-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 26-07-2021 10:18 AM     عدد المشاهدات 271    | عدد التعليقات 0

الطاقة من أجل الإنسان

الهاشمية نيوز -
النائب زينب البدول

يعد قطاع الطاقة المتجددة من أبرز القطاعات الحيوية على مستوى المملكة وهو يشكل فرصة مستقبلية واعدة في مئوية الدولة الثانية في حال أعيد تنظيمه واستثماره بطرق صحيحة.

يمكن تناول ابرز اشكالية تنموية في قطاع الطاقة المتجددة والمتمثلة بحجم الاستثمارات الكبير فيه مقابل ضعف نتاجاته التنموية على المجتمعات المحلية أفرادا ومؤسسات، نعم؛ هناك استثمارات كبرى أقيمت على مساحات شاسعة من الاراضي وعقود تجارية مغرية أبرمت هنا وهناك وارباح وفيرة تدر سنويا على المستثمرين، مقابل ضعف توفير فرص العمل وارتفاع فاتورة الكهرباء وانخفاض كبير في مستوى مشاركة الفاعلين الاقتصاديين المحليين، ومن هنا فإن الخلل يبدو جليا كما أن التوجه لتأسيس مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع سيضاعف من هذه الاشكالية على المدى المتوسط والبعيد.

في محافظة معان والبادية الجنوبية مشاريع كبرى للطاقة المتجددة كلفت مئات الملايين وكان الاعتقاد السائد أن تلك المشاريع ستدفع عملية التنمية وستسهم في توفير فرص العمل وتحسين فرص العيش في المناطق الفقيرة، ولم تكن النتائج مرضية إذ اثبتت التجربة العملية أن فئة قليلة من المستثمرين الكبار استفادت من تلك المشاريع فيما لم تتمكن المجتمعات المحلية من الوصول الى تلك الموارد والاستفادة منها وتحويلها الى فرص مستقبلية واعدة، رغم أن كبرى الشركات جعلت استثماراتها في المجالات الحيوية العائدة لتلك المجتمعات.

ان قطاع الطاقة المتجددة ورغم ما يحمل من ميزات تنافسية بحسب النماذج الدولية الرائدة إلا أنه افتقر الى فلسفة واضحة على المستوى الوطني، إذ تتواجد بعض الشركات الكبرى المشتغلة في هذا القطاع بصفة تجارية بحتة بعيدة عن اية رؤية تنموية تضع في اعتبارها اشراك الفاعلين في العملية التنموية ورفع قدراتهم وتحسين فرص عيشهم، ويبدو ان وزارة الطاقة ومن خلال شراكاتها واستراتيجياتها وعقودها التجارية مع المستثمرين لم تأخذ بعين الاعتبار بأن هذا القطاع يشكل المستقبل التنموي لمناطق عديدة في المملكة بحيث يتم تقديمه كرافعة تنموية واقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية؛ أي كمنظومة شاملة يمكن لها أن تحدث التغيير الإيجابي المطلوب والذي ينادي به جلالة الملك المعظم.

وانطلاقا مما سبق فإن ثمة مقترحات أضعها لحل الإشكالية التي ذكرنا وهي إعادة النظر بمجمل سياسات وزارة الطاقة المتعلقة بهذا القطاع وبناء فلسفة جديدة يكون شعارها الطاقة من أجل الإنسان؛ يتم من خلالها بناء استراتيجية جديدة تضع في صلب اهتمامها اشراك المجتمعات في تلك الفرص وتحسين شروط الوصول إليها وتدريب وتأهيل قطاعي الشباب والمرأة ودمجهم في تلك المشاريع وتعزيز منظومة المسؤولية المجتمعية وتطويرها وفق المعايير الدولية الفضلى.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :