-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 26-07-2021 10:17 AM     عدد المشاهدات 186    | عدد التعليقات 0

عبرة

الهاشمية نيوز -
كامل الشريف


الله - سبحانه - يسخّر كل شيء للمؤمن ليرى العبرة فيزداد إيماناً، يقول القرآن الكريم «لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ».

حتى عمل الكافر ومصيره يستطيع المؤمن أن يأخذ منه العبرة.

كما يقول المعري:

والكفر بين الناس رسم دائر والشرنج، والدنية معلم!.

القرآن الكريم مليء بالأمثلة التي تصوّر أعمال الكافرين، وتناقشهم فيها، قبل أن تحكم عليهم، ومن هذه المناقشة تظهر الآثار التي يستفيد منها المؤمن الواعي.

كم من القصص في الكتاب العزيز عن أفراد وأقوام وحضارات اندثرت وانتهت لأنها ضلت عن الطريق، وكانت مصائرها عبرة لمن يعتبر.

قارون، وثمود، وعاد، «فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ».

المهم أن يمتاز المؤمن بالوعي والبصيرة، وأن ينفذ من القشور الغليظة إلى الحقائق، ويلمس الجوهر وراء الصور والأشكال.

قد يكون الكافر صاحب مركز، أو مال، أو بنين، وقد يكون منعماً يرفل في الصحة والمال.

وقد يكون الله ابتلاه بالنعم والمتع لأمر في نفسه كما يقول القرآن الكريم «قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» وهكذا، يصبح للكافر دور مهم في قضية الإيمان.

على المؤمن الواعي أن يخترق حجب الزيف والغرور، ويصل إلى القواعد الثابتة التي وضعها الخالق لينظم مسيرة الخير والشر في هذه الحياة.

«فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى» وغير ذلك من القواعد.

لو وقف الكافر لحظة واحدة، وتأمل بوعي لأدرك الحقيقة، ولكان هو أولى بالعبرة والدرس. أولى أن يعتبر هو لا أن يكون عبرة لغيره!.

مكة المكرمة، يوليو 1990



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :