-

حوادث

تاريخ النشر - 22-01-2020 09:41 AM     عدد المشاهدات 356    | عدد التعليقات 0

مشاهد محزنة وحكايات تبكي العيون لجيران المياه بالأردن

الهاشمية نيوز - حوادث الغرق والفقدان، لجيران المياه الصالحة، مشاهد محزنة وحكايات تبكي العيون وتدمي القلوب، والجميع بما فيهم الجهات المعنية مصدومون من كآبة ما يحدث.
حالات غرق وفقدان اشخاص في الاعوام الاخيرة، جراء مداهمة سيول مياه الامطار لهم، بعد علوها وارتفاع منسوبها في الشوارع والوديان، وتحولها الى حوامات كآسرة تبتلع كل من يعترض جريانها، وسط عجز عن ايجاد الحلول.
وشهد الاردن في الاعوام الماضية حوادث غرق وفقدان لاشخاص هزت المجتمع وادخلت الحزن على القلوب واربكت الجهات المختصة، ابرزها فاجعة الرحلة المدرسية في منطقة وادي زرقاء ماعين عند شواطئ البحر الميت وراح ضحيتها 21 طالبا ومعلمة وإصابة 43 اخرين، وفقدان الشاب العشريني حمزة الخطيب في سيل الزرقاء قبل ايام، الى جانب حالات الغرق في قناة الملك عبدالله بالاغوار.

ويقول مزارعون من «جيران للمياه الصالحة»، ان مسارات جريان مياه الامطار في الوديان والسهول والشوارع معروفة للجهات المختصة منذ زمن، بحكم انها تشكل روافد تغذية ينتهي بها المطاف في السدود وقناة الملك عبدالله بالاغوار والبحر الميت، ورغم ذلك تدق ناقوس الخطر في كل موسم مطري، ويذهب ضحيتها اطفال وشباب وشيوخ ابرياء، لا ذنب لهم الا انهم جيران للمياه الصالحة او يتنزهون.
ورغم تحذيرات الحكومة في الايام الماطرة عبر اجهزتها المعنية كالارصاد والدفاع المدني والحاكمية الادارية للمواطنين بعدم الاقتراب من مجاري السيول وتجمع المياه، الا ان الحوادث المفجعة مستمرة.
وتشير احصائية للدفاع المدني في 2018 الى وقوع 51 حالة غرق في الاردن، رغم كثافة الارشادات الوقائية والتعليمات التي توجهها للمواطنين بمراقبة اطفالهم وعدم السماح لهم باللعب والسباحة والصيد والاقتراب من المسطحات المائية تجنباً لوقوع حوادث الغرق، والالتزام بإرشادات الشواخص التحذيرية المثبتة بالقرب من المسطحات المائية المختلفة، والابتعاد عن حواف مصادر المياه المفتوحة تفادياً لخطر الانزلاق فيها.

وكشفت الوقائع على الارض في قلب العاصمة عمان، حجم الخراب الذي خلفته مياه الامطار للمحلات التجارية، حتى ان التجار من شدة الخوف على انفسهم اولا ومصير تجارتهم بدأوا يستخدمون وسائل حماية تقيهم وتجارتهم من الدمار والموت، فيما تؤكد الجهات المعنية بامانة عمان الكبرى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع المياه الصالحة من تدمير جيرانها.

ويحتار الشاب الاربعيني خالد الزعبي من ايجاد تفسير مقنع للمأساة التي تعاني منها منازل واسر «جيران المياه الصالحة».
وقال، ان اودية محافظة اربد مثل «الغفر» و«جديتا» و«كفرسوم» و«النهير» وجبال عمان تحتضن مجاري سيول عاتية تحمل الجمل بما حمل وتقتلع الشجر والحجر والانسان، وما زالت كل موسم مطري تشهد واقعا مؤلما تحت نظر الجهات المعنية.
ويقترح عضو مجلس بلدية ديرابي سعيد محمد ادهيمش بني سلامة على وزارة الاشغال العامة، استملاك مجاري الاودية المحاذية لشوارعها، وضمها لسعة تلك الشوارع كي تمنع المواطنين من البناء فيها، وجعلها كتلة خرسانية تتحدى تدفق سيول مياه الامطار، حتى لا تدمر الشوارع وتتسبب بالحوادث كما هو الحال للطريق الواصل بين بلدتي كفرالماء والاشرفية.
ومنعا لحوادث الغرق والفقدان تشارك سلطة وادي الاردن الاجهزة المعنية الاخرى دعوتها للمواطنين والمزارعين «جيران المياه الصالحة» والمسطحات المائية والسدود وقناة الملك عبد الله «الغور الشرقية»، بعدم الاقتراب او السباحة مهما كانت المغريات.
ويستذكر اهالي الكورة حادثة يوم الجمعة (12) نيسان من عام (2018)، حين أصيب اثنا عشر شخصًا بجروح نتيجة مداهمة مياه سيل وادي الريان/ جديتا لهم خلال قيام متنزهين بإنشاء برك «استنباطية» على السيل للسباحة فيها بعد وضع حواجز حجرية لتجميع المياه، ما لبثت ان انهارت بسبب ضغط المياه وارتفاع منسوبها.

ويقول الباحث الدكتور احمد الشريدة، ان مفهوم «جيران المياه الصالحة» تشاهده في معظم مناطق الاردن، حيث تجد الاهالي يقيمون ابنيتهم على اطراف الاودية التي يبعد عنها مجرى السيول عدة امتار، علاوة على مربي الاغنام الذين يحطون رحالهم من بيوت الشعر ومواشيهم على مقربة منها، وكل هذه الوقائع تنذر بالخطر على ساكنيها، ان اشتد زخم المطر وعلا منسوب السيل.
وكشف مصدر في وزارة المياه والري ان تبطين وتنظيف مجاري السيول بالوديان واقامة الجسور على الشوارع المتقاطعة لها في ارجاء الاردن، يحتاج الى ملايين الدنانير، كما ان «جيران المياه الصالحة» المتضررين من عشوائية تدفق مياه الينابيع والعيون ومجاري السيول، وضع الوزارة امام استحقاق صيانتها وترميمها، وهذا يتطلب البحث عن تمويل.
ويطالب «جيران المياه الصالحة» الحكومة بتطوير استراتيجيتها لمواجهة السيول في اماكن سكناهم، واقامة مشاريع تنجيهم من ويلات الغرق والفقدان، تشمل اقامة مسارات ومنتجعات مائية ومتنزهات ومرافق سياحية، توفر لهم وللزائرين بيئية ملائمة جاذبة للاقامة يعيشون عليها بامان وسلام دون منغصات طارئة، وسط جمال الطبيعة الخلاب الذي يحيط بها.
وعليه لا بد ان تقوم وزارات الاشغال العامة والادارة المحلية والمياه والري والزراعة بحل مشكلة جيران المياه الصالحة، باستملاك مجاري الاودية والشوارع، وتأهيلها وصيانتها بحيث تبعد مظاهر الخطر عن كل من يسكن بالقرب منها، وذات الوقت تعمل على تجميعها بسدود ترابية وبرك واعادة الاستفادة منها في فصل الصيف لري مزروعاتهم وحيواناتهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :