-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 17-12-2019 11:03 AM     عدد المشاهدات 449    | عدد التعليقات 0

فالحقُّ والحقَّ أقول

الهاشمية نيوز -
د.حسان ابوعرقوب

قال الله تعالى في كتابه العزيز: (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) هذه الآية الكريمة جاءت ختامًا للحوار الذي دار بين الله تعالى وإبليس، والمعنى أنّ تعالى يقول: أنا الحقُّ وأٌقول الحقَّ، أو الحقُّ مني أو الحقّ يميني، (والحقَّ أقول): جملة معترضة بين القسم وجوابه. والله تعالى لا يقول إلا الحقّ والصّدق، ومن أحسن من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا؟ لا أحد أحسن ولا أصدق من الله تعالى، فهو الحقّ ولا يقول إلا الحقّ.
هذه المقدمة لا بدّ منها، فقد دأب بعض طلاب العلم على استعمال هذه الآية الكريمة كشاهد ودليل على صدق وأحقيّة ما يرونَه من آراء فروعيّة تحتمل الخلاف، فيقول أحدهم إن سئل عن دعاء القنوت في الفجر –مثلا- يقول: (فالحق والحقّ أقول) ليس من السنّة، ومن قال بغير هذا فهو على خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
نلاحظ أنّ من يستعمل هذه العبارة من البشر إنما يستعمل لغة إقصائية تحتكر الحقّ وتُقصي المخالف، كما أنّها إذا صدرت من البشر تكون لغة تكبّر وتعالٍ في الوقت نفسه، وكلا الأمرين خطير، ولا أدري ما الجرأة التي يحملها الإنسان في قلبه، وما المجازفة التي يخوضها عندما يتبنّى كلام الربّ سبحانه ويستعيره لنفسه وكلامه؟ وشتّانَ شتّان بين كلام العبد وكلام الربّ، فالرّبُّ ربٌ والعبدُ عبدٌ، ومهما ارتقى العبد في الدرجات لن يجاوز رتبة العبودية لله تعالى.
الخلاف في المسائل الفرعيّة يسع الجميع، كثيرٌ منّا يعرف هذا، لكنّ القليل منّا من يتقبّله، والسبب التعصّب الأعمى للرأي وللأنا، فعلينا أن نتخلّص من شهوة حبّ الذات، وأن نُظهر شيئا من التّواضع للآخرين، ورحم الله تعالى الإمام الشافعيّ الذي كان يقول: (كلامي صوابٌ يحتمِلُ الخطأ، وكلامي غير خطأ يحتمِلُ الصواب) ولا أزيد على ما قال، والحمد لله رب العالمين.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :