-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 12-11-2019 10:59 AM     عدد المشاهدات 419    | عدد التعليقات 0

كي لا يموت لبنان ويفنى الأرز!

الهاشمية نيوز -
رشاد ابو داود

ليست الطرق فقط مسدودة في لبنان بل الأزمة أيضاً وصلت الى طريق مسدود. الناس لم تزل منتشرة في الشوارع وأطراف الحكم لم يزالوا متمترسين في مواقفهم. ولبنان الوطن مقبل على «كارثة»، كما أخبرني صديق صحافي قديم من أهل لبنان كنا نحن المتفائلين نتهمه بالتشاؤم قبل ثلاثين سنة فاذا بكل توقعاته صدقت، من غزو الكويت الى فشل اوسلو الى ما وصلت اليه ليبيا و اليمن والصومال والآن العراق و لبنان.
اتصل بي الصديق المقيم «حتى الآن» في بيروت طالباً مني أن أبحث له عن شقة صغيرة في عمان، صغيرة جداً ، فالوضع ينذر بانهيار تام، لا بنزين في محطات الوقود، لا طرق مفتوحة، من لديه مال لا تعطيه اياه البنوك والليرة تتآكل قيمتها و «نحن مقبلون على جوع «.
كيف؟ قال: سيطول الفراغ الدستوري ولن تشكل حكومة تكنوقراط كما يطالب الحريري ولا حكومة تكنوقراط سياسي كما يطالب حزب الله و حركة أمل. لن يرحلوا «كلن يعني كلن». سيبقى الناس في الشوارع حتى يتعبوا ويجوعوا.و سيتم إلهاؤهم بمسكنات لا بعلاج شاف لهم وللبنان.
سألته: وأين الدول الكبرى والدول الاقليمية المؤثرة في لبنان؟ قال: أميركا ترامب غير معنية الا بالنفط والغاز و «بمن يدفع» مقابل حمايته. فرنسا «الأم الحنون» كما ظل يسميها لبنان جف حليبها وصارت جدة بالكاد تتذكر ديغول و شيراك. ايران يهمها أن تبقى في لبنان كما اليمن و العراق. «اسرائيل» يهمها ضمان حدودها الشمالية وعدم وجود تهديد لها. سوريا تتحسس خاصرتها «لبنان» كلما حدث تطور فيها.
والنهاية؟ قال: لم يعد يهم الدول الكبرى و الاقليمية من يحكم لبنان من مكوناته. لكن لن تسلمه الى اي مكون الا جثة متحللة هامدة قابلة للذوبان. وهذا يؤدي إما الى توزيع اعضائه على الدول المجاورة وبقاء «الطرف الأقوى» في بيروت ويسمونها « المنطقة الحمراء» على غرار «المنطقة الخضراء» في بغداد!
بعد ان انهى صديقي اللبناني المقيم في بيروت تحليله و توقعاته للمستقبل عدت الى آخر تطورات الوضع في لبنان لأجد ما يرجح هذه التوقعات. فقد نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر رفيعة أن المحادثات السياسية الرامية للتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة في لبنان وصلت إلى طريق مسدودة، في حين قال «حزب الله» إنه لن يُرغم على تقديم تنازلات. وقالت المصادر إن اجتماعاً بين رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري ومسؤولين كبار من «حزب الله» وحليفه حركة «أمل» انتهى مساء السبت الماضي دون تحقيق أي انفراجة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. وقال مصدر مطلع على موقف الحريري في المحادثات «الأزمة تتعمق»، حسب ما نقلته وكالة «رويترز». وقال مصدر رفيع آخر، مطلع على موقف «حزب الله» وحركة «أمل»: «لم يتغير شيء... حتى الآن الطريق مسدودة تماما». وقال المصدر الثالث إن الوضع لا يزال متأزماً.
ندعو أن لا تنطفئ شعلة لبنان التي كانت تضيء الوطن العربي بالحرية والحضارة، وأن لا تموت الأرزة!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :