-

كتابنا

تاريخ النشر - 25-05-2021 11:16 AM     عدد المشاهدات 615    | عدد التعليقات 0

الاستقلال هوية وطنية وانتماء قومي وعقيدة حق

الهاشمية نيوز - نضال برقان
يظل عيد الاستقلال من أجمل العناوين في كتاب الوطن، ويظل الخامس والعشرون من أيار اليوم 1946 الأكثر إشراقا في حياة الأردنيين جميعا، حيث تم في ذلك اليوم انعقاد المجلس التشريعي، وتم فيه اتخاذ القرار التاريخي بإعلان استقلال الأردن دولة مستقلة استقلالا تاما، والبيعة للملك عبد الله بن الحسين الأول مؤسس المملكة ملكا للأردن.
وقد عزز استقلال المملكة، في نفوس الأردنيين، تلك الهوية الجمعية التي نهلت من الثقافة العربية الإسلامية، وتأصلت في مبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها الوحدوية.
وقد اهتمت الدولة الأردنية، منذ تأسيسها، بالشأن الثقافي؛ إذ كان جلالة الملك المؤسس يجمع في ديوانه الأدباء والشعراء والمفكرين ويستمع إلى آرائهم السياسية وفي مختلف القضايا التي تهم الدولة، عدا عن اهتمامه بالشعراء ممن كانوا ينضمون إلى مجلسه ليتبادلوا الشعر في مناظرات ومساجلات شعرية، فقد كان الملك المؤسس شاعرا يجيد نظم الشعر ويبرع في قصائده التي كانت تتنوع موضوعاتها بين السياسة والأدب وما تحويه من أبعاد قومية.

أ.د.خليل الرفوع/ أستاذ الأدب العربي في جامعة مؤتة

في ذكرى الاستقلال يتجلى في الخاطر الدعاء لله أن يحفظ الله الأردن شعبا موحّدا وقيادة حكيمة على خطى الذين أسسوا بنيان الوطن ليكون دولة قومية معاصرة، هو الأردن لم يكن إلا سهما في قوس الأمة ورصاصا في زنادها وشُهُبا في سمائها، وقد بنى دولته على فكرة الأنصار والمهاجرين انطلاقا من مفهوم عروبة الأرض والمواطن والتاريخ، وهي ذات الفكرة المقدسة التي بنى الرسول عليه السلام مجتمع الإخاء في المدينة المنورة فكانت بدء التكوين الحضاري، لم يك ذلك الفعل العملي كلاما إنشائيا بل كان واقعا مشهودًا نراه بأعيننا، هذا هو الأردن انتماءً وفكرًا وواقعًا لم يك إلا لأمته في جميع مواقفها وحروبها ومنعطفاتها التاريخية.
الاستقلال هوية وطنية وانتماء قومي وعقيدة حق هكذا يعلمها الأردنيون وهكذا يؤمنون بها بلا تبعية أو تنازل عن السيادة أو انحراف عن مجمل القضايا القومية وفي مقدمتها تحرير فلسطين، وبما أن فلسطين لم تتخلص من الاستعمار الصهيوني بعدُ فسيبقى كل استقلال عربي ناقصا غير مكتمل، ولنا نحن الأردنيين شرف خوض كل حروب الدفاع عن فلسطين وسيكون لنا كذلك شرف المساهمة في تحريرها وتحرير كل أرض تعطرت بنجيع شهدائنا.
في ذكرى الاستقلال نجدد الولاء لوطن غرسناه حبا وفداءً في قلوبنا، ألا أنعم صباحا أيها الربعُ واسلمِ، وإنك في الذكرى كتابنا وعهدنا وميثاقنا، ودونك رقابنا ورصاصنا حتى آخر العهد بنا، وفي الاستقلال لك الوجد كله طيبًا وكرامةً، ولنا منك الأمن والأمان والرَّوح والريحان.

د. محمد عبدالكريم الزيود/ أديب وباحث

الشهداء أول الدم عندما ثار رصاص الثورة على أطراف الصحراء.. وهم أول الندّى وأول الزهر في سوق العاديات...
الشهداء أول سطر يكتب في سجل الوطن بماء الذهب، بأياديهم رفعنا الراية، وبأرواحهم صعدنا معهم نحو العلا، فلا خاب بعدهم صوت، ولا نكست لهم راية نحو النصر.
نعبر مع مئوية دولتنا الأردنية الثانية اليوم ونضيء خمسا وسبعين عاما من ذكرى استقلالها، هذا الاستقلال الذي صنعه الرجال الرجال، وفي مقدمتهم الشهداء الذين قادوا بلادنا نحو النصر والإنجاز.
في نيسان الماضي كان اختيار مكان الحفل الرئيس لمئوية الدولة وبرعاية ملكية سامية في حرم صرح الشهداء في عمان، أطهر الأمكنة حيث غفا الجندي المجهول هنا تحت الثرى في ربوة عمان وقريبا من السماء، حيث زهت قاعات الصرح وساحاته بأصواتهم وأسلحتهم وبزّاتهم، وبحكايا وقصص بطولاتهم،3062 شهيدا على مدار مئة عام من عمر دولتنا الفتيّة، وعلى وقع خمس وسبعين من الإرادة الحرة والاستقلال، كان الشهداء هم الأنقى والأطهر، هم مثال التضحية والفداء من القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، ومن الأجهزة الأمنية، حيث وقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ليقدم لهم التحية والتقدير، وكانوا مزروعين أعلاما ورايات خفاقة كأرواحهم التي ترفرف كل صباح ومساء في سماء الوطن.
إن التقدير والتكريم الملكي الذي يحظى به الشهداء كل عام، وآخرها منحهم وسام المئوية الأولى من لدن جلالة الملك المعزز، لهو اعتراف بدورهم الكبير، وأن الوطن اليوم يرد لهم شيئا من العرفان والجميل.
يبقى الشهداء الأكرم منّا جميعا، نعرف أن قيمة دمكم كبيرة، وأن هذا الوطن الذي امتد فينا شجرا وزهرا ومحبة، وترجمناه منجزات وبناء لهو امتداد لتضحياتكم ووفاء لما قدمتموه، وأن الأبناء حريّ اليوم أن يحافظوا على عهدة الآباء والأجداد بالعمل الدؤوب، وأن يتمسكوا بهذا الوطن عنوان المنعة والأمان تحت ظل الراية الهاشمية الخفاقة.

غدير حدادين/ شاعرة وفنانة تشكيلية

فأنت وحدك والكتابة عنك، وعنك وحدك عشقي الكبير.. أهيم في التفاصيل عندما تتشكل حروفاً، وتغدق الروح والحياة على الورق ولون السماء وخضرة الحقول وضحكات الأطفال.. هي لحظات أستعيد فيها العافية، وأعيد تجديد الحياة في دواخل الذات، أستعيد بك إشراقات الأمل وأهزم اليأس والأحزان.. حين أفكر بالكتابة عن وطني تضيق بي الأبجدية ولا تكفيني الكلمات في القواميس، فقاموس العشق ترتوي كلماته وتزهر معانيها من روح قداسة هذا الوطن، الذي يملأ دوماً لهفة روحي ويسند إرادتي... يشكِّل وجداني وخيالي... يملأ شراييني وأوردتي بصفاء محبته..
حين أكتب عن الأردن وطني تفيض بي الأمومة وترشح حنيناً وعشقاً سرمدياً وأزلياً ممتداً عبر الزمان.. كأنه الارتواء بعد العطش.. أشعر بأرواح الشهداء الأبطال، الذين رحلوا بأجسادهم لكن أطيافهم تعيش بيننا، تحمينا من التراجع والتقهقر إلى الوراء، من السقوط في مهاوي الهلاك.. الأردن بلدي.. بلدي الذي لا يخاف البرد ولا الرصاص ولا الظلام.. بلدي الذي أعشقه كعشق الشجر للشمس والمطر... وأعيشه حالة من الاستغراق الجميل في معانيه، أدمنه وأهيم به حاضراً في كياني.. الأردن حبيب أهديه كل الأهازيج والأغنيات والفرح منسوجة من هُدب الشرفاء.. وأنشده أردنّيْ الأبي.. الرحيل عنك مستحيل.. وعدم الإيمان بك ضعف.. فأنت للأوطان وطن النخوة.. ينتشل الناس من اليأس عندما تلوح بوادره في أفق العالم.. أنتَ نحن.. ونحن الأردن.. أنتَ الشرف ورمز التضحية والفداء.. فجنودك، جنود الوطن هم تحيتنا.. هم الأمان والسلام على أرضنا.. ونحن الأحياء في قلبك، ومن يحيا في قلب وطنه لا يموت.. طالما لم يهب روحه إلا لمجد هذا الوطن وهامته مرفوعة لا ينحني إلا ليقبِّل ترابك الطهور.. ذلك هو العاشق الحقيقي.. وأنت العشق الحقيقي يا أردن الشرف والكرامة والحرية.

الناقد محمد المشايخ (أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين):

يرى المثقفون الأردنيون الذين حظوا بقصر في الدوار السابع من جبل عمان، ليكون مقرا لرابطة الكتاب الأردنيين، يرون في عيد الاستقلال الخالد والمشرّف، في تاريخ الوطن، عنوانا لحريتهم ومجدهم وفخرهم، مجددين العهد بأن يبقى التاج الهاشمي درة على جباههم العالية، مستمدين عزيمتهم من الآباء والأجداد في مسيرة بطولية، منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى.
ويأتي هذا العيد الغالي على قلوب الأردنيين جميعا، وهم يواصلون مسيرة البناء والعطاء والإصرار على الإنجاز، وتقديم الأردن أنموذجا للدولة الحضارية التي تستمد قوتها من الوحدة الوطنية، ومن تعاضد أبناء وبنات شعبها، والثوابت الوطنية والمبادئ والقيم الراسخة التي حملتها الثورة العربية الكبرى، ويلتف حولها الأردنيون كافة.
إن يوم احتفالنا بالذكرى السنوية الـ75 لعيد الاستقلال، يوم وقفة إعجاب واعتزاز، وذكرى تمتلئ فيها نفوس الاردنيين جميعا:عنفوانا وشموخا ورفعة ووفاء لشهدائهم الابرار، وهو قصة تضحية وتطور وإنجاز، ونستذكر في هذه المناسبة عقودا من الانجازات والبناء، واستقرارا وأمنا نفاخر بهما الدنيا، وسط إقليم ملتهب.
وسيبقى الاستقلال مبعث أملنا، نستلهم منه معاني سامية من شحذ الهمم، ورص الصفوف وإعلاء البنيان، لنسهم كل في موقعه في بناء الوطن وتقدمه.
هنيئا للوطن وأهله بعيد الاستقلال، وحمى الله الاردن وأهله من كيد الطامعين والمتربصين، وحفظ سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ذخرا وسندا للوطن وأهله.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :