-

كتابنا

تاريخ النشر - 14-04-2021 10:57 AM     عدد المشاهدات 313    | عدد التعليقات 0

أقبل رمضان

الهاشمية نيوز - فدوى بهجت خصاونة

أما وقد أقبل رمضان يمد أشرعته للعابدين المؤمنين، جاء ليهدئ القلوب ويريح النفوس.
يقول الشيخ ابن عثيمين: إن شهر رمضان شهر مغنم وأرباح فاغتنموه بالعبادة والصلاة وقراءة القرآن والعفو عن الناس والإحسان ونبذ العداوة والبغضاء.
شهر رمضان ضيف خفيف الظل كثير العطايا والبركات؛ شهر يستجاب به الدعاء.
الناس في شهر رمضان صنفان منهم من ينتظره ليتقرب إلى الله ويدعوه ويقرأ القرآن ويقوم الليل.
ومنهم من يعتبره شهر الطعام فيسارعون للأسواق ويتزاحمون على محلات (القطايف والتمر الهندي ويقبلون على المولات والسوبر ماركت وينفقون أموالهم ليملأوا موائدهم بكل صنوف الطعام والشراب، وفي ذلك مخالفة لقوله تعالى: (ولا تسرفوا) بالوقت الذي يكون كأس ماء وحبة تمر كافية و كفيلة بأن تمنح الصائم شعورا بالشبع؛ فشهر رمضان لا يعني قضاء الوقت بالمطبخ او السوق ويبدو وكأنه شهر الأكل و الإسراف.
ولا يتوقف المشهد عند هذا الحد بل نجدهم بعد تناولهم الإفطار يجمعون بقايا الطعام ويتخلصون منه، ويلقونه في الحاويات دون الشعور أن هناك من يعاني الفقر والجوع؛ هناك من يتمنى أن يحصل على شيء من بقايا هذا الطعام.
حتى ونجد البعض منهم وبعد الموائد العامرة يتفرغون للهو ومتابعة برامج ومسلسلات معدة خصيصا لتعبث بعقولهم ويضيعون أجرهم؛ فيخرجون من الشهر مفلسين خائبين، لا يملكون من الأجر مثقال حبة من خردل.
فتلك المشاهد تتعارض مع الحكمة من الصيام وهي الشعور مع الفقراء والصبر على الجوع والعطش و العبادة والتقرب إلى الله بالدعاء والقرآن.
فكيف نغتنم هذا الشهر ونخرج منه وقد فزنا بكنز الرحمة والمغفرة والقبول ؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
و من الأولى للمسلم أن يصوم عن المنكرات والكلام الجارح والسب، ومن لم يدع هذه الصفات فليس لله حاجة أن يدع الطعام والشراب، وهنا أود أن أشير إلى معنى الصيام وهو «الإمساك والامتناع « وقد ورد في القرآن الكريم صيام السيدة مريم عن الكلام مع الناس كما جاء في الآية الكريمة؛»فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدًا فقولي إني نذرت للرحمن صوما».
فالصيام تهذيب للمسلم وتنقية لروحه ونفسه من شوائب النفس الأمارة بالسوء؛ فلا يرفث ولا يفسق ولا يسرف، ولا يكون كمن أشار له الرسول بقوله: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش )؛ فالصيام يحول بين الصائم والنار.
رمضان أيام معدودات سريعة المضي، أيام سريعة الفلتان؛ فعندما نبدأ بصوم اليوم الأول نشعر وكأننا في ميدان للسباق، و علينا أن نعجل بجمع الحسنات ونتراكض لمواصلة العبادة وعدم الانقطاع عن الله؛ ليكون صيامنا لنا شفيعا ومؤنسا يوم لا ينفع مال ولا بنون.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة على مكارم الأخلاق و الصدقات وإطعام الفقراء والمحتاجين (من فطر صائما كان له مثل أجره) فما أحوجنا هذه الأيام ومع ظروف الوباء والفقر أن نمتثل لأمر النبي و نحرص على العمل بهذه السنة الحميدة والنهج الإنساني الذي يجعلنا نتشارك مع الفقير ونشعر بحاجته ونقدم له العون، ليبدو التكافل والرحمة صفة أصيلة في المجتمع الإسلامي.
فحري بنا أن نعطي للشهر الفضيل حقه وأن نقدره حق قدره وأن تغتنمه للفوز وأن نسدد سهامنا لسعادة الدنيا والآخرة أعاننا الله على الصيام والقيام.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :