-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 08-02-2018 10:30 AM     عدد المشاهدات 4287    | عدد التعليقات 0

تضامن : تشويه الأعضاء التناسلية للإناث يعتبر إنتهاكاً صارخاً

الهاشمية نيوز - 'عندما تكون كرامة الملايين من الفتيات وصحتهن ورفاههن عرضة للخطر، لا مجال لإضاعة الوقت. وإذا عملنا يداً واحدة، بإستطاعتنا ومن واجبنا وضع حد لهذه الممارسة الضارة'، بهذه الكلمات عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن المأساة التي تعيشها الإناث بسبب تشويه أعضائهن التناسلية، وذلك بمناسبة اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقاً إزاء تشويه الإعضاء التناسلية للإناث الذي صادف يوم أمس 6/2/2018.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني 'تضامن' الى البيانات الإحصائية الأممية التي تؤكد على أن عدد النساء والفتيات اللاتي تعرضن لتشويه أعضائهن التناسلية بلغ 200 مليون نسمة، والتخوفات إذا ما إستمرت الإتجاهات العالمية على هذا المنوال لأن تتعرض 15 مليون فتاة أعمارهن ما بين 15-19 عاماً لنوع من أنواع هذه الممارسة بحلول عام 2030، علماً بأن هذه الممارسة تمارس على فتيات تتراوح أعمارهن من سن الرضاعة حتى 15 عاماً.

وإضافة الى أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بشكل كلي أو جزئي بدون دواعي طبية يعتبر إنتهاكاً صارخاً للحقوق الأساسية للنساء والفتيات، فإنها في أغلب الحالات تسبب نزف حاد ومشاكل في التبول وإحتمال حدوث عقم ومضاعفات عند الولادة ووفاة للمواليد، كما أن حالات عديدة سجلت فيها وفاة للإناث بسبب هذه الممارسة.

وتنتشر هذه الممارسة بشكل خاص في 29 دولة من دول أفريقيا والشرق الأوسط ومن بينها مصر والسودان والصومال وجيبوتي، إلا أنها موجودة في دول أخرى بسبب وجود المهاجرين الذين يمارسونها أينما ذهبوا.

وبلغ عدد الإناث اللاتي تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية دون دواعي طبية في مصر حوالي 27.2 مليون نسمة، فيما سجلت أعلى نسبة للإناث اللاتي أعمارهن ما بين 15-49 عاماً وتعرضن لهذه الممارسة في الصومال (98%)، وجيبوتي (93%)، ومصر (91%).

من جهة أخرى ذات علاقة، أكد تقرير للأمين العام للأمم المتحدة حول إستعراض وتقييم مدى تنفيذ الدول الأعضاء للإستنتاجات المتفق عليها بشأن إزالة ومنع جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، على حقيقة أن جميع دول العالم بدون إستثناء فشلت في القضاء على العنف ضد النساء ومنعه.

وتشير 'تضامن' الى أن الإستنتاجات المتفق عليها تشمل المجالات التالية: تعزيز تنفيذ الأطر القانونية والسياساتية والمساءلة، والتصدي للأسباب الهيكلية والأسباب الكامنة وعوامل الخطر من أجل منع العنف ضد النساء والفتيات، وتعزيز الخدمات والبرامج والإجراءات المتعددة القطاعات الهادفة للتصدي للعنف ضد النساء والفتيات، وتحسين قاعدة الأدلة من أجل هذه الإجراءات.

وقد إستند التقرير على المعلومات الواردة من الدول الإعضاء، وخلص الى أن العنف ضد النساء ما زال يشكل إنتهاكاً شائعاً لحقوق الإنسان، وأنه موجود في مختلف الدول وفي مختلف البيئات المستقرة منها والهشة، وفي مختلف الظروف خلال الصراعات وبعدها، فالنساء والفتيات يتعرضن للعنف في المجال الخاص كالمنازل وفي المجال العام كالأماكن العامة وأماكن العمل وأثناء الصراعات والنزاعات.

وأشار التقرير الى أن الأسباب الجذرية لكافة أنواع العنف الممارس ضد النساء والفتيات لا زالت موجودة ولم تتم معالجتها معالجة حاسمة، وهي على وجه الخصوص عدم تكافؤ علاقات القوة بين الرجل والمرأة وعدم المساواة بينهما والتمييز في مختلف مناحي الحياة. وإن إتباع نهج شامل لمعالجة هذه الأسباب يعد أمراً بالغ الأهمية.

تقديرات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن 35% من النساء قد تعرضن في حياتهن للعنف على يد رفقائهن الحميمين وللإعتداء الجنسي على يد غيرهم. كما أكدت أحدث البيانات لعام 2015 على إرتفاع العنف الجسدي والجنسي حيث أن هنالك واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي في حياتها، وواحدة من كل خمس فتيات قد تعرضت للعنف الجنسي في طفولتها.

وحسب تقرير المكتب المعني بالجريمة والمخدرات لعام 2014 حول الإتجار بالبشر، فإن 70% من جميع الضحايا المكتشفين بجرائم الإتجار بالبشر هم نساء وفتيات، فيما أشار تقريران لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة 'اليونيسيف' صدرا عام 2014 الى وجود 133 مليون إمرأة وفتاة في 29 دولة خضعن لتشوية أعضائهن التناسلية (ختان الإناث)، وأن أكثر من 700 مليون إمرأة على قيد الحياة تزوجن قبل 18 عاماً وأن واحدة من كل ثلاث منهن تزوجت قبل بلوغها 15 عاماً، وكثيراً ما تتعرض الطفلات العرائس للعنف الأسري وإساءة المعاملة والإستغلال.

إن إعطاء قيمة كاملة لحياة النساء من جميع النواحي هو المفتاح لحل مشكلة العنف ضدهن والتي أصبحت مستحكمة وتعمل في صمت وتجاهل من كافة الأطراف. وكون وقوع العنف ضدهن جراء عدم المساواة بين الجنسين والتمييز وإختلال علاقات القوة بين الرجل والمرأة، فإن تركيز الجهود يجب أن ينصب على إصلاح الهياكل التي يرتكز عليها والمتغلغلة في جميع مناحي الحياة، الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية، كما لا بد من تغيير الأعراف الإجتماعية التي تتسامح مع العنف وتديمه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :