاهدات 305    | عدد التعليقات 0

مدمنو النيكوتين بالأردن .. أهداف في مرمى الموت

الهاشمية نيوز - كانت الساعة قد جاوزت السادسة صباحا حينما بدأ الألم يعتصر صدره، كتفه يتمزق وسيول العرق تتصبب على وجهه،أرعبه المشهد كما أرعب زوجته وأقلقها، أخبرها أن تذهب به للمستشفى.
وصل «علي» والذي لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره إلى المستشفى ليصبح نزيلاً في عيادة القلب؛ إذ أظهر تخطيط القلب أنه يعاني من أزمة قلبية حادة، فالشريان التاجي خسر معركته أمام تلك اللفافة المميتة التي تركت آثارها القبيحة على جدرانه.
بدأ تفاعل متسلسل خطير وجلجلت صيحة طبيب الرعاية أرجاء المكان، وُضِع «علي» على السرير بجانب أجهزة الإنعاش في ترقب مخيف، حاله يمثل حال عدد كبير من الشباب المرضى الذين تتقاذفهم أمواج الحياة العاتية بين عيادات الأطباء والمستشفيات وأقسام القلب والرعاية المشددة.

ظاهرة مرعبة تتفاقم مع مرور الأيام، يلاحظها العاملون في أقسام القلب، تناقص مستمر في متوسط أعمار مرضى الشرايين الناجية. وفي محاولة للبحث عن الأسباب وراء ظاهرة الانتشار المدوي لحالات جلطات شرايين القلب بدرجاتها لدى الشباب يرى أخصائيو القلب بأن أصابع الاتهام تشير إلى التدخين كسبب رئيس.

ويجمع الأطباء على أن مئات الدراسات وربما الآلاف تثبت علاقة أمراض شرايين القلب التاجية بتدخين السجائر كعامل خطر أساسي، وتتعداه لكثير من الأمراض التي تضع التدخين في قفص الإتهام وسبب أساسي للإصابة بأمراض الأورام والصدر والقلب.

يبين رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة ومدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس الهواري بأن: «إدمان «علي» على مادة النيكوتين عن طريق تعاطيه السجائر كانت سبباً أساسياً في تردي حالته الصحية، فخطر النيكوتين يغدو كبيرا، فبالإضافة إلى كونه مخدر يسبب الإدمان الشديد، فإنه يؤدي إلى زيادة تخثر الدم و حدوث الجلطات وتصلب الشرايين وتوسع الشريان الأورطي والتغير في معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم والإصابة بالإلتهابات الرئوية وصعوبة التنفس، وغيرها من التأثيرات السلبية التي تفتك بالمدخنين .

ويضيف: ولا يقتصر الأمر على مادة النيكوتين والتي تحتل المرتبة الثالثة في المواد الأكثر تسببا في الإدمان بعد الكوكائين والهروين، فإن منتجات التبغ مثل (السجائر، النرجيلة، الغليون، المدواخ، السجائر الإلكترونية، التبغ المسخن) تحتوي على (70) مادة كيميائية مسرطنة.

بعد ساعتين من الألم أصبحت النجاة واردة كما الهلاك، أمر الطبيب طاقمه الجراحي الإستعداد التام للتعامل الفوري مع الحالة، وبدأت رحلة الجهاز الصغير عبر الشريان الفخذي لتحديد مكان الإنسداد وتدمير هذه الخثرة التي تهدد حياته.فُتِح الشريان ورُكبت الدعامة، كان عامل الوقت مهما، ففي كل ثانية تمضي تحمل انقضاضة مفاجئة للموت.

خرج الطبيب بعد أن انتظم نبضه واستقر ضغطه، ليتبادل مع أهل المريض ابتسامات خاطفة مهنئة بنجاح إنعاش المريض فقد كتب الله له عمراً جديداً لتكون بداية لحياة تخلو من السجائر المليئة بالسموم.

ما جرى لعلي جعله يقرر التوقف الفوري عن التدخين والتوجه إلى عيادة الإقلاع عن التدخين في مركز عمان الشامل في جبل الحسين والبدء في العلاج، وبعد مضي خمسة أشهر استطاع تخليص نفسه من تلك الأعقاب المميتة، وأصبحت حالته الصحية في تحسن ملحوظ.

يبين المهندس في قسم الوقاية من أضرار التدخين في مديرية التوعية التابعة لوزارة الصحة محمد أنيس بأن: هناك خمس عيادات للإقلاع عن التدخين تنتشر في أنحاء المملكة .

ويلفت إلى أن :مدة العلاج تبلغ ثلاثة أشهر وتعود إلى مدى إصرار المدخن وإرادته في الإقلاع عن التدخين عن طريق الإستشارة والدعم النفسي أو الإلتزام بالعلاجات البديلة للنيكوتين.

ويذكر الهواري أن: هناك ثماني عيادات أسبوعية في مركز الحسين للسرطان للإقلاع عن التدخين، وتوفر خدمات متكاملة من خطط إقلاع فردية لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين .

ويلفت الهواري إلى أن: علاج إدمان النيكوتين يعتبر من أهم الخطوات في الإقلاع عن التدخين، وقد يشعر مدمنو النيكوتين بأعراض انسحابيه كالرغبة الشديدة والقلق والكآبة والنكد لتأثيره المباشر على دماغ المدخن والذي يتسبب في إدمان الشخص على تعاطي منتجات التبغ للحفاظ على مستوى النيكوتين الذي يشعرهم بالراحة .

ويلفت إلى: الغاية من العلاج هو التخفيف من أعراض الإنسحاب الناتجة عن الإقلاع عن التدخين وذلك عن طريق الوسائل العلاجية المدروسة لكبح جماح شهوة تعاطي منتجات التبغ .

ويؤكد الهواري على أن: فوائد الإقلاع عن التدخين كثيرة وتتمثل بهبوط معدل ضربات القلب وضغط الدم،وانخفاض مستويات أول أكسيد الكربون في الدم إلى معدلاتها الطبيعية، ولاحقا تحسن الدورة الدموية وتناقص معدلات السعال وضيق التنفس. وبعد سنة يبلغ معدل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية نصف معدله تقريبا مقارنة بالمدخنين، وبعد مرور خمس سنوات تهبط معدلات خطر الإصابة بالسكتات الدماغية إلى معدلات مساوية بغير المدخنين، ولاحقا ينقص خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف مقارنة بالمدخنين ويتناقص خطر الإصابة بسرطان الفم الحلق والمريء ?المثانة وعنق الرحم والبنكرياس .

ويؤكد مستشار الطب الشرعي والخبير في حقوق الإنسان الدكتور هاني جهشان على أن: مرجعيات منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الطبية العالمية تطلب بكل وضوح من كافة المواطنين الإقلاع التام عن كافة أشكال التدخين بسبب المضار الموثقة علميا للنيكوتين والمخلفات الكيماوية الناتجة عن احتراق التبغ والبخار الناتج عن تسخين المادة الزيتية في السجائر الإلكترونية،فالأساس بالإقلاع عن التدخين لا يتم باستبدال مواد ضارة بمواد ضارة أخرى مشابهة لم يثبت أنها أقل ضرر أو أنها تساعد في الإقلاع عن التدخين العادي .

وتنتشر منتجات التبغ بأنواعها المختلفة دون أدنى رقابة أو متابعة للقوانين المتعلقة بشكل جدي، وفي ظل تجاهل دور الحكومة لحماية المواطن الأردني والتغافل الرسمي عن تطبيق قانون الصحة العامة يبقى الخطر قائما وينذر بكوارث جسيمة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد صنف الأردن بأنه الأول في المنطقة العربية من حيث نسب المدخنين والثاني عالميا،وهذا مؤشر خطير يشكل تهديدا حقيقياً للصحة العامة. وبحسب رئيس قسم الوقاية من التدخين في وزارة الصحة كامل الرواشدة فإن التدخين يعد المسبب الاول للوفاة في العالم، فالسيجارة الواحدة تحتوي على 4000 مادة سامة منها 50 مادة مسرطنة.

السجائر الإلكترونية خطر مشابه

قرر عدد كبير من المدخنين استخدام السجائر الإلكترونية ظنا منهم بأنها جسر يساعد في الإقلاع عن التدخين، الإ أن الواقع أثبت بأنها تعمل بالإتجاه العكسي بشكل كبير وأدت إلى تردي حالتهم الصحية أكثر، بل وجرأت الكثير من المراهقين إلى الولوج لعالم التدخين ثم الإدمان.

