-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 23-03-2021 11:13 AM     عدد المشاهدات 345    | عدد التعليقات 0

في درب ِ الرغيف ِ!

الهاشمية نيوز -
ماجد شاهين


استحضار أو استدعاء « حصّة « من الذاكرة أو باب « دكانة الحارة « و فرنها « المخبز « ، ذلك يعني أنّ حصّة الشوق ألحّت في الحضور !

دكّانة الحارة كانت توفر للأطفال واليافعين والمراهقين « حصصهم « من الحلوى و السجائر و أقلام الرصاص ، فيما المخبز يمنح فرصاً مهمّة لتبادل وتناقل الأخبار والحكايات الصغيرة و الشائعات و الرسائل ، فهناك بجوار باب ِ الفرن كانت تمتدّ رسائل من وإلى « العاشقين « .

كانت صبايا بعمر ِ اليفاعةِ وأوّل دروبهن ّ إلى تفتّح الورد ، كلهنّ حملن « العجين المقطع « في فرش ٍ أو « سدر ٍ « ليصار إلى تعامل الخبّاز مع العجين وترقيقه والعناية باستدارته و دفعه إلى الفرن / بيت النار ، وهناك تفعل النار فعلها ، فيما نحن نراقب حركة الأرغفة وانتفاخها و تغيّر ألوانها .

النار هناك تصنع لون وشكل الرغيف ، فيما كان المنتظرون يتبادلون « الهمس « باللسان أو بحركات اليدين أو بلغة العيون .

كنّا ، نمحض الخبّاز أجرته أو كلفة تجهيز الخبز ثم نحمل أرغفتنا ونغادر إلى بيوتنا التي كانت تنتظر الخبز الساخن .

و في الأثناء هناك وفي الزوايا والأطراف والطريق ، تكون « الرسائل « وصلت إلى أصحابها .

وفي الطريق ، كان الأولاد يدلفون إلى دكانة الحارة لشراء « سجائر « لهم أو لأشقائهم الأكبر سنّا ً أو لأترابهم وجيرانهم ، و السجائر تقتضي وجود ما يلطف رائحة الفم .

كانت هناك سجائر و حلوى و كان الرغيف في عمق النار ، ومنها يخرج في أبهى صورة .

دكاكين الحارات الصغيرة كانت مخابيء أسرار و رسائل ، وبيوت النار كانت كذلك مخابيء أسرار و مفاتيح روايات .

هكذا كانت حياتنا ، أحدنا تقتضي الضرورة أن يغادر إلى المخبز وآخر إلى السوق لشراء ما تطلبه الشقيقات والأمّهات ، فيما يجتمع الجميع عند « طاولة « أو « سفرة « لتناول الطعام العائلي ّ .

أدوار عديدة كان ينبغي على الفتى أن يقوم بها ، من بينها أن يخدم الأسرة والجيران و أنّ يبتهج في درب الحبّ !

تلك كانت حكايات الفتى ، وحكايات البقاء .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :