-

كتابنا

تاريخ النشر - 22-06-2019 01:13 PM     عدد المشاهدات 553    | عدد التعليقات 0

اختفى الحراك .. ودق قلبي

الهاشمية نيوز - اختفى الحراك..ودق قلبي
كتب: اطراد المجالي
لست حراكيا، ولكني اعترف اني من المنتقدين لكثير من السياسات العامة للدولة الاردنية ولكني لست حراكيا، فللكل طريقته بالتعبير، ولكن أما وقد اختفى الحراك او هكذا اشعر جراء رفع العصى اكثر والممارسات الاخيرة للحكومة بحق الحراكين، فقد دق قلبي على وطني. وقد يستغرب الطرح من البعض، ولكني انظر الى اعمق من دائرة المشاهدة الاعتيادية وارجو من الدراسين للازمة بصورها واشكالها وعناصرها وتأثيرها ان يحاولوا الاستماع اكثر لعامل الانفجار .

نحن في الاردن ككل الشعوب العربية معظمنا نشأ على ثقافة المطاوعة، فلا ينجح كثيرا لدينا اضراب عن شراء سلعة ارتفع سعرها او نجح تأثير على اي قرار سياسي ، حتى وبعد انفتاح التعبير من خلال قنوات التواصل الاجتماعي ما زلنا ونحن نشرب الشيشة ننقاش موضوعاتنا، واحزابنا في كل تأثيرها لا تزيد عن اطلاق بيانات، وجماعات الضغط من نقابات وجمعيات مشغولة بمصالحها، فلا ثقافة للحورات الشعبية ولا ثقافة للترابط المجتمعي وبناء للراي العام بشكل ممنهج فما يكون من بناء للراي العام ينتج بالصدفة لا اكثر من السهل تتبعه وقطع الطرق عليه. وهذا ما قد يقوم به خداجا يعرف في فنون الاعلام المضاد او ما يعرف باعلام التشتيت.

نشات الازمات او ما تسمى بالثورات العربية بمعظم البلاد العربية التي داهمها الخريف العربي كما احب ان اسميه- بنفس ما لدينا من عوامل: الفقر، العوز، البطالة، قلة خدمات، القهر والاحباط، وكان سهلا جدا ان يبرز عامل الانفجار لسبيين اثنين لا ثالث لهما " العصا المزعجة والكره الحاقد"، وهذان العاملان لعدم جودهما في الحالة الاردنية كنت استبعد قيام اي ثورة مهم بلغت عناصر الازمة ازعاجا ومهما ارتفعت وتيرة بروزها. اما لماذا؟ فلأن الحالة الاردنية ترتكز على اطفاء لكل عناصر الازمة او الثورة بشيئين اثنين" العشم والمحبة"، فما زال الناس يخرجون واحيانا يشتمون وفي داخلهم عشما خاصا ببيت الحكم الاردني ومعظم الشعب جزء من تاريخهم، تأريخ مجيد بالنسبة اليهم لقرابة مائة عام مع بيت الحكم الاردني وهذا يمنع الكره الحاقد، فكيف يكره الشخص تاريخا لابيه وجده. ويقول البدوان: " اريدلك اريدلك الموت ما اريدلك"
اختفى الحراك، فدق ناقوس الخطر، واذ حدثني احد عن مسيرة الاسلاميين ساقول له: لا أتحدث عن المسيرات المبرمجة- الوضع الهادىء الان يشكل في الوجدان من قساوة العصا وهمجية ثقافة الرد في معظم القضايا الشعبية وعناصر اخرى كرها وحقدا وقد تختلف شيئا فشيئا عناصر اطفاء الازمات خاصة مع الفجوة التي بدات تتسع في ثقافة المعرفة ما بين الطرفين شعب وحكم، ولهذا قد يكون بذلك المعظم لقمة سائغة للعمالة والتنظيمات غير المعلنة وفريسة سهلة لنوازع النفس بان لا شيء يستحق. ولو اني املك لكل ما ذهبت له عشرات الامثلة الا اني اعلم ان الرسالة وصلت، ويقال: الغصن الذي ينسلخ عن الشجرة كثيرا ما يرجع اليها حاملا فأسا. حمى الله الاردن من كل شر وفتنة

اطراد المجالي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :