-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 17-03-2020 10:35 AM     عدد المشاهدات 638    | عدد التعليقات 0

أطباؤنا ثروة الوطن

الهاشمية نيوز -
خولة كامل

ان العمل الطبي يبقى من اكثر الاعمال و المهن صعوبة، بالنسبة للاشخاص الذين ينتمون لهذه المهنة الشاقة. فالضغوطات التي يتعرض لها الطبيب لا يمكن الاستهانة بها، فالطبيب يدفع في بعض الاحيان حياته ثمنا لمهنته النبيلة، لانه ببساطة يواجه انواعا من المتاعب، بدءا من الدراسة المكثفة التي يتلقاها في كليته الى ساعات العمل الطويلة والمرهقة في المستشفيات، والتي تؤثر بشكل او بآخر على صحته، هذا عدا التكاليف الباهظة التي يدفعها الطالب الذي يدرس الطب، وتاخذ الضغوطات منحى التاثير الشديد على نفسية وصحة الطبيب، بخاصة اذا ما اراد ان يدرس سنوات الاختصاص، فيضطر الى الدراسة بالتوازي مع العمل والذي يمتد الى ساعات طويلة من الليل حتى صباح اليوم التالي، او ربما يقضي نوبتين تمتد يوما كاملا في الحالات الطارئة بلا انقطاع.
ان من الاهمية بمكان ايلاء الظروف الخاصة التي يعاني منها الطبيب المقيم والذي يكمل سنوات الاقامة بالجمع بين الدراسة والعمل، كل الاهتمام والعناية الكافية، والذي لفت الانتباه الى تعرض عدد من هؤلاء الاطباء الشباب الى الاجهاد الشديد، مما يؤدي الى تهديد حقيقي على حياتهم، واسترعى انتباه المطلعين على القطاع الطبي، وفاة عدد من الاطباء الدارسين لسنوات الاختصاص، والذي يدعو المعنيين في الجامعات بخاصة كلية الطب ونقابة الاطباء والمعنيين في وزارة الصحة، الى التعرف على الاسباب الحقيقية وراء وفاة بعض الاطباء الشباب، والذين هم خسارة كبيرة للوطن والمواطن، فهم ثروته الثمينة والتي لا يمكن تعويضها باي صورة كانت، حيث دعا رئيس جمعية الطبيب العام الدكتور محمود هاشم في مؤتمر الطبيب العام السابع للتعليم المستمر، وزارة الصحة العامة ونقابة الاطباء للوقوف على الاسباب الرئيسية وراء وفاة الاطباء الشباب، والقيام بالدراسات اللازمة لوضع الحلول المناسبة لمساعدة الاطباء على تجاوز الصعوبات التي يتعرضون لها في معترك العمل الطبي.
والسؤال الاهم: لماذا تزداد حالات الوفيات بين الاطباء الشباب هنا في بلدنا بالاردن؟ اين يكمن الخلل؟! انه من الضروري التخفيف على الطبيب المقيم الدارس لسنوات الاختصاص في المستشفيات الحكومية والعمل على اعادة جدولة ساعات عمله ودراسته وايجاد بدلاء لهؤلاء الاطباء، وذلك بزيادة اعداد الاطباء المناوبين، وعدم ترك الطبيب بمفرده يعمل لساعات طويلة واصلا الليل بالنهار، عدا ما يتعرض له من انتقادات وتهجم في بعض الاحيان من بعض المراجعين او مرافقي المرضى، مما يترتب عليه حمل مضاعف على كاهل الطبيب. وهذا يقع على عاتق الجامعات بتقليل نسب القبول في كليات الطب بحيث لايخل بالمعايير المتعارف عليها لقبول طلاب الطب، فليس كل من تفوق بالثانوية بالضرورة يتحمل اعباء دراسة تخصص الطب، واعادة النظر في ساعات التدريب العملي والمساقات المطلوبة من الطبيب الدارس، والمسؤولية ايضا تتشاطرها نقابة الاطباء للسعي لايجاد الوسائل والطرق الكفيلة لحماية الطبيب الدارس لسنوات الاختصاص بالتعاون مع وزارة الصحة ووضع المعاناة التي يواجهها الطبيب في عين الاعتبار، ولا باس في هذا المقام الاطلاع على تجارب الدول الاخرى للاستفادة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :