-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 28-01-2020 11:10 AM     عدد المشاهدات 459    | عدد التعليقات 0

جدران متصدعة ..

الهاشمية نيوز -
محمد سلامة

تهديد السلطة الفلسطينية بالانسحاب من اتفاقات أوسلو ، وإصرار اليمين الإسرائيلي على ضم الأغوار بالضفة الغربية، وتزامن ذلك مع تسريبات حول مشروع ما يسمى صفقة القرن، يمثل بدايات التلاقي «الفلسطينيالإسرائيلي» على جدران متصدعة، في أوسلو وقبلها مدريد وغيرهما ما جرى في السر والعلن.
لن تفوز إسرائيل بالقفز المطاطي على جدران متصدعة اقامتها اصلا في الضفة الغربية باسم جدار الفصل العنصري ، فالبناء الثنائي دون الأطراف الأخرى يمثل نهايات المشروع الوطني الفلسطيني وبنفس الوقت نهايات الأمن والاستقرار الإسرائيلي في الضفة الغربية حال انهيار منظومة الامن المشتركة، فالانسحاب من أوسلو يعني سحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل ،ويعني الذهاب لمشروع المقاومة الشعبية وما يمكن أن تكون عليه بعد سنوات، وهل تتحول إلى مقاومة مسلحة على غرار ما حدث في غزة..؟!، وفي الطرف المقابل فإن الافراح الإسرائيلية سوف تتحول الى اتراح يومية، فاصل البناء في أوسلو جرى على جدران متصدعة لا تحمل الطرفين، ولا توصلهما إلى مبتغاهما، فالسلطة تريد دولة فلسطينية على حدود 67 م وتقبل بتعديلات محدودة، وإسرائيل تريد ابتلاع الكعكة كلها، ولهذا فإن انهيار الجدران على الطرفين بات أمرا لا مفر منه، وعليهما أن يتفاديا الوقوع في أسفلها خاصة أن الطرفين سوف يفتحان الطريق أمام مسارات اخرى للجهاد وحماس كي تملآ الفراغ الأمني والسياسي، والبناء ما بعده مماثل لبناء قواعد جدران صلبة لا تسمح لإسرائيل بالرقص عليه وإسقاطه متى لاحت لها الفرصة، كما يحلو لها ما تفعله الآن.
إسرائيل ترقص وتراقص كل من حولها وهي تقف على جدران ايلة للسقوط، ولا ترى غير شهواتها في تعاملها مع جيرانها الفلسطينيين، وتظن أنها أمسكت بما تراه مناسبا في هذه الظروف، ولا تدرك أن نقطة ضعفها ، تكمن بانهيار الجدار الذي بنته على طول حدودها مع الضفة الغربية ، وابتلعت جزءا من الأرض الفلسطينية، وتكابر بعلاقاتها، والحقيقة ان لا احد ينقذها من الغضب الفلسطيني، فكل الجدران على طول الحدود ستنهار مرة واحدة وستجد إسرائيل أن نهاياتها حفرتها بنفسها وأنها باتت رهينة لمعادلة الدم مقابل البقاء في الضفة وأنها لن تتحمل ذلك، وسوف تستجدي الرحيل لاحقا، كما حدث معها في جنوب لبنان وغزة دون صفقات سياسية ودون أن يعترف احد بها.
إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت وجدرانها متصدعة ولن تدوم، وأمريكا سوف تتفرج عليها حالما تراها تغرق في مستنقع الفوضى، ولن تجد أحدا يقبل بطروحاتها ،وهي تقترب من النهاية، فلا شيء يخسره الفلسطينيون حال انهيار الجدران المتصدعة في الضفة الغربية ..ومن يراهن على قوة أمريكا وإسرائيل في تثبيت الجدار ومنع سقوطه فهو واهم، لأن ما بعد الانسحاب من أوسلو لن يكون كما قبله..والأيام بيننا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :