-

عربي دولي

تاريخ النشر - 28-12-2018 09:49 AM     عدد المشاهدات 347    | عدد التعليقات 0

زيارة ترامب للعراق بدون تنسيق تثير جدلا ومطالبة بخروج قواته

الهاشمية نيوز - زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس بشكل مفاجئ ولبضع ساعات، العراق للمرة الأولى منذ انتخابه، لتفقد جنوده، وأعقاب قرار سحب قواته من سورية.
لكن في بلد كالعراق حيث الانقسامات كبيرة حيال الدور الأميركي منذ غزو الولايات المتحدة للبلاد في العام 2003، فإن أسئلة كثيرة تدور حول الزيارة، وكذلك انتقادات.
كانت الزيارة مفاجئة إلى حد سريان تكهنات بأن السلطات العراقية لم تكن على علم بالزيارة، خصوصا أن ترامب لم يلتق أيا من الرئاسات الثلاث.
وكان هناك استغراب شديد لبيان الحكومة العراقية التي بررت عدم عقد لقاء بين رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس الأميركي بـ”تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء”، واقتصر الأمر على محادثة هاتفية.
ويقول الخبير في الشأن العراقي الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة فنر حداد لوكالة فرانس برس إن “القصة الأولى التي كان من المفترض نشرها لحفظ ماء وجه الحكومة، هي أن ترامب رفض مقابلة رئيس الوزراء في بغداد مصرا على عقد الاجتماع في قاعدة عين الأسد”.
وبالفعل، سرت شائعات في وسائل إعلام محلية عراقية مفادها أن ترامب دعا عبد المهدي إلى لقائه في القاعدة العسكرية، وأن الأخير رفض.
ويضيف حداد أن “العراقيين كانوا سينظرون إلى ذلك كدليل إضافي على احتقار ترامب للعراق. لكن العذر الثاني (في بيان رئاسة الوزراء) كان أسوأ”.
جاءت زيارة ترامب إلى العراق بعد أيام قليلة من إعلان سحب قواته من سورية، في قرار أحدث زلزالا في الولايات المتحدة، لا سيما مع استقالة كل من وزير الدفاع جيمس ماتيس والموفد الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة المتطرفين بريت ماكغورك المعارضين لقرار الانسحاب من سورية.
وبالتالي، وبمعزل عن أن “الزيارة كانت موجهة إلى جمهور ترامب داخل الولايات المتحدة، فإنها ستطمئن أولئك الذين يخشون أن تكون السياسة الأميركية في العراق مماثلة لتلك التي في سوريا”، بحسب حداد.
وبالفعل، فقد وقف ترامب أمام جنوده في قاعدة عين الأسد، وأكد أنه لا ينوي “إطلاقا” سحب القوات الأميركية من العراق، بل يرى “على العكس” إمكانية لاستخدام هذا البلد “قاعدة في حال اضطررنا للتدخل في سورية”.
لكنه في الوقت نفسه، أوضح أن الولايات المتحدة “لا تستطيع أن تبقى شرطي العالم”، وهو تصريح يتماشى أيضا مع إعلانه سحب نصف الجنود الـ14 ألفا المنتشرين في أفغانستان لمحاربة حركة طالبان.
لكن العراق حالة خاصة، بحسب المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي.
ويوضح الهاشمي لفرانس برس أن “العراق مهم بموقعه الإستراتيجي. وبالتالي وجود قوات أميركية فيه تطمئن السعودية، وتحدث توازنا بين الأكراد وتركيا والمثلث التركي الإيراني العراقي”.
ويضيف أن “التواجد في العراق يحقق مسعى إسرائيل أيضا لقطع طريق طهران-بيروت”.
من المعروف أن العلاقات العراقية الأميركية شهدت تقلبات كبيرة منذ غزو العام 2003 وإسقاط نظام صدام حسين.
ولم يكن تواجد القوات الأميركية في قواعد عسكرية في العراق، أمرا مرحبا به لسنوات طويلة، إلى أن أصبحت واشنطن شريكا في قتال تنظيم “داعش” من خلال قيادتها لتحالف دولي ساهمت ضرباته بشكل كبير في دعم القوات العراقية لتحقيق “النصر” على المتطرفين في كانون الأول (ديسمبر) 2017.
رغم ذلك، فإن النفوذ الإيراني في العراق، له انعكاس كبير على طبيعة هذه العلاقة، من خلال الأحزاب الكبيرة الموالية لطهران، والتي أصبحت اليوم كتلة كبيرة تسيطر على البرلمان العراقي. وأثارت زيارة ترامب وتصريحاته غضب تلك الأحزاب.
وكانت حركة “النجباء” أول المعلقين، واعتبرت في بيان أنّه “أصبح واجبا على الحكومة الآن طرد القوات الأميركية، باعتبارها مساسا بسيادة البلاد”، مضيفة أن “الاستهانة بسيادة العراق من قبل ترامب، لن تمر من دون عقاب. لن نسمح أن يكون العراق قاعدة لتهديد دول الجوار”.
وبعيد ذلك، كتب زعيم فصائل “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي في تغريدة على حسابه على “تويتر”، أن “زيارة ترامب لقاعدة عسكرية أميركية من دون مراعاة الأعراف الدبلوماسية يكشف حقيقة المشروع الأميركي في العراق”.
وأضاف “رد العراقيين سيكون بقرار البرلمان إخراج قواتك العسكرية رغما عن أنفك”، مهددا “إذا لم تخرج، فلدينا الخبرة والقدرة لإخراجها بطريقة أخرى تعرفها قواتك التي أجبرت على الخروج ذليلة في 2011”.
وبعيد تكليف عادل عبد المهدي تشكيل الحكومة العراقية، أوضح خبراء في الشأن العراقي لوكالة فرانس برس أن “المحور المقرب من إيران سيسعى إلى إحراج رئيس الوزراء بجره إلى عملية تصويت برلمانية على جدول للانسحاب الأميركي من العراق”.
وتلعب تلك الفصائل اليوم دورا كبيرا في حفظ الأمن في غالبية المحافظات العراقية، وخصوصا على الحدود مع سورية. وعليه، يشير الهاشمي إلى أن “استخفاف ترامب بحلفائه يوتر العلاقة بين عبد المهدي والقوى السياسية العراقيّة”. ويلفت إلى أن “هذا الاستخفاف قد يفتح أول أبواب المقاومة للوجود الأميركي في العراق من جديد”.-(ا ف ب)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :