تاريخ النشر - 10-05-2025 08:15 PM عدد المشاهدات 1 | عدد التعليقات 0
دعوة لتوازن أخلاقي وتقني في توظيف الذكاء الاصطناعي بالتعليم .. تفاصيل

الهاشمية نيوز - ناقش نخبة من الأكاديميين والخبراء التربويين، في جلسة نقاشية حملت عنوان "الذكاء الاصطناعي وجودة التعليم: تكامل أم تضارب مع القيم التعليمية التقليدية؟"، حيث تباينت الآراء بين مؤيد لدمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية كمحفز للتطوير، وبين متحفظ يخشى من طغيان التقنية على القيم الجوهرية للتعليم.
في مستهل الجلسة، شدد مساعد الرئيس للشؤون الأكاديمية - جامعة الحسين التقنية الأستاذ الدكتور موسى حبيب على أن الذكاء الاصطناعي "يمثل فرصة غير مسبوقة لإحداث نقلة نوعية في جودة التعليم من خلال التخصيص، وتحليل الأداء، وتوفير دعم فوري للطلاب"، معتبرًا أن التحدي الأكبر يكمن في "كيفية توظيفه دون أن يحل محل المعلم أو يلغي دور التفاعل الإنساني".
من جهته، أكد رئيس جامعة عجلون الوطنية الأستاذ الدكتور فراس هناندة الدكتورة، أن هناك قلقًا مشروعًا من أن يؤدي الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي إلى "تآكل بعض القيم التقليدية للتعليم مثل النقد، والتأمل، والعلاقات التربوية الإنسانية"، مشددة على ضرورة أن يكون "الذكاء الاصطناعي أداة خادمة لا بديلاً عن السياق الإنساني للتعلم".
في مداخلة أخرى، أشار عميد كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور إبراهيم عبيدات إلى أن "الجودة التعليمية لا تقاس فقط بالمخرجات الأكاديمية، بل بتكوين شخصية الطالب وقيمه"، محذرًا من خطورة اختزال العملية التعليمية إلى بيانات وتحليلات خوارزمية قد تغفل الأبعاد الأخلاقية والوجدانية.
بدوره أكد الرئيس التنفيذي لشركة pure analiyc الأستاذ الدكتور معتز الدبعي ان الأردن ينظر بتمعن إلى إمكانيات الذكاء الاصطناعي كشريك استراتيجي في مسيرة تطوير التعليم، ساعيًا إلى تجاوز التحديات التقليدية وتعزيز الجودة في كافة ربوع المملكة، ولا سيما المناطق التي طالما عانت من محدودية الفرص. يرتكز هذا التوجه على إدراك عميق لقدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم حلول مبتكرة للتعلّم الشخصي، وتوفير محتوى تعليمي مُثرٍ باللغة العربية، وسد الفجوات الناجمة عن نقص الكوادر التعليمية المؤهلة.
وقال : الدبعي إلا أن هذا الطموح يصطدم بواقع يتطلب معالجة دقيقة لتحديات جوهرية، بدءًا من ضرورة تطوير البنية التحتية الرقمية في العديد من المؤسسات التعليمية، مرورًا بأهمية الاستثمار في تأهيل الكفاءات التعليمية للتعامل بفعالية مع أدوات الذكاء الاصطناعي، وصولًا إلى الحاجة الماسة لتطوير محتوى تعليمي عربي متقدم يتواكب مع التطورات التكنولوجية. كما تبرز الاعتبارات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بخصوصية بيانات الطلاب كمسؤولية وطنية تستوجب وضع أطر تنظيمية محكمة.
وقد خلصت الجلسة إلى توصيات أبرزها: ضرورة تطوير سياسات تعليمية توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي والحفاظ على القيم الإنسانية، تعزيز تدريب المعلمين على أدوات الذكاء الاصطناعي، وضمان وجود معايير أخلاقية تضبط حدود استخدام هذه التقنية في البيئة التعليمية.
وأدار الجلسة الوزير الأسبق المهندسة لينا شبيب وشارك فيها كل من رئيس جامعة عجلون الوطنية الأستاذ الدكتور فراس هناندة وعميد كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور إبراهيم عبيدات ،ومساعد الرئيس للشؤون الأكاديمية في جامعة الحسين التقنية الأستاذ الدكتور موسى حبيب والرئيس التنفيذي لشركة pure analytic الأستاذ الدكتور معتز الدبعي.