تاريخ النشر - 09-06-2018 03:49 PM عدد المشاهدات 1111 | عدد التعليقات 0
أين الحقيقة ؟
الهاشمية نيوز - أين الحقيقة؟
كتب : أ. د. خليف الطراونة
مر المجرم من أمام باب المنزل الذي كان مفتوحا بشكل بسيط، فقرر أن يفتح الباب ويدخل، وعندما أصبح وسط المنزل حاول الأب أن يحمي ابنته ،ولكن المجرم لم يُمهله كثيرا وضربه على رأسه بحديدة كانت معه، فأرداه قتيلاً ،فدخل الشرطي وشاهد المجرم ممسكاً بالفتاة لكي يمنعها من الصراخ، فأطلق النار عليه فتوفي على الفور.
هذه رواية "الشرطي" وبمجرد أن قلت لك أنه "مجرم"، بدأت تكرهه- وأفعاله زادت من كرهك له -حتى أنك فرحت لأن الشرطي قد قتله ،ولكن انتظر قليلاً لنسمع نفس الأحداث على لسان الفتاة:
"هذا ليس أبي بل زوج أمي،وكان كلما خرجت أمي يعتدي علي ويضربني، وكان يهددني إن لم أستجب له أنه سيضربني بالحديدة التي يحملها بيده، فصرخت بصوت عال، رغم أنني في المرات الماضية كنت أصرخ ولا أحصل على المساعدة، ولكن دخل على المنزل ذلك الرجل الطيب الذي سمعني ،والحمد لله كان الباب مفتوحا،ً وعندما حاول زوج أمي مقاومته استطاع أن يأخذ منه الحديدة ويضربه على رأسه، ليسقط ميتاً على الأرض، ومع ذلك بقيت أصرخ من الخوف، فجاء هذا الرجل الطيب واحتضنني ليهدئني، وفي تلك اللحظة دخل الشرطي وظن أنه يحاول أن يعتدي علي -خصوصا عندما رأى زوج أمي قتيلا على الأرض- فأطلق النار عليه فمات الرجل الطيب على الفور.
اخي العزيز
الآن حزنت على الرجل الطيب الذي هو نفسه المجرم قبل دقيقة أو دقيقتين فرحت لمقتله، فأنا بروايتين مختلفتين لنفس الحدث نقلتك من جهة إلى جهة أخرى، تلاعبت بك وبمشاعرك خلال هذه الدقائق المعدودة ،ولكن هل تصدق أنني لو رويت لك الأحداث على لسان "الأب أو زوج الأم" سأجعلك تكره الفتاة؟! (فالذي تلاعب بك في الموقفين السابقين قادر على أن يتلاعب بك دائماً).
هذا هو (الإعلام غير المهني) بكل بساطة، وإن كان الحاضر الذي نعيشه يتم تزويره فكيف نثق في التاريخ المنقول لنا؟!
اخي في الله
عليك أن تكون حذرا متيقظا حتى لا تكون ألعوبة بيد هذا النوع من الاعلام وخاصة المكتوب عبر وسائط التواصل الاجتماعي المختلفه.
وكم من شخص تم اغتيال شخصيته ودمرت حياته نتيجة النقل حسب الأهواء. فانتبه جيدا اخي العزيز قبل أن تحكم على الناس أو ان تنقل عنهم بغير وجه حق.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات ووفقنا واياكم لقول الحق ومعرفة الحقيقة انه سميع قريب مجيب الدعاء
والله ولي التوفيق