فن وذوق ،بدون أخلاق

الهاشمية نيوز -
طلعت شناعة

مؤكد أن هناك بعض النساء اللواتي يستعرضن في سياراتهن الفارهة ومعظمها من «الجيبات» الضخمة، لم تعد تفرق معهن. فهن يتصرفن مثل أي رجل متهور في « السواقة «. ومع ارتفاع درجة الحرارة، تجد « الهانم « تغلق شبابيك السيارة لكي تستمتع بهواء المكيّف الجميل وتنشغل طوال الوقت نعم طوال الوقت بالحديث في « الموبايل « ضمن مكالمة لا تنتهي ولا تدري من هو ال» المحظوظ « الذي يستحق منها ومنا كل هذا العناء. النظارة السوداء التي تعلمنها من المسلسلات التركية دائما فوق العينين ليس لمواجهة أشعة الشمس بل لمواجهة النظرات. بحيث تكون النظارة مثل شبابيك السيارة، تتيح لك رؤية الآخرين دون ان يرونك.
« ستايل» و» موضة « و « استعراض» في الشوارع وقد شاهدت سيدة ترتدي عباءة «سوداء» وتخفي عينيها بنظارة «سوداء» وتقود سيارة «سوداء» تلف وتدور في مساحة لا تتجاوز « دونمين «. وللحظة ظننت أنها ربما كانت تلف وتدور حولي، لعدم وجود كائنات في الصباح الباكر.
لكنني سرعان ما « نفستُ « غروري بعد أن شاهدتها لا تتوقف عن الحديث بالموبايل طوال رحلتها الصباحية.
إذن ثمة شخص ينتظر على الطرف الآخر. جميل هذا الحب « النديّ» ومرحى لهذه « الحماقة « المبكّرة.
المشكلة ليست فيمن تحب على « الموبايل « فهي التي تدفع « الفاتورة « وليس أنا . بل في الأزمات التي تسببها مثل هذه النساء بحركاتهن الدلوعة و المملة والبطيئة في الشوارع المزدحمة وعدم التزامهن بقواعد المرور ولا بقاعدة « القيادة: فن وذوق و أخلاق» التي كنا نقرأها ـ زمان ـ ، أمام السائق وأظنها اختفت مثل كل القيم الجميلة التي اختفت من حياتنا.
ومادام الامر كذلك، فالكل يسير كما يريد وليس مهما مراعاة ظروف ومزاج الآخرين.
وكما قال المرحوم يوسف شاهين في آخر أفلامه « هيّ فوضى «.
نعم « هيّ فوضى»!!.