في أحد مستشفيات المملكة تحيط خراطيم التنفس والمحاليل بجسد العشريني خالد، تأبى أن تفارقه بعد أن امتلأت الحويصلات الرئوية لديه بفيضان من السوائل المحتوي على كريات الدم البيضاء ومواد أخرى ضارة تشير إلى هلاك واسع للأنسجة الرئوية.

وخلف زجاج العناية المشددة حيث يوجد خالد، عيون شاردة تترقب بصمت ونظرات تائهة بين اليأس والأمل، يكاد الزمن يتوقف وتنقطع الأنفاس لدى أهل المريض المترقبين خارج العناية بين جزع وفزع، يتلمسون أطياف الأمل تطل عليهم من الداخل.

بعد مضي أيام نجا خالد بأعجوبة من براثن الموت بمرض تنفسي خطير وبعد سؤال الأطباء عن حاله تبين بأن كان يدخن السجائر الإلكترونية تارة ويعود للسجائر العادية تارة أخرى.

ويؤكد الهواري على أن: استخدام السجائر الالكترونية أدى إلى ارتفاع خطر الإصابة بالجلطات الدماغية بنحو 70% في حين أن أمراض القلب والشرايين ارتفعت إلى 40% كما وزادت الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والإنسداد الرئوي والربو بنسبة كبيرة إثر ظهور الدراسات المختلفة بعد عام 2015 .

ويلفت إلى أن: أصحاب الدراسات اعترفوا بفشلهم في تحديد المركب الكيميائي الذي يتسبب في وفاة الأشخاص وبالتالي لا ينصحون باستخدام السجائر الالكترونية على الاطلاق، وإن كان الاعتقاد بأنها تساعد على التدخين فإن الدراسات اثبتت بأن نسب المقلعين عن التدخين بسببها كانت متواضعة جدا وأقل من تلك التي تحقق بواسطه العلاجات الطبية المعروفة والمدروسة .

ويؤكد على أن: المبررات من إدخال السجائر الإلكترونية ما هي الإ مبررات واهية ويجب النظر فيها مرة أخرى، كما أن الشخص الذي يدخن السجائر الإلكترونية لديه استعداد على أن يدخن السجائر العادية .

ويبين الهواري بأن: هناك غيابا للرصد العلمي الدقيق للإلتهابات الرئوية الشديدة التي تسببها السيجارة الإلكترونية وتأثيرها على الرئتين وما تسببه لمتعاطيها من أمراض .

ويلفت إلى: أن المشكلة تكمن في عدم تبليغ الوزارة بتلك الحالات.

ويذكر أنيس بـأن:«السجائر الإلكترونية تشكل خطرا جسيما على مستهليكيها خصوصا بعد ظهور السوائل والنكهات المختلفة وما تحويه من مكونات ضارة من زيوت ومركبات البنزين والجليسرين والنيكوتين وإمكانية تحضيرها بطرق غير مشروعه وغير فنية وبنسب غير مدروسة بحيث يزيد من ضررها أكثر» .

ويؤكد على أنها: تحوي جسيمات معدنية متناهية الصغر وعناصر أخرى ضارة تنبعث تحت وطأة الحرارة الشديدة من جسم السجائر، هذا بجانب بعض المخلفات الكيميائية .

ويلفت إلى أن: أقطاب التسخين في السجائر الإلكترونية تطلق بعض الجسيمات الدقيقة مع ارتفاع درجة حرارتها، تلك الجسيمات عندما تستقر في أنسجة الرئة تسبب أمراضا رئوية خطيرة .

ويبين جهشان بأن: المادة الزيتية المستخدمة في السجائر الإلكترونية تحتوي على عناصر معدنية ومواد عطرية بنكهات مختلفة ومواد أخرى مثل الفورمالين، وهناك مخاطر تفيد بسمية تلك المواد، كما يمكن تقليد المادة الزيتية المستخدمة في السجائر وإضافة المواد المخدرة والمهلوسة إليها .

ويشير إلى أن: شيوع استخدام السجائر الإلكترونية يشكل بيئة خصبة للإتجار بالمخدرات التي تضاف بالسوق السوداء للمادة الزيتية، كما سجل العديد من حالات الإنفجار والحرائق لبطاريات هذه السجائر .

وبحسب رصد مركز الأمراض الأميركي فإن السجائر الإلكترونية تسببت بوفاة 52 شخص و2500 إصابة بداء الأبخرة منذ بداية السنة، وارتبطت هذه الحالات ارتباطا مباشرا باستخدام السجائر الإلكترونية، ووصفها المركز بعبارة أعراض تنفسية حادة مقترنة باستخدام السجائر الإلكترونية .

وعانى أولئك المرضى من صعوبات وضيق بالتنفس وتفاوت في أعراض اضطراب الجهاز الهضمي ونوبات الصرع، ولدى مراجعة مركز الأمراض الأميركي للوضع السريري لأولئك المرضى تبين أنه مرتبط بعلاقة سببية لاستخدام السجائر الإلكترونية، حيث كان هناك غياب تام لأي علامات لأمراض التهابية أو علامات لأمراض الرئتين الشائعة وغياب لأي أمراض في عموم الجسم قد تسبب مثل هذه الأعراض.

وترفض منظمة الصحة العالمية والمنظمة الأوروبية للأمراض والجمعية الاميركية لأمراض الصدر وجمعية السرطان الأميركية وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الطبية التي تضع معايير ممارسة الطب في العالم الإدعاء بأن تلك السجائر آمنة، حيث يرون بأنه لا توجد أدلة علمية كافية لإثبات أمان تلك المنتجات، وكذلك تشير إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن تلك السجائر لم تتم دراستها بشكل كاف، وبالتالي فإن المستخدمين لا يمكنهم معرفة كمية النيكوتين (أو المواد السامة الأخرى) التي يحصلون عليها عند استخدامها.

تدخين الأطفال.. ظاهرة مقلقة

باتت ظاهرة تدخين الأطفال للسجائر تنتشر بشكل واسع، وتطور بهم الأمر إلى تدخين السجائر الإلكترونية بشكل كبير، وخصوصا بأنها أصبحت موجودة بأحجام وأشكال مختلفة مثلا توافرها على شكل فلاشة حاسوب، وهذا جعل الأطفال يدخنونها بأي مكان وبطريقة يسهل إخفاؤها.

يجلس وائل في صفه متباهيا بأن قادر على إخفاء السيجارة الإلكترونية أمام معلمه، والتي أخذت شكل ساعة يدوية و لا تنبعث منها الروائح كما هو الحال بالسجائر العادية، وبعد ذهابه للمنزل يعود للتدخنين ثانية في غرفته دون الإكتراث بكمية المواد السامة التي تخترق جسده.

ويبدي وائل تمسكه الشديد بتدخين السجائر، فوالده يدخن السجائر العادية وأمه تدخن النرجيلة على الدوام داخل المنزل، هذا يجعله يتعرض لاستنشاق دخان السجائر على الدوام والتي تجعل منه فريسة سهلة للوقوع في مصيدة التدخين.

وتحذر أمينة سر جمعية «لا للتدخين» الدكتورة لاريسا الور من تدخين المراهقين والأطفال للسجائر وتقول: يكتمل نمو الدماغ في عمر الخامسة والعشرين، وعندما يبدأ الأطفال في التدخين بعمر صغير فإن المنطقة المسؤولة عن المهارات الإدراكية والإندفاعية والتعليمية تتأثر ولا تتطور بشكل سليم، وهذا ما يزيد من ثورات الغضب والتعلم عند الأطفال واليافعين .

وتبين بأن : ملعقة صغيرة من سائل النيكوتين قادر على قتل 25 طفل في حال تداولها في الفم .

وتلفت إلى: أن الدخان الصادر من السيجارة أكثر ضررا من الدخان الذي يسحبه المدخن نفسه، فبعد أربع ساعات من وجود الدخان الصادر في المكان يصبح ساما بأكثر من 12 مرة , وتفيد بأن دخان التبغ غير المباشر .يسبب الوفاة والأمراض الصحية والتشوهات عند الأجنة بين غير المدخنين من البالغين والأطفال .

وبحسب الرواشدة فإن التدخين السلبي يقف وراءه ضعف استجابة الاطفال المصابين بالربو للعلاج مشيرا إلى أن عدد حالات الاصابة بالربو تتراوح بين 26-40 الف حالة سنويا.

وبالرغم من أن المادة (54) من قانون الصحة العامة تقضي بمنع الترويج أو الدعاية أو الإعلان عن منتجات التبع إلا أننا نرى نكهات السجائر الإلكترونية تعرض بشكل جاذب للأطفال وبنكهات تستهويهم، ولا يقتصر الأمر على ذلك فهناك أشخاص ينتشرون على مواقع التواصل الإجتماعي يعلنون عن تجهيز خلطات السجائر الإلكترونية بنسب نيكوتين معينة وبعيدا عن أعين الرقابة.

وتبين الور بأن: تعبئة السوائل بشكل فردي وخلطها بطريقة مخالفة للقانون يؤدي إلى اختلاف تراكيز المواد المكونة لسائل السجائر الإلكترونية ويزيد من خطورة تعاطيها من قبل المدخن .

ويلفت أنيس إلى: أن هناك عدة نكهات تستهدف الأطفال وتعمل على إصابتهم بالإدمان وموجودة في الأردن كنكهة المنتول إلى جانب نكهات الكرز والفراولة وغيرها، فهي جاذبة للأطفال وتمهد لهم الطريق حتى يغدو مدخنين .

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة حول تدخين الأطفال ما بين (13 -15 سنة) فإن هناك 11.4 من الأطفال المدخنين للسجائر العادية و 26،7 من الأطفال المدخنين للنرجيلة، ونحن بصدد إعداد دراسة جديدة لتقييم أعداد المدخنين الأطفال حاليا في المملكة.

تقصير حكومي في تطبيق قانون الصحة العامة

ينتقد مكافحو تعاطي منتجات التبغ العجز الحكومي في مكافحة التبغ والتدخين في الأماكن العامة، ويؤكدون أن هناك ضعفا واضحا في الجهود الرسمية في الحد منه وتفعيل القانون في مكافحته.

ويعمد عدد كبير من المدخنين إلى التدخين في المباني الحكومية وغير الحكومية ومجمعات النقل والأماكن العامة في ظل القصور الواضح في متابعة ورصد تعاطي منتجات التبغ في الأماكن العامة والخاصة من قبل الوزارة.

وتنص الفقرة (أ) من المادة (63) في قانون الصحة العامة وتعديلاته لسنة 2017 بأنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن ثلاثة أشهر أو بغرامة لا تقل عن مئة دينار ولا تزيد على مئتين دينار على كل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في الأماكن العامة المحظور فيها.

وتنص الفقرة (ج) من المادة 63 بأنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد على ثلاثة آلاف دينار على كل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس في القطاعين العام والخاص أو السماح بذلك.

ويبين أنيس بأنه: ومنذ مطلع العام الجاري تم إجراء 930 زيارة وتوجيه 745 مخالفة وإنذار وإغلاق 49 منشأة .

ويقول بأنه : يوجد ضباط ارتباط في كافة المديريات والوزارات والمؤسسات ينتشرون في أنحاء المملكة لتطبيق القانون.

وترى الور بأن: «المشكلة ليست في سن القانون وإنما في تطبيقه، فالأردن أول من وقع على الإتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ عام 2004وتم إجراء تعديلات على القانون عام 2017، ولكن المشكلة تتمثل بعدم الجدية في تطبيق القانون والجهل بأضرار التدخين على المدخن ومن حوله ووجود قوى تعمل على عدم تطبيق القانون لحماية استثماراتها في المملكة».

ويتعجب مصدر (رفض ذكر اسمه) من السماح بإدخال السجائر الإلكترونية إلى السوق الأردني ويقول : قبل السماح بإدخالها كانت وزارة الصحة تدعو المواطنين للإبلاغ عن أماكن بيع السجائر الإلكترونية وتحذر من خطرها على صحة المدخن ومن حوله، وصدمنا عندما أجيزت وبطريقة رسمية، هذا وقد وأشار أحد المسؤولين في وزارة الصحة آنذاك إلى أن دخولها بطريقة قانونية أفضل من دخولها بكل عبثي وبدون رسوم أو رقابة.

وأخيرا فإن محاربي تعاطي منتجات التبغ لا يروجون لسلعة مقابل سلعة، فالتدخين بكافة أنواعه ضار ويؤدي بالمدخن للهلاك، ولذلك فإن على الحكومة الأردنية التحرك لحماية المواطن الأردني الذي أصبح يحتل المرتبة الأولى في نسبة المدخنين وعدد السجائر التي يدخنها، بل عليهم التحرك الفوري و عدم السماح بإدخال منتجات جديدة من التبغ كالسجائر إلكترونية والتبغ المسخن إلى السوق الأردني،فمع مزيد من الدراسات سينجلي الغموض بشكل كامل عن أضرار منتجات التبغ إلا أن الوضع سيغدو كارثيا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :