-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 13-07-2021 12:43 PM     عدد المشاهدات 262    | عدد التعليقات 0

أضحية العيد ..

الهاشمية نيوز -
محمد سلامة

أضحية العيد.. هذا العام صعبة على معظم أفراد الأسرة، لأسباب قد تكون مماثلة لما سبقها،ونلمس هذه الأيام صوتا خافتا في شراء الأضحية،وعلى الطرف الآخر فإن سياسات التقشف المالي لرب الأسرة باتت واضحة في كل شيء، وبات الاستهلاك في أدنى مراتب سلم الأولويات.

نقول.. أضحية العيد صعبة لماذا؟!، لأن الأسرة حالها مرتبط بمستوى معيشتها، وهذا مرتبط أيضا بمستوى الدخل اليومي والشهري، ولا ننسى أن السبب الرئيسي في هلاك دخل 90 % من الناس هو فيروس كورونا وتحوراته المكتشفة، إضافة إلى تأثيرات الاقتصاد العالمي وارتفاع الأسعار لمعظم السلع على مستوى العالم كله.

الأضحية عند جميع المسلمين شعيرة دينية اقتداء بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي ايضا، مقياس لأحوال ألناس عند الغالبية، والصعوبة التي نؤسر عليها تكمن في صعوبة توفير المال لشراء الأضحية، فاسعارها تتفاوت من دولة إسلامية إلى أخرى، لكن متوسط سعرها يتراوح ما بين «120-160» دولارا، وفي بلدان عربية فإن هذا المبلغ يكفي الأسرة ثلاثة أشهر ويزيد وفي بعضها لا يكفيها أيام، فالتفاوت في مستويات المعيشة مرتبط بالاستقرار السياسي والامني والاقتصادي للدولة وبمستوى حياة افرادها، ولا ننسى أن الفوضى التي اجتاحت اوطاننا كانت أكثر فتكا من فيروس كورونا وسلالاته المتحورة، ففي دولة مثل سوربا أو اليمين فإن الحديث عن الأضحية يبدو في غير مكانه، فاحوال الغالبية العظمى من ألناس لا تقوى على شراء كيلوا لحم واحد في الشهر، فما بالك بشراء الأضحية، وفي بلاد عربية أخرى فإن الصورة مغايرة تماما، ولهذا نصف أحوال جميع البلاد العربية والإسلامية بأنها لا تسر أحدا، وأن الواجب الشرعي في هكذا ظروف اقتصادية توجب على البلاد الغنية أن تباشر بمساعدة الشعوب المقهورة ماليا، وتقدم لها مساعدات تمكنها من تجاوز أحوالها، ولا مانع من مشاركتها في إرسال الأضاحي إلى البلاد العربية والإسلامية المنكوبة بالبلاء والوباء.. (بلاء الفوضى والدماء، ووباء كورونا وسلالاته).

عيد الأضحى.. صورة تجمع وحدة الامتين العربية والإسلامية، وفيه ينفذ الركن الخامس من أركان الإسلام، وما يعنيه من وحدتها ومصيرها ومصالحها المشتركة، أمام الحضارات والشعوب الأخرى، والوقوف على عرفة والاضحية هما الحدثان الابرز فيه، فالمشهد يحكي تاريخ هذه الأمة وماضيها وحاضرها وما الت إليه، وبكل الأحوال فإن العيد هذا العام شهد انفراجات بين الدول العربية كالمصالحة الخليجية وأجواء أفضل دوليا بخروج دونالد ترمب وحليفه نتنياهو من المشهد العالمي وعلى الجانب الآخر، تصاعد الاشتباك الإثيوبي السوداني المصري حول سد النهضة وحرب غزة، وغيرهما.

نستقبل هذا العيد بالتفاؤل رغم عمق الجراح، ونتطلع إلى الأمام مؤمنين بأن الغمة سوف تزول عن هذه الأمة، وأن الأيام القادمات سوف تكتب سطورها في تحررنا من الاستعمار وأن بشائر المحبة والخير والبركات سوف تطال شعوبنا، ونسأل الله جلت قدرته أن يوحد صفوفنا، وأن يبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يسهل علينا إقامة شعائرنا الدينية، وأن يؤلف قلوبنا على الخير، وأن يعيد العيد على هذه الأمة وقد توحدت وحققت آمال شعوبها في العزة والكرامة.. وأن تكون الأسرة الإسلامية في العيد القادم تحيي شعائرها بالاضحية دون عناء.. وكل عام ووطننا وشعبنا وقائدنا بالف خير.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :