-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 08-09-2019 09:29 AM     عدد المشاهدات 310    | عدد التعليقات 0

لاجئون: العــودة إلــى سوريــا محفوفــة بالمخاطــر

الهاشمية نيوز - يقف الشاب «علي « حائراً بين خيارات جميعها تصب في الموت، ما بين التجنيد الاجباري او العودة الى مكان يخلو من الاستقرار، فيراوح مكانه ويفضل ان يبقى لاجئاً على أن يدخل هو وعائلته في «متاهات» بحسب تعبيره هو في غنى عنها.
يقول علي البالغ من العمر 22 عاماً جاء الى الاردن في عام 2013 من العاصمة السورية دمشق واستقر في عمان : العودة ليست بهذه السهولة وخاصة ان معظم العائلات ذاقت طعم الموت وفقدت افراداً نتيجة الحرب التي حدثت. معظم اللاجئين قدموا للهجرة لأوروبا للتوجه بالذات الى السويد او كندا او غيرهما من الدول التي اعلنت عن هذا الامر، ونحن نفضل الهجرة على العودة، دمشق آمنة ومستقرة ولكن المشكلة في الارياف المدمرة التي تستحيل فيها الحياة.
ويضيف : المسألة الأخطر التي تدور في ذهن كل سوري يرغب في العودة أنه إذا ما عاد فإن حياته ستكون مهددة من جهات مختلفة، كون السوري الذي أصبح لاجئاً تم حسابه أو تعريفه على جهة محددة، وعند العودة ستقوم الجهات المغايرة بتصفية الحسابات معه. الازمة السورية تدخل عامها الثامن وما زال العالم يسعى جاهداً الى التوصل الى حل يرسي دعائم الاستقرار ويمنح اللاجئين فرصة للعودة الى بلادهم، وقد ألقت هذه الازمة بظلالها ليس فقط على المجتمع السوري وانما على المجتمعات التي اسضافت اللاجئين من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والامنية، وقدر الاردن عبر خطة «الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للعام 2019» بـ 2.4 مليار دولار، وتواجه هذه الخطة عجزاً تمويلياً بمقدار 2388 مليون دولار.
رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية في الأردن، علي الجاسم يؤكد أن الرغبة في العودة موجودة لدى جميع اللاجئين، ولكن هل هنالك عوامل جاذبة للعودة؟. في الحقيقة إن هذه العودة محفوفة بالخطر والخوف وايضاً من الممكن ان تتضمن مخاطر اعلى من هذه المستويات. معظم من عادوا هم من النساء والاطفال وبالنسبة للشباب لا يوجد امامهم ضمانات دون الاحتجاز او التوجه نحو خيار التجنيد الاجباري وهو خيار مأوساوي في ظل ما يدور على ارض الواقع.
ويضيف الجاسم : المسألة معقدة كثيراً، والأردن لم يجبر احداً على العودة ولكن هنالك آلاف ممن ولدوا سواء في الزعتري او الازرق وغيرهما في المخيمات او في المحافظات المختلفة وهذه الاجيال اشتبكت إيجابياً مع الواقع الأردني، وصارت جزءاً من النسيج الاجتماعي وبالتالي لا يستطيعون الانفصال عنه وخاصة ان هذه الاسر نظمت نفسها وكيفت ظروفها للاعتياد على هذه الحيثيات، علاوة على أن العائلات التي عادت وجهت نصائح متعددة بعدم العودة؛ فالمناطق السورية تحتاج الى سنوات الى اعادة البناء والتأهيل وايضاً الظروف الاقتصادية سيئة جدا وغير مستقرة.
ويقول : المختصون الدوليون يقدرون أن سوريا تحتاج إلى مليارات الدولارات، فالبنك الدولي قدر ان سوريا تحتاج الى 225 مليار دولار لإعادة الاعمار، و تشير التقييمات الأخيرة إلى إجمالي ما يقرب من 400 مليار دولار. ويتوقع آخرون أن يصل المبلغ إلى تريليون دولار، فمن أين سيأتي هذا الدعم حتى تعاد البنية التحتية، وتعود الحياة إلى طبيعتها وتكون العودة اسهل، وبحسب الإحصاءات هنالك أكثر من مليون ونصف المليون مسكن تم تدميره كلياً أو جزئياً.
و بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هنالك قرابة 24 الف لاجئ سوري عادوا إلى ديارهم منذ افتتاح معبر جابر – نصيب الحدودي وحتى شهر تموز الماضي فأكثر من 18 الف لاجئ عادوا منذ بداية العام الحالي، فيما يبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية في المملكة 661097 الف لاجئ.
يستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بدء الأزمة السورية عام 2011 بحسب الارقام الرسمية، منهم 671,148 لاجئا مسجلا لدى الأمم المتحدة، من أصل أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الأردن ودول مجاورة.
ويعيش 81.2% من اللاجئين في الأردن خارج المخيمات وعددهم 545,609، في حين يقطن 126 ألفا داخل 3 مخيمات هي الأزرق 40,533 لاجئا، والإماراتي الأردني 6,903 لاجئين، والزعتري 78,605 لاجئين، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.‎






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :