-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 10-11-2019 09:43 AM     عدد المشاهدات 310    | عدد التعليقات 0

المخابرات العامة .. احتراف ومهنية ونجاح لافت في مكافحة الإرهاب

الهاشمية نيوز - صادفت ذكرى تفجيرات عمان الارهابية التي هزت ثلاثة فنادق في عمان عام 2005، وأودت بحياة ابرياء، نفذها ارهابيون اعماهم فكرهم الشاذ والدموي المتطرف الذي يفتقر الى ادنى القيم الإنسانية والبشرية مستهدفين الأبرياء الذين لا ذنب لهم وهم يتوقون نحو الدم والقتل والإجرام الكافر، حيث انه وبعد مرور (14) عاما على تلك الحادثة الاليمة، يؤكد الأردنيون مجددا حرصهم على المضي قدما نحو مكافحة الارهاب، واجتثاثه، ونبذ جميع اشكال التطرف والعنف.
يوم إجرامي أسود
ففي يوم الأربعاء 9 تشرين الثاني 2005 وقعت ثلاث عمليات تفجير إرهابية باستخدام أحزمة ناسفة، استهدفت ثلاثة فنادق تقع في عمان، وقع أولها في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء في فندق الراديسون ساس، ثم وقع الثاني في فندق حياة عمان ثم بعدها بدقائق تم استهداف فندق دايز إن.
تلك الحادثة شكلت بداخل كل فرد من افراد المجتمع الأردني تحديا وشعورا بالمسؤولية تجاه الوطن ورسّخت مفهوم المواطنة وعززت مبادئ الوسطية والاعتدال والوعي الذاتي وزادت الثقة بين المواطن والدولة واجهزتها المختلفة ليكون الأردن دوما حصنا منيعا في وجه كل مخرب أو حاقد.
في الذكرى الرابعة عشرة من أحداث تفجيرات عمان الإرهابية، تعود بنا الذاكرة الى مشهد مؤلم يشبه الكابوس.. دماء واشلاء، جثث وصراخ وتدمير وغيرها.. إلا أن ذلك المشهد الحزين تجاوزه الأردنيون، بعزم وتصميم وإرادة وإيمان، ذلك لأن الاردن الهاشمي بلد العرب وملاذهم في الامن والطمأنينة والاستقرار، فقد تعافت عمان من جروحها التي أصابتها بيد غادرة مجرمة، لتدحر بسواعد ابنائها الإرهاب حيثما كان، معلنة أنها ستلاحق المجرمين حيثما كانوا.
لا شك بأن الاردن، ومنذ وقت مبكر، تعرض لمحاولات المساس بأمنه الوطني، ارتباطاً بمواقفه السياسية التي اتسمت بالحكمة والتعقل وبعد النظر والوسطية والاعتدال، بالاضافة لكون أجهزته الأمنية قد أثبتت نجاحا باهرا في محاربة الارهاب وتجفيف منابعه أينما تواجدت خفافيش الظلام في هذا الكون الواسع.
وقد عانى الاردن كثيرا من الارهاب وقدم تضحيات جسام جراء الارهاب الآثم الذي استهدف وطننا وسفاراتنا وبعثاتنا في الخارج، ومن ضمن ذلك الاستهداف الاجرامي ما حصل في ذلك المساء من يوم التاسع من تشرين الثاني عام 2005، عندما حدثت تفجيرات إرهابية في ثلاثة فنادق في عمان، راح ضحيتها 57 شهيدا من الأبرياء ونحو 115 جريجا بينهم عرب وأجانب كانوا ضيوفا على المملكة في ذلك الوقت.
ففي تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء ذلك اليوم الأليم، دوت الانفجارات في عاصمتنا الحبيبة عمان، مستهدفة فنادق كانت تتردد فيها أغاني الأفراح وتجمع لقاءات ثقافية وعائلية وأصدقاء اشتاقوا لحنين الماضي، وكان المخرج العالمي السوري الاصل مصطفى العقاد صاحب الروائع الفنية مثل فيلمي الرسالة وعمر المختار من بين الضحايا هو وابنته ريما.
