-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 16-07-2019 10:50 AM     عدد المشاهدات 430    | عدد التعليقات 0

أنا أشجع الجزائر!

الهاشمية نيوز -
فارس الحباشنة

من أفضل نتائج كرة القدم احياء المشاعر القومية والعروبية. في بطولة الامم الافريقية المقامة حاليا في مصر كان لافتا ليلة اول البارحة الاحد كيف أن الاردنيين فرحوا وغضبوا معا، فرحوا بفوز الجزائر على نيجيريا، وغضبوا من خسارة تونس أمام السنغال.
كرة القدم هي أكثر لعبة رياضية في العالم منتجة للشوفانية الوطنية والقومية. ولربما أن الشعوب العربية بحاجة الى مشاعر وطنية متضخمة، وبحاجة تعويضية لنقص في الوجوب الوطني. وكرة القدم وان كانت مجرد رياضة الا أنها تصنع وجدانا جمعويا، وتستفز الذاكرة والمشاعر الوطنية والقومية، وتولد سؤالا ولو طارئا عن الانا والاخر.
ما يعني أن الجزائر في معركتها الكروية ضد السنغال لن تكون وحيدة، من ورائها جمهور عربي من الماء الى الماء، ينشد النصر والفوز للجزائر، ومحاربي الصحراء.
في المقابل فان كرة القدم ولدت حروب كراهية بين الدول العربية، كما وقع بين مصر والجزائر، والمغرب وتونس ايضا. ولكن في البطولة الافريقية المقامة حاليا في مصر طوى المصريون والجزائرون صحفة الفتنة والخلاف التي وقعت في زمن غابر، رغم ان المدرجات والجماهير قد شابها اشتباكات ومشادات لفظية عنيفة.
هزائم كرة القدم صادمة وتبكي الشعوب. المعادلة كما يبدو ليست كروية بحتة، وإنما ثمة مس للوجدان الوطني والقومي. الخسارة الكروية أحيانا تربط بخسارات سياسية وعسكرية، وخصوصا لدى الشعوب المجروحة ذاكرتها بالهزائم كالعرب مثلا، هزيمة 67، وهزائم الاستعمار الاجنبي، والحروب الاهلية العربية، وانهيار الدول.
في الرياضة تستحضر ذاكرة كامنة في اللاوعي الجمعوي، وهي نزعة للبحث عن أي نصر وفوز، وفرح. العرب مخنوقون وجدانيا، يواجهون أقصى تحديات احترام الذات.
ففرحة الصيني أو الكوري أو الياباني في فوز كروي لربما تكون مختلفة لحد بعيد. فهو يتلقى يوميا مشاعر عامة مضاعفة تعظم روحه الوطنية والقومية. هواوي في الصين عبقرية نصر في تكنولوجيا اقتصاد وعلوم الاتصالات الحديثة. فالنصر حدوتة يومية تلوح في الافق العام من السياسي والاقتصادي والعلمي والتعليمي والثقافي. دولة تفكر مثلا في غزو الفضاء، فكيف تكون المشاعر الوطنية لشعبها؟
نزعة الكرة تقوى لدى الشعوب الفقيرة والضعيفة، من ترى بلاعب كرة القدم مقاتلا وجيشا كبيرا، ومن يذهبون في خيالهم الجمعوي الى صناعة النصر الرياضي لكتالوغ مجازي لانتصار أمة وشعب ووطن.
تبقى كرة القدم بعيدا عن تفكيك وتشخيص الشخصية العربية مرضا وهوسا وغراما لدى الجماهير. ومن فوق متعة الفرجة على لعبة كرة قدم، هناك من لا يحبون كرة القدم، لا يشعرون بالمتعة عند الفرجة الا أنهم يصابون بهوس المتابعة. ثمة ما يوجب خضوعه الى الفحص النفسي.




وسوم: #أنا#أشجع


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :