الغور الشمالي: مواطنون يلوّحون باللجوء للقضاء لتعويضهم جراء المنخفض الأخير

الهاشمية نيوز - هدد سكان في عدة مناطق بلواء الأغوار الشمالية باللجوء إلى القضاء ورفع قضايا ضد الجهات المعنية لتعويضهم جراء ما تعرضوا إليه من خسائر مادية تسببت فيها "سوء الخدمات المقدمة إلى اللواء"، أثناء تعرض المملكة مؤخرًا لهطل أمطار وصفت بـ"الغزيرة".
وقال أهال بمناطق: قليعات والبصيلة والشونة الشمالية والحراوية والكريمة "إن الأمطار التي هطلت يوم الخميس الماضي "تسببت بأضرار مادية لعشرات المنازل والمزارع وكذلك مركز ذوي احتياجات خاصة في منطقة وقاص ومستشفى معاذ بن جبل".
وأكدوا أن السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة "أتلفت طرقا رئيسة وفرعية، وداهمت العديد من المنازل متسببة بإتلاف الكثير من الأدوات الكهربائية والأثاث، ما كبد أصحابها مبالغ مالية مرتفعة، فضلًا عما تسبب ذلك بتشريد الكثير من العائلات"، مشيرين إلى "تأخر تدخل الجهات المعنية في اللواء من بلديات وتنمية اجتماعية وأشغال، فيما أدى غياب التنسيق بين هذه الجهات إلى عرقلة إنشاء غرف طوارئ للتعامل مع مثل هذه الحالات".
وأضاف مواطنون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، أنهم يعتزمون رفع قضايا أمام القضاء على كل من سلطة وادي الأردن ومديريات أشغال وبلديات في لواء الأغوار الشمالية، للمطالبة بـ"تعويض عما لحق بهم من خسائر مالية"، متهمين هذه الجهات بـ"عدم تنظيف الأودية المجاورة لمناطقهم، ما أدى إلى تدفق المياه إلى منازلهم وإتلاف أثاثهم وأدوات كهربائية".
يأتي ذلك في وقت أكد فيه مصدر مسؤول في وزارة الشؤون البلدية أنه تم تشكيل لجنة مشتركة من قبل سلطة وادي الأردن ووزارتي الزراعة والتنمية الاجتماعية ومتصرفية اللواء، لحصر وتقدير قيمة الخسائر التي لحقت بمواطنين جراء مداهمة مياه الأمطار لمنازلهم ومزارعهم.
وكانت مياه الأمطار التي هطلت يوم الخميس الماضي قد دهمت عددًا من المنازل في منطقة قليعات والبصيلة والزمالية، نتيجة فيضان الأودية المتواجدة في المنطقة، وحاصرت المياه العديد من المواطنين في منازلهم، وأدت إلى قطع الطريق الذي يربط بين الأغوار وعمان وإربد.
وأكد المواطن محمد طويسات، أحد سكان منطقة الحرواية، "أن المياه داهمت منزله مسببة تلف الأدوات الكهربائية وأثاث بيته"، مضيفًا إنه في بداية مداهمة المياه لمنزله "استعان بجيرانه لإنقاذ أفراد عائلته وخاصة الأطفال منهم، فيما حضرت الأجهزة المعنية بعد نحو ساعة من الاتصال بهم".
وأوضح أن "انتشار الطمي وتراكم النفايات بين الأودية وعدم تنظيفها كان سببًا في مداهمة المياه لمنزله ومنازل آخرين"، منتقدًا "بطء وضعف الجهات المختصة في التعامل مع الظروف الطارئة".
وقال المواطن عبداللطيف عمر "إن السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة أتلفت طرقا رئيسة وفرعية، وداهمت العديد من المنازل متسببة بإتلاف الكثير من الأدوات الكهربائية والأثاث"، مضيفاً أن ذلك "أرهق كاهل أصحاب تلك المنازل ماليًا، ناهيك عما سببته من تشريد لعائلات".
بالمقابل، نفى رئيس بلدية طبقة فحل محمد خشان "أن يكون هناك أي مسؤولية للبلدية وكوادرها في التعامل مع الأجواء التي شهدتها المملكة مؤخرًا، وأنها قامت بما عليها من واجبات على أكمل وجه، حيث قامت بفتح الطرق الترابية وسحب المياه من المنازل والشوارع المغلقة"، لكنه أضاف "أن كميات مياه الأمطار التي هطلت لم تستوعبها الحفر الامتصاصية والعبارات المنتشرة".
فيما بين مدير أشغال الشونة الشمالية المهندس عطا ابداح "أن مديريته عملت على تنظيف الأودية والعبارات الصندوقية".
من ناحيته، قال مصدر في مديرية التنمية الاجتماعية بلواء الأغوار الشمالية إن المديرية "قامت بتوزيع مساعدات على عشرات الأسر المتضررة"، مضيفًا "أن المساعدات شملت طرودا غذائية وأغطية".
إلى ذلك، قال وزير الشؤون البلدية ووزير النقل المهندس وليد المصري إن حجم الأضرار في البنى التحتية جراء السيول والفيضانات التي شهدتها مناطق لواء الأغوار الشمالية كانت "محدودة مقارنة بالأضرار التي وقعت في المنخفض الذي شهدته المنطقة قبل 3 أعوام".
وأكد، خلال تفقده لعدد من بلديات اللواء، أن وزارته بعد المنخفض الأخير "رفدت البلديات بآليات وطواقم أسهمت في حل المشاكل جراء حدوث الفيضانات والتي أسهمت بالتخفيف من معاناة المواطنين وسرعة الاستجابة لمطالبهم"، لافتًا إلى أنه أوعز لرؤساء البلديات بإعداد تقارير فنية لدراستها ومعالجتها لمنع تكرار الأخطاء في المستقبل.
وأشاد المصري بأداء العاملين في البلديات أثناء وبعد المنخفض الأخير وسرعة استجابتهم لنداء المواطنين، مؤكدا أن الوزارة لن تتوانى عن تقديم الدعم للبلديات لمواجهة الظروف الطارئة.