كان الانفجار الأكثر ألما في فندق راديسون ساس، عندما اغتالت الانفجارات فرحة العروسين أشرف دعاس ونادية العلمي وهما في قمة سعادتهما ليتحول الحفل الى مجزرة فقد فيها 26 شخصا من أفراد عائلتيهما، لكنهما اليوم وبحمد الله رزقا بطفلين أطلقا عليهما اسم جدتهما لوالدتهما (هالة) التي استشهدت في الحادث، و(خالد) اسم جدهما لأبيهما.
لم تنل أحداث ذلك اليوم الأليم من ارادة الأردنيين المستمدة من قيادتهم الهاشمية الحكيمة، فقد سارع جلالتا الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله لزيارة المصابين الذين تلقوا العلاج في مستشفيات عمان والاطمئنان عليهم يشدون من عزمهم ويبثون فيهم روح التحدي للتغلب على هذا المصاب الذي لم تعتد عليه عمان.
احتراف استخباراتي
وتمكنت دائرة المخابرات العامة على الفور من القبض على احد عناصر العمل الاجرامي الارهابية (ساجدة عتروس الريشاوي) زوجة المجرم (علي حسين علي الشمري) الذي نفذ التفجير الارهابي في فندق راديسون ساس، فيما فشلت ساجدة في تفجير الحزام الناسف الملتف حول جسدها.
وأبلغت ساجدة المحققين بأنها جاءت الى عمان بمعية الارهابيين الثلاثة وان زوجها احضر الاحزمة الناسفة الى المنزل بعد وصولهم الى عمان، وقاموا بعد وصول مجموعة التنفيذ بعمليات رصد لمواقع الفنادق المستهدفة.
وكان بيان صادر عن تنظيم الزرقاوي بعد العملية في عمان ذكر أن أفراد التنظيم قاموا قبل قرابة الشهر برصد المواقع المستهدفة.
وقامت الارهابية ساجدة الريشاوي بالادلاء باعترافاتها على شاشة التلفزيون الاردني بأنها أقامت في شقة بمنطقة تلاع العلي مع زوجها فيما كان الارهابيان الاخران رواد جاسم وصفاء محمد يقيمان في مكان آخر ويترددان على شقة تلاع العلي للقاء زوجها علي للتخطيط لتنفيذ العمل الارهابي.
وفي اليوم المقرر لتنفيذ العملية، غادرت ساجدة وزوجها الشقة معاً لتنفيذ العملية الارهابية في فندق راديسون ساس، وبعد ان فشلت عتروس في تفجير نفسها غادرت الفندق متوجهة الى منزل في مدينة السلط يعود لأقارب زوج شقيقتها، وقد التقت بأحد المارين في الشارع وسألته عن المنزل وقام بدوره بارشادها.
وعندما وصلت للمنزل المذكور قالت لصاحبه انها كانت مع زوجها في فندق راديسون ساس وحدث خلل كهربائي في عمان أصاب الفندق وان زوجها عالق هناك وتريد المساعدة، وحتى ذلك الوقت كان الحزام على خاصرتها، وبعد ذلك تم اكتشاف أمرها والقبض عليها من قبل المخابرات العامة فجر اليوم التالي للجريمة النكراء، هذا مع العلم أن ساجدة هي شقيقة الارهابي سامر مبارك الريشاوي أمير الانبار في تنظيم الزرقاوي وكان الذراع الايمن له وقد قتل في الفلوجة.
وقد تم تنفيذ حكم الإعدام بحق المجرمة الريشاوي مطلع عام 2015 لتنال قصاصها على فعلها الاجرامي.
المخابرات ومكافحة الإرهاب
ولا شك ان عزيمة رجال المخابرات العامة تزداد دوما في محاربة المخططات المتواصلة تجاه أمننا الوطني، والتي يتم تقويض معظمها في مهدها، ولن يثنيهم عن مواصلة جهودهم لملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بأمن ومقدرات الوطن والعمل بجهد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :