-

كتابنا

تاريخ النشر - 09-07-2019 10:36 AM     عدد المشاهدات 483    | عدد التعليقات 0

كادبي .. رؤية استراتيجية

الهاشمية نيوز - بلال حسن التل
الوقائع الاخبارية :فيما كان علماء وباحثو مركز الملك عبدالله الثاني بن الحسين للتصميم والتطوير "كادبي" يقصّون بشغف العاشق المزهو قصة بناء هذا الصرح الأردني العملاق، لوفد جماعة عمان لحوارات المستقبل الزائر للمركز، في إطار برنامج ملك الإنجاز الذي تنفذه الجماعة،كجزء من مبادرتها الإنجاز في مواجهة الإحباط والتشكيك. في هذه الأثناء كانت جملة من الحقائق تطل برأسها من خلال الشرح الذي كنا نستمع إليه، والتي تصب كلها في تأكيد قناعتنا بأن هناك في بلدنا إنجازاً حقيقياً يحق لنا أننفتخر به بدلاً من أن نلطخه بالإشاعات والتشكيك.
أول هذه الحقائق التي أطلت برأسها من ثنايا قصة "كادبي"، هي طبيعة التفكير الاستراتيجي بعيد المدى لقائد الوطن، وتوق جلالته إلى تحقيق الاعتماد على الذات من خلال التطوير العلمي المدروس لقدراتنا وإمكانياتنا البشرية منها والمادية، لذلك بادر جلالته ومنذ السنة الأولى لتوليه سلطاته الدستورية إلى تأسيس مركز الملك عبدالله الثاني بن الحسين للتصميم والتطوير، وظل جلالته يرعاه منذ أن كان نطفة في عقل جلالته إلى أن صار شاباً اشتد عوده واستوى على ساقيه وصار قادراً على النزال والمنافسة، وصار له عنوان وعلامة مسجلة تمتاز بالجودة والإتقان.
يتجسد البعد الاستراتيجي في تفكير جلالته من خلال تأسيسه لـ "كادبي" في أن جلالته هدِف إلى عدم إخضاع حاجات قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية إلى تقلبات السياسة وابتزازها، فسعى إلى إقامة مصانع صارت تنتج بالتدريج الكثير من حاجات هذه المؤسسات الاستراتيجية من الأجهزة والمعدات والألبسة, وهي منتجات دخل الكثير منها حيز الخدمة الفعلية فيما بعضها انتهت دراسته وصار جاهزاً للإنتاج إذا اقتضت الضرورة الاستراتيجية والأمنية ذلك.
لم تتوقف عملية تطوير وتصميم وإنتاج مصانع كادبي المتعددة عند حدود الألبسة الواقية، والأحذية المناسبة لكل المناخات والتضاريس، ولاعند أجهزة الرؤيا والاستكشاف ذات الاستخدامات العسكرية والأمنية، بل دخلت في عوالم إنتاج الذخائر وتطوير المعدات العسكرية والأمنية، فكثيرة هي المعدات التي طورها علماء "كادبي"، والتي دخلت من خلالها الأسماء العربية قاموس الآليات العسكرية كالمارد، والوحش، والجواد، والفارس، والحارس، والمغوار، والغزال، والوشق، والوشق4، وكلها معدات عسكرية طورها علماء كادبي وأعادوا تسليحها بصورة جذرية، فصارت أكثر رشاقة وقدرة على الحركة وأكثر حماية لجنودها وأكثر دقة في إصابتها، فذاع صيتها وصارت العديد من الجيوش والأجهزة الأمنية في العالم تطلبها وتتعاقد على شرائها من مصانع كادبي، أي أن لكادبي دوراً اقتصادياً علاوة على دوره الاستراتيجي المتميز، وهو دور متعدد الأوجه فمنتجات مصانع كادبي تغني عن استيراد جزء من حاجاتنا الوطنية مما يعني وفراً اقتصادياً، وجزء آخر من هذه المنتجات يباع في الأسواق الخارجية مما يعني دخلاً وطنياً بالعملات الصعبة، هذا بالإضافة إلى فرص العمل التي توفرها مصانع كادبي لأبناء المنطقة. وهذا الدور الاقتصادي علاوة على أدوار كادبي الأخرى كلها واحدة من تجليات التفكير الاستراتيجي الذي أثمر كادبي والكثير من مؤسسات الوطن التي نجهلها فنظلمها، ونظلم أنفسنا وقبل ذلك نظلم وطننا .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :