-

كتابنا

تاريخ النشر - 17-06-2019 01:30 PM     عدد المشاهدات 491    | عدد التعليقات 0

الإعلام التقليدي والسوشال ميديا

الهاشمية نيوز - تراجعت في السنوات العشر الأخيرة وسائل الإعلام التقليدية من صحف ومجلات ومحطات التلفزيون الرسمية والخاصة وذلك لصالح نمط جديد من الإعلام غير التقليدي وهو السوشال ميديا من «فيسبوك وتويتر وانستغرام» وغيرها مما يضع الإعلام التقليدي أمام تحديات كبيرة إن أراد مواصلة الاستمرار رغم أن صحفاً إعلامية كبرى في الإعلام تحولت من الورق إلى الفضاء الإلكتروني.

هذا التراجع لم يشمل أعداد الصحف وتوزيعها أو عدد المشاهدين للقنوات التلفزيونية بل شملها إلى الإعلان فانخفضت إعلاناتها لأن المعلن أخذ يتوجه إلى وسائل السوشال ميديا الأكثر قراءة وتوزيعاً، وظهر لدينا نجوم على «الانستغرام» يطلبون مبالغ كبيرة من المعلن والشركات لقاء الإعلان عنهم في مواقع هؤلاء المشاهير وهو من الناس العاديين الذي وجدوا طريقاً للشهرة.

يضاف الى ذلك ظهور ما يسمى المواطن الصحفي حيث يستطيع أي مواطن عادي أن ينشئ موقعاً على وسائل «السوشال ميديا» وبأدوات قليلة وكاميرا بسيطة قد تكون كاميرا هاتفه النقال ان يصور الاحداث ويكتبها ويبث الاخبار عنها في وقت اسرع من وسائل الاعلام التقليدية التي لا تتورط عادة بموضوع النشر السريع قبل التحقق من الخبر أما المواطن فليس لديه ما يخسره ان ثبت عدم صدقية خبره فأقل ما يعمل أن يمسح الخبر عن صفحته دون مراقبة من حسيب أو رقيب أو حتى من الحكومة.

أمام وسائل الإعلام التقليدية بما فيها الصحف اليومية طريقان لمواصلة الصدور وهما:

أولاً: تحويل الصحفيين لديها وتدريبهم ليكونوا صحفيين متعددي الوسائط أو ما يسمى بالانجليزية multimedia journalist بحيث يكون هذا الصحفي مزوداً «بلاب توب» أو هاتف نقال حديث (أندرويد) مزود بكاميرا صور وكاميرا تلفزيونية بحيث يستطيع أن يكتب الخبر ويصور الصور والفيديو من موقعه ويضعها على موقع الصحيفة الإلكتروني بثوان قليلة وإيصال المعلومة والخبر إلى الجمهور الواسع لتبثها التلفزيونات فوراً أو يتم في اليوم التالي ظهورها في الصحف اليومية.

ثانياً: تحويل الصحف ووسائل الإعلام التقليدية إلى وسائل إعلام متعددة الوسائط بحيث تكون هناك صحيفة يومية ومحطة إذاعية ومحطة تلفزيونية بسيطة (سلايد مثلاً) ومواقع على «الفيسبوك وتويتر وانستغرام» وغيرها بحيث أن مردود الإعلان على السوشال ميديا قد يغطي الضعف الذي تعاني منه الصحف اليومية وتقديم (بكج pachage) للمعلن للإعلان بكل هذه الوسائط المتعددة مرة واحدة وباثمان منافسة مما يساعد في جذب كبريات الشركات والمعلنين.

ونفس الأمر ينطبق على محطات التلفزة التي يجب أن تلجأ إلى وسائل جديدة لجذب الإعلانات والمعلنين بما فيها تقديم خدمة إعلانية للمعلن على كل وسائط محطات التلفزة المتعددة، وهو ما قد يرضي طموح المعلنين بالوصول إلى أكبر عدد من الناس والمشتركين ومتلقي الإعلان.

إذا لم تبادر وسائل الإعلام التقليدية إلى تطوير وسائل ووسائط عملها المتعددة المجالات فإن الجيل القادم من الصحفيين والمواطنين الصحفيين قد يتخطى هذه الوسائل والوصول إلى الناس بدون كلفة ولا حواجز ولا رقابة.

awsnasam@yahoo.com
رمضان الرواشدة مدير التلفزيون الاردني السابق، ورئيس مجلس ادارة صحيفة الